لصوص الصحة النفسية

( الجزء الخامس)

✍️ د. إسراء محمد عبد الوهاب :

تحدثنا فيما سبق عن اللصوص النفسية للكاتبة نور نورمان، المرشدة النفسية، إلى أن وصلت سفينتنا إلى أخر مرسى وهو اللص الأخطر والأخير وهو المعالجون المزيفون ونستكمل هنا حديثنا عن هذا اللص من سرقة صحتنا النفسية.
-غياب قيمة فهم الإنسان لذاته وغاية وجوده وإن الدنيا دار بلاء ليست على وتيرة واحدة بها لحظات سعادة وعديد من لحظات الكرب ولذلك السبب، لجأ المعالجون المزيفون لسد هذا الفراغ الروحي المصاب به الإنسان واستغلال ذلك، ويأتوا ما يهذون به من مصادر روحية أخرى زي الشرائع الدينية الشرقية الوثنية والتي من طقوسها تشبه طقوس السحر  . 
هؤلاء المعالجون لديهم شهرة كبيرة بسبب تردد الناس عليهم بكثرة لأنهم استطاعوا بأفعالهم وطقوسهم الشيطانية تسكين الألم للمصاب في لحظة؛ فيزيد المتردين لهم، وكشلك قراءة التاروت التي هي من أخطر الطقوس الشيطانية، يكفي تلك الرسومات على كل بطاقة تعود إلى البوذية والوثنية-كما يشاع- وأيضًا الأبراج لأكون صريحة: ذلك الأبراج الكلام عن الصفات والدوائر الفلكية صحيح بنسبة كبيرة بعيدًا عن التنبؤات وحظك اليوم وهكذا، لكنها في الحقيقة هذه فتنة تقع بها وهي مفتاح لباب الشرك أن تصل لقراءة التاروت والفنجان وتنغمس فيما يسمى علوم الطاقة، كل تلك الأساليب استطاعت إخماد الألم بينما لم تعالج السبب الرئيسي الكامن وراء حالته، بعد ذهاب مفعول ذلك التسكين الروحي الحالة تزداد حالته سوءًا أكثر مما سبق، فهنا ليست مجرد صدمات نفسية بل حولك أخطر أنواع من المردة والشياطين وأنت من سمحت لذلك.
-نتحدث عن نقطة آخري: الترويج لعلم زائف يتناقض تمامًا مع المنهج العلمي، بينما مروجي تلك الخزعبلات يعملوا ربط كلامهم مع بعض الحقائق العلمية لإخراج أحاديث يصدقها بعض الناس مثل: علوم الطاقة التي تجعلك تتمركز حول الكون وحول نفسك، تأمل وركز على ذاتك والكون سوف يلبي، وكأن لا يوجد إله هو الذي يقول للشيء كن فيكون
* إذا دعت الحاجة للذهاب إلى معالج نفسي: يجب التأكد: من سلامة وعيه، وكيفية تعامله مع أبعاد الإنسان سواء جسد، عقل، روح ووجدان.
البعد الوجداني: يؤثر في جميع مشاعرك ويتم توجيهها إلى الطرق الصحيح ويسندها بالدعم النفسي.
البعد العقلي: يتم خلاله تصحيح الأفكار والمعتقدات
البعد الروحي: يساعد على تقوية البصيرة وفهم الغاية من الحياه ومعناها وتزكية الذات.
*ومن حكايات التعافي: المعالجة تسرد عن حالة أُصيب باضطراب ما بعد الصدمة، بعدما زارت العديد من المعالجين المزيفين وساءت أكثر، لجأت إليها كمرشدة نفسية وبالتأكيد تذكر أن لدور الأطباء النفسية والعصبية ضروري بعض الحالات.
-المعالج يساعده للحديث عن تلك الحادثة أو الصدمة ويتعايش مع تفاصيلها وهنا يقوم ببدء تحليل الأحداث ويساعده في تنظيم الذاكرة ويقوم بتقبل تلك الصدمة ويتعايش معها ويؤمن بقضية القضاء والقدر.
وتلك كانت نقطة انطلاق علاج الحالة الحقيقة، من لحظة بدأ تقوية الإيمان وانتهاء الهشاشة النفسية داخله وتحصينها من لصوص الصحة النفسية.
وختامًا: هنا وصلنا إلى أن الأصل في الحماية هي تلك اللصوص هو الرجوع إلى مركزية الوحي والإيمان بالخالق واتباعه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى