من غير ميعاد 2
قصة قصيرة
✍️ سعاد حسني :
فقلت له لا تقلق الموضوع سهل و بسيط ولا يستدعي هذه الحالة التي أنت بها. فسألني أتعرفينه؟ فأجبته نعم إنه قريب مني، وسوف أصفه لك فلا تقلق. وهنا ابتسم ابتسامة عريضة وقال لي : ريحتي قلبي الله يريح قلبك. وقبل أن أتكلم و أصف له المكان قال لي : تسمحي لي أن أعزم حضرتك على حاجة، الكافيه قريب منا، فقلت له : لا والله شكرا. فرد مسرعا والله ما يحصل لازم تشربي أي حاجة. ( عصير _ شاي _ قهوة) وعندما أردت الرد وضع يده على فمي وحلفني لا تكسفيني، وأنا أوعدك لا أؤخرك. وأمام هذا الإصرار والتصميم لم يكن أمامي إلا الذهاب معه. وبالفعل تمشينا على الكورنيش وتجاذبنا الحديث سويا، وبدأ يحكى لى عن نفسه وعن عائلته، ومركزه فى بلدة البداري، محافظة أسيوط. ومن خلال كلامه معي فهمت أنه مثقف وعلى درجة عالية من التعليم، وفى هذه اللحظة خطر ببالي سـؤال وهو، لما كل هذا التوتر وأنت على درجة عالية من الثقافة والعلم والتحضر؟ ووجدته يضحك ضحكة عالية ووجد ملامحي قد تغيرت وتعبر عن والدهشة و الاستغراب. فتوقف عن الضحك واعتذر لي وقال : أنا أسف، ولكن استغربت عندما ربطي بين الثقافة والعلم، وبين سؤالي عن العنوان. فقطاعته لماذا؟ فرد على يا أستاذة الغريب أعمى ولوكان بصير. وهنا لا فرق بين متعلم وجاهل، وبين فقير وغنى. فقلت له : عندك حق. ولقينا نفسنا أمام الكافيه، ولم نشعر بطول مسافة الطريق. وعند أقرب طرابيزة شد لي كرسي وقال : اتفضلي يا أستاذة وبالفعل جلسنا وسألته، لماذا اخترت هذا المكان؟ فرد علي فى هدوء ورقة لأنه ينظر إلى النيل مباشرة، وأنا أحب النيل وخاصة بالليل مع حركة المياه الساحرة، والنجوم المتلألئة فى السماء. وهنا علمت أننا نشترك سويا فى هذا الأمر
انتظروني العدد القادم والأخير