قصة المهندسة نجود
من قصص الواقع
✍️ د. فايل المطاعني :
من مبادئ التعافي: إن سرّ التعافي ليس في محاولة الهروب من المشكلات أو تجنبها أو التخلص منها؛ إنما السّر هو أن تنمّي نفسك حتى تصبح أكبر من أي مشكلة.
للكاتب :هارف إيكر
الفصل الحادي عشر
بدأت تباشر الصباح في المستشفي الذي ترقد فيه نجود بأشعة الشمس الذهبية في يوم ربيعي، جميل و العصافير تغرد ، وأشجار النخيل ملئ ناظريك ،وذلك الطريق المرصوف، ويتخلل الطريق أشجار المانجو الجميل والمسجد التي تحيط به أنواع مختلفة من الأشجار على مسافة أمتار من القسم الرئيسي.استيقظت نجود ، وقد جدت نفسها في سرير ابيض ، وحولها الأجهزة الطبية، وعلى يمينها وشمالها. صديقاتها عبير ومنى ، نائمتان ،لم تشا أن توقظ أحدهما ، فنهضت بهدوء باتجاه النافذة، فرات الشمس قد بدأت ترسل اولى أشعتها الذهبية، والطيور تذهب وتأتي طالبة رزق الله الكريم ، فاستغربت انها في المستشفي ،فقالت لنفسها
نجود : ماذا افعل بالمستشفي ،ماذا جري،واذا بها تري وجه علي يلوح بالأفق رافع يده وكأنه يسلم عليها قائل لها : ام عبدالله لم اخلف وعدي ،ولكن رحلتي في الحياة الدنيا انتهت، و اعمالي قد انقطعت ،وقال فرحا أنني في الجنة كررها ثلاث مرات انا في الجنة انا في الجنة لقد وفدت إلى رب كريم فغفر لي ذنبي واعطاني فوق ما ارجو ، فلا تحزني ولا تبكي ، وصمت قليلا ثم قال وبصوت هامس: نجود انت اقوي من الالم ولقاءنا هنا وأشار بيده إلى الغيوم التي من حوله ….. وقال هنا في الجنة استودعتك الله يا أم عبدالله .بدأ وجه علي بالاختفاء وبهدوء ونجود ترفع يدها مودعه وعلامات الارتياح بادية على وجهها.
في تلك الأثناء نهضت منى ، فزعة عندما لم تجد نجود على السرير ،ولكنها فرحت عندما رأت نجود واقفة أمام النافذة،فذهبت إليها .
منى : صباح الخير نجود .
نجود : صباح النور .
منى : ماشاء الله نهضت مبكرا فلا زالت الشمس لم تشرق فخيوط الشمس لم تتجمع بعد انظري فلا زالت النجوم حاضرة ،واشارت بيدها الى نجمة عابرة ،و خفق قلب نجود بشدة
نجود : هذا علي جاء يخبرني أنه في الجنة ،وقال لا تبكي، فالبكاء يحزنني ،لم تستغرب منى من حديث نجود،فهي تعلم مدى حب نجود لعلي، وايضا شهامة علي ورجولته ،وتعرف مدى قوة وعزيمة نجود،وقالت لنفسها منى: يبدو أن نجود استوعبت الصدمة سريعا ،فقالت لها وهي ممسكة بيدها .
منى : إذن لنخرج من المستشفي فلم نعد بحاجة للبقاء .
نظرت إليها نجود بثقة وقالت وكان بريق عيناها يتسع : لنذهب لعزاء المرحوم علي اريد ان احضن والدته ،واخته ،واقول لهما :أن مات علي فأنا أرملة علي ولن التخلي عنكما.
منى توقظ عبير ،قائلة لها :هيا لقد شفيت نجود ،لنذهب إلى البيت فهناك رحلة اخري تستحق أن نستعد لها.
أنتظر سالم على مضض ،ان يتصل به الوالد عبدالله ليخبره بالموافقة على خطبته لنجود ،فكان على يقين بأنها مسألة وقت لا اكثر و بأن نجود لن ترفضه، فلن تجد افضل منه ،فهو في غاية الوسامة ،وخريج افضل جامعات اوربا ،وايضا من أسرة معروفة، فهل هناك من هو افضل منه حسبا ونسبآ وعلما ! وقال بغرور استغربت منه ملائكة السماء وصفق له ابليس الأرض : ترفضني انا ، لم تلدها والدتها التي ترفض المهندس سالم سليل عائلة الدعن العريقة
يتبع غدا