قصة  نجود

من قصص الواقع

✍️ د. فايل المطاعني :

اهداء الى روح ام فيصل الغالية …..
‏أحياناً لا يقتلك مرض
بل .. فقد إنسان
الفصل الخامس ….
تلون يوم الخميس باللون الاسود ، في قرية علي كل شي الحزن عنوانه ، والد علي ذا السبعون ربيعا يحمل ابنه  الى دار البقاء ولا يعلم هل هو من يحمل ابنه ام أن الابن هو من يحمله فكلاهما في تلك اللحظة ميت ، اول مرة يحس أنه غريب بين أهله و أن القرية غريبة عنه ،ينظر يمين وشمالا ، ولا يعلم أين تقف قدماه ،وكأن عقارب الساعة ومعها العالم كله قد توقف في نظره،الوالد ينظر إلى ذلك النعش الذي يرفعه بيديه رحل النعش بين طرقات القرية ،وفي كل زاوية من زوايا القرية وطرقها يتذكر مشهد أو موقف لابنه المتوفي ، ينظر إلى شجرة المانجا ويشاهد علي الصغير  فوق الشجرة  و الوالد يصرخ عليه
الوالد :علي انزل من الشجرة ،لقد بدأت الشمس بالغروب انزل يا ولدي .وتوقف فجأة ، لقد شاهد طفل صغير يعبر الشارع باتجاه المدرسة توقف وهو يصرخ بصوت عال : ذلك ابني علي وهذه مدرسته ! ترك الوالد حمل النعش فجأة وكاد يسقط النعش لولا تدخل أحد المشاركين وحمله بدل عنه .وذهب الوالد ليمسك بيد ذلك الطفل الذي ظن أنه علي ، و وقف لم يتحرك  وبكي بكاء شديد وهو يحضن الطفل و و سقط ميتا …..
مات والد علي لم يتحمل فراق ابنه الوحيد ،لم يتخيل أن يأتي يوم الخميس الذي يسمي الونيس وعلي محمول في النعش ذاهب إلى القبر .
توافد الناس والمارة إلى والد علي لحمله إلى المستشفي ولكن قلبه لم يتحمل فتوقف عن النبض توقف وهو ممسك بيد طفل صغير كان يظن أنه علي وقد تأخر عن المدرسة .. بكي الرجال بللت لحاهم الدموع ،والجمع يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ،وذهب الموكب الحزين إلى دار البقاء لمقابلة رب السماء…..
أما في مجلس النساء فحدث ولا حرج ، لم تستوعب الوالدة  شيخة والدة علي أن ابنها قد فارق الحياة ،
لم تستوعب أن نظر عينها رحل ولن يعود ،كانت الاسبوع الماضي معه، في بيته في مسقط، و يلمح بأنه يريد أن يتزوج ،وفجأة التفتت إلى اختها عفاف، وقالت
الوالدة شيخة : ذهب معي إلى مستشفي النهضة انت تعلمين أنه لدي مشكلة في شبكية العين.
هزت عفاف رأسها دلالة على صدق حديث أم علي و
بكت ام علي لم تستطيع تكملة حديثها بكت بكاء شديد و فجأة صمتت لم تتساقط الدموع ،ماذا حدث النساء تتساءل ماذا جري للوالدة شيخة.
ام علي كانت تنظر باتجاه واحد ،وتشير قائلة لاختها : اين الإضاءة ؟انني لا أراكم هل انطفاء النور ؟ام أن النساء غادرن مجلس العزاء ؟؟!
       الذئبة
نجود و صديقاتها عبير ومنى ،يتحدثن عن حدث اليوم ،فقد دعتهم نجود لمساعدتها لتنظيم  سفرة الطعام وعمل الحلويات لأن منى تجيد عمل الحلويات ،وبين ضحك  الصديقات وأجواء الفرح المعتادة  في مثل هذه المناسبات ،كانت نجود على غير عادتها صامتة ، فقط تنظر إلى هاتفها كل فينة وآخري.
وتهمس لصديقتها منى  بصوت قلق
نجود : اول مرة اتصل على علي ولا يرد ؟
منى ابنة عمها وصديقتها
منى : لا عليك ربما يكون في الحلاق انت تعلمي أن الشباب بمناسبة ولا بدون مناسبة يذهبوا الى الحلاق فما بالك والليلة يوم سعادته وفرحه ،ولا تنسي أنه سوف  يقابل عمي وبالتالي يجب أن يكون في ابهي صورة
فابتسمت منى ، ولكن نجود لم تبتسم وقالت
نجود : الغريب أن هاتفه مغلق،واضافت يا رب خير ،وقالت وهي تحدث نفسها :لدي احساس أن هناك امر ما ،يارب طمني عليه ،والله قلبي سوف يقف ، من القلق والخوف عليه ،الى الان عشرون مرة اتصل عليه ولا يرد ، ليس وقت غلق هاتفه الان!!!!
ما العمل الان  وسقطت بثقلها على الأريكة وبكت  وهي تقول: اريد حد يطمئنون عليه ، قلبي يقول إن هناك خطب ما .
تركض لها صديقتها منى تمسح دموع نجود و تقول له : الحل بسيط
التفتت إليها نجود بوجه طلق  مبتسم : ماهو الحل البسيط هي تحدثي لا تقتلينى بصمتك .
منى: معك رقم هاتف بيتهم الارضي .
تقفز نجود من على الأريكة مهرولة إلى حقيبتها
وقالت بفرح وهي تمسك بورقة :هذا رقم بيتهم، و توشحت بالحزن مرة أخري،وقالت : ماذا اقول لهم إذا حدثني أحد من أهله ، ماذا اقول لهم  ابحث عن خطيبي هل هو معكم !؟
تبتسم  منى وتجيب   : تصرفي قولي مثلا ،انا زميلته بالعمل،وهناك اوراق أريدها و هاتفه مغلق . فابتسمت نجود قائلة لابنة عمها  : كفو عليك يا ابنة العم ،انت ذئبة ★
★: مصطلح بالعامية العمانية دلالة على الذكاء والفطنة
يتبع غدا بإذن الله تعالى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى