قصة المهندسة نجود

من قصص الواقع

✍️ د. فايل المطاعني :

اهداء الى روح امي الغالية التي علمتني الثقافة قبل أن اتعلم القراءة .
سالم ينظر إلى نجود وكأنه اول مرة يراها ،وصمت طويلا ونجود مستغرقة في الشرح وفجأة قال وبتردد وبصوت اقرب إلى الهمس
سالم : نجود اريد ان احدثك بأمر ؟
نجود لم تسمعه : كيف غاب عن ذهنك ،وانت مهندس ممتاز ،من التأكد من تخطيط الأرض؟
سالم وبصوت مرتفع قليلا: نجود اسمعيني
ونجود مستمرة في الحديث : مستحيل هذا المخطط كيف اعتمده المدير من دون ما يتأكد من الأرض والختم عليها ،وساد الصمت في أنحاء المكتب نجود تنظر إلى المخطط وسالم ينظر إلى نجود وفجأة صرخ سالم وبصوت مرتفع قليلا
سالم : نجود انا انا انا أح…..بك
تنظر نجود إلى سالم وهي غير مستوعبة الحديث فقالت
نجود :, سالم .ماذا تقول ، اعد ما قلت من فضلك؟
سالم مرتبك : انا اريد أن أتقدم واخطبك ،سقطت الاوراق من يد نجود وخرجت مسرعة من المكتب ،وركبت سيارتها وعلى وجهها علامات استغراب ،وقالت لنفسها
هل ما سمعته قبل قليل من سالم صحيح ام انا اتخيل ذلك !ثم أضافت قائلة : لا لا انا سمعت بالغلط اكيد لا يقصدني انا يقصد فتاة اخري ،والله مصيبة وبكت بحرقة .
وفجأة نظرت إلى هاتفها ،واتصلت بعلي
نجود : علي اين انت ؟
علي كان قد خرج مبكرا من العمل
علي :, انا في البيت
نجود :حسنا انا قادمة اليك
علامة استفهام على وجه علي؟ ولكن قال حسنا أنني في انتظارك !
اخذ علي ينظف البيت وهو يقول : الغريب أن اليوم لم اتصل على عامل النظافة لكي ينظف البيت ،موعد نجود انساني كل شي ،ووقف فجأة وقال يا تري ماذا بها نجود اول مرة تحضر إلى البيت ماذا تريد ؟
واستمر في التنظيف وهو يقول : خير أن شاء الله
وبعد فترة سمع جرس الباب ونهض ليفتح الباب فإذا بها نجود .
ارتبك علي فماذا يقول لها ، ولكن نجود قالت مبتسمة :مادام لم تدعوني للدخول الافضل أن أذهب.
وهمت بالمغادرة ولكن علي امسك بكتفها محاولا منعها من المغادرة فابتسمت وقالت :ادخل يعني؟
علي ينظر اليها بحب وحنان ويقول :نعم البيت بيتك ،ودخلت نجود لأول مرة بيت علي ،وكانت تتمني أن تدخله بفستانها الابيض ،ولكنها كانت بحاجة إلى علي في تلك اللحظة .
حاول علي أن يبدو الأمر طبيعي ، فقال لها: انت تعلمي بيت عازب فلا يرعبك المنظر ..وابتسمت نجود وقالت وهي تشير إلى غرفة معينة
نجود : هذه الغرفة الرئيسية أليس كذلك ..ومشت بخطوات فيها دلع وهي تصل إلى الغرفة الرئيسية ،وعلي يحاول أن يتجاوز الغرفة الرئيسية ،ولكن نجود وقفت أمام الباب وقالت :هذه غرفتنا
علي بخجل : نعم
نجود تزيح يد علي من الباب وتدخل إلى الغرفة، ونظرات عيناها تقول له أنا أريدك .
ولكن علي جذبها بلطف وقال : نجود وبصوت خائف
وقلق ماذا بك ؟
نجود: تدفن راسها على صدر علي، ملتصقة به ، وكأن روحها التصقت بروحه ، وتناثر شعرها الذهبي على صدر علي ، وقالت له بشغف
