عالم أرواح شاكر العقيد غموض المنزل رقم (101)
الفصل الثاني
✍️سمير الشحيمي :
*الجامعة*
كافتيريا الجامعة يجلس شاكر ويقلب كتاب بين يديه أتته إحدى الطالبات قائلة : أستاذ شاكر ممكن أن أسألك سؤال؟
شاكر ينظر إليها ويضع الكتاب على الطاولة ويعدل نظارته قائلاً : شذى تفضلي ماهو سؤالك؟
شذى برتباك : في المحاضرة قلت لنا بإن الأرواح تتجانس حتى لو كانت بمكان آخر.
شاكر مبتسماً: لست أنا من يقول هؤلاء علماء النفس الذين قالوا هذا الكلام.
شذى : صحيح لكن بحكم إنك مدرس هذه المادة ما رأيك بهذا الأمر؟ بإنك تفكر بشخص ما كثيراً لكن بالمقابل هل هو يفكر بك وبنفس اللحضه؟
شاكر : إن عدم قدرتك على إخراج شخص من تفكيرك هو أن الشخص ذاته يفكر بك، إنه تجانس الأرواح كيف لي أن ابسطها لك؟ التشابه الأخلاقي يولد تجاذبا في الأرواح، فروح تحمل نفس المشاعر ونفس الأفكار. نذهل أحياناً عندما نجد إنساناً يشبهنا ليس بالمظهر ولكن في الروح أيضاً.
شذى مبتسمه : أستاذ شاكر مثلاً أفكر بشخص عزيز هل سيكون يفكر بي نفس اللحضه؟
شاكر : ليس بالضرورة ولكن هيه استنتاجات لدراسات عن أمور نصادفها بحياتنا اليوميه ولا أظن بإن أي إنسان لايمتلك شخص يستحوذ على تفكيره روحياً ويفكر فيه ، ودائماً عندما تفكر بشخص ترغب بسماع صوته فتتصل عليه ويقول لك سبحان الله لقد كنت أفكر بك منذ قليل.
شذى تبتسم : كلامك صحيح أستاذ شاكر، آسفه إني قطعة عليك خلوتك.
شاكر : لا داعي للإعتذار لكن بالمره القادمه اسألي اسألتك في المحاضره على الأقل يستفيد الجميع.
شذى بإبتسامه : حسنا أستاذ شاكر إلى اللقاء.
غادرت شذى ورجع شاكر لقراءة كتابه.
في المساء يفتح شاكر باب شقته القديم ويصدر منه ذاك الأنين الخفيف، يغلق الباب خلفه ويعلق سترته ويتحرك بتجاه غرفة المعيشة يوجد بها طاولة بها أباجورة ويشعل ضوء الأباجورة ويجلس بالكرسي ليرح جسده من تعب يوم طويل قضاه بالجامعة ثم في منزل أحد أصدقائه.
فجأه تقفز قطة بيضاء فوقه ووضع يده على رأسها وهيه تموء كأنها ترحب به فقال: لقد أطلة الغياب عليك هذا اليوم أخبريني مالذي فعلته في غيابي؟
ثم نهض من مكانه واتجه إلى المطبخ وفتح الثلاجة وأخرج علبة حليب وكان يوجد عند باب المطبخ وعاء صغير على الأرض سكب به الحليب وهو يقول : هذا عشائك لهذه الليله.
وضعت القطة رأسها داخل الوعاء وبدءت ترتشف الحليب، توجه شاكر إلى غرفة نومه وبدل ملابسه ورمى جسده على السرير وخلد إلى النوم.
في حلم شاكر وهو يقف خارج منزل كبير من طابقين ويسمع صوت موسيقى ينبعث المنزل، موسيقى كلاسيكيه حزينه وكئيبه ويرى عائلة من رجل وإمرأة وأبنائهم يدخلون إلى المنزل وهم سعداء فجأة غيمه سوداء تغطي المنزل يسمع صوت نداء واستنجاد أهل المنزل يريد أن يتحرك لمساعدتهم ولكن لم يستطع الحركة نظر بتجاه النافذة التي بالسقيفه يطل منها رجل لا يظهر من ملامحه إلا عينيه تتوهجان بالشر سمع صوت نباح كلب خلفه أللتفت إلى الخلف فوجد كلب أسود هجم عليه فستيقظ شاكر من نومه مفزوع يتصبب عرقاً رأى القطة وهيه تقف عند باب الغرفه ثم تنهد وقال بتهكم : أريد أن أنام ماهذا الكابوس يكفي مغامرات ابحثوا عن شخص غيري.
ووضع رأسه على الوسادة وحدق إلى السقف وهو يقول : أكملت الآن عاماً كاملاً منذ عودتي من قرية (زكوان) *راجع رواية شبح البحيرة* ولم تنتابني كوابيس ورؤى والفتاة ذات الرداء الأبيض لم تزرني منذ فترة اتمنى إنها أحلام عاديه واغمض عينيه ونام.
الفندق
أيوب وزوجته رافيده في سريرهما بالفندق فقال : أردت أن آخذ شقه فندقيه بها غرفتين على الأقل يكون الطفلين بجوارنا ولكن لا توجد شقق فارغه فقط غرف.
رافيدة : لا تقلق الأطفال بخير أعلم إنك تحب أن يكونى تحت ناظريك ولكن لا تبالغ في خوفك.
أيوب : تعلمي أنني أحبهما كثيراً وأريد أن يكونا بأمان.
رافيدة : أنهما بأمان ، أخبرني متى سيصل أثاثنا من مدينة نصر إلى منزلنا الجديد؟
أيوب : غداً صباحاً سيصل الأثاث جميعه في شاحنه تابعه لشركات نقل الأثاث والمفروشات.
رافيدة : أنا سعيدة جداً بإننا أشترينا هذا المنزل الجميل الرائع وسعره مناسب جداً لقد توقعت بأن يكلف الكثير ولكن سعره مناسب.
أيوب : نعم إنه منزل تحفه، عندما ينتهون من تنزيل الأثاث غداً سأذهب إلى الجامعة لكي أللتقي بعميد الجامعة وأبدء العمل معهم.
رافيدة : هل تم الإنتهاء من إجراءات نقلك إلى جامعة العاصمة؟
أيوب : نعم تواصل معي اليوم الأستاذ عبدالله وأكد لي بإنتهاء إجراءات نقلي من كلية نصر إلى جامعة العاصمة.
رافيدة : كل التوفيق يا زوجي العزيز.
ويتبادل أيوب مع رافيدة اللحضات الرومنسيه.
شارع (23)
المنزل (101) وتحديداً في سقيفة المنزل يعمل فجأة مكبر الصوت بموسيقى كلاسيكية عتيقة جداً وكأنها تستخدم لطقوس….
يتبع…