وضعف الانثي احتاجك اليوم ……..
خرجت نجود من بيت علي وهي تبكي ، تبكي ضعفها ،وعدم سيطرتها على نفسها .
أما علي لم يستوعب ما حدث ،وركض خلفها ،ولكنها  ركبت سيارتها وذهبت وتركت له وردة السوسن التي تحبها  في الشارع لكي يلتقطها ،وبسرعة عاد إلى البيت ليتصل بها ،قائلا لها : أنه يتخلى عنها ،وسوف يأتي لخطبتها من أبيها ،ويصلح ما أفسده ضعف الاثنان.
مر اليوم كئيب ،وفي اليوم التالي عند الساعة العاشرة صباحا ،والد  نجود عبدالله  يسمع صوت هاتفه يرن
عبدالله ورجل يحدثه قائلا له : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عبدالله : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،من معي لطفا ؟
علي متردد : انا علي بن ناصر موظف في وزارة الاتصالات ويشرفني أن ازور حضرتك يوم الخميس؟
عبدالله مستغرب ولكن صوت علي كان صوتا مريح بالنسبة له: تفضل يا ابني اصف لك البيت ثم أضاف بخبث ولا البيت تعرفه ؟
هنا تلعثم علي
علي يحدث نفسه :ماذا اقول له
ولكن بعدها قال :سوف اتصل عليك لكي تعطيني وصفا للبيت .
ضحك عبدالله وقال : ما شاء الله الولد ذكي .
ثم أضاف قائلا :حسنا انا في انتظارك ليلة الخميس .
علي :, أن شاء الله يوم الخميس .
واغلق  هاتفه وهو في قمة السعادة .
جاء الاربعاء و أستأذن علي بالخروج من الدوام قبلها بساعة، وقبل أن يذهب إلى البلدة في المساء لديه بعض الاشغال لتخليصها وبعدها يذهب إلى البلدة ليحضر والده و والدته.
وبدا عبد المجيد يصدح من سيارة علي وبصوت عال
ايش جابك من بلادك إلى بلادي
ايش اللى خلاك تسكن في فؤادي
وكان يحدث نجود أنه ذهاب إلى البلدة ليحضر والديه ،وسوف يرجع الخميس صباحا.
نجود كانت في البيت لم تذهب الى العمل في ذلك اليوم فقالت له  وهي خائفة عليه ‘: لا تسرع في الطريق
علي : لا تخافي سوف ارجع سريعا الى مسقط .
وبعدها قالت له , وهي في حالة ندم : انا اسفه انا كنت في حالة ضعف لا ادري لماذا فعلت ذلك ….. قاطعه علي وهو يقول : لا تخافي يا ام عبدالله كل شي سوف يكون على ما يرام أن شاء الله ،بس اعطيني ساعات قلائل ،وسوف تصبحي حرم علي ابن ناصر وبشكل رسمي.
علي يتحدث في الهاتف ويزيد صوت الموسيقي  ،وايضا يزيد من سرعة المركبة
100 130 160 180
وكان الشارع واحد باتجاهين ، والوقت مساء  والإضاءة  خفيفة ومجموعة من الجمال تعبر الشارع من جهة اليمين ،وفجأة يصرخ علي : ما هذا جمال في الطريق …..
سمع مجموعة من الشباب صوت فرامل السيارة ،فقال أحدهم :شباب اسمع صوت فرامل السيارة والصوت قوي جدا هيا نذهب لنعرف ماذا حدث..
وقبل أن يصل الشباب كانت سيارة الإسعاف قد سبقتهم .
سائق سيارة الإسعاف موجه حديثه للشباب :لقد وصلنا وجدنا صاحب المركبة مفارقا للحياة …..مات علي
غدا نتابع بقية احداث قصة المهندسة نجود تابعونا …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى