كن شيئا جميلا
✍️عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون :
من الحكايات اللطيفة أنه جلس عجوز حكيم على ضفة نهر وفجأة لمح قطاً وقع في الماء، وأخذ القط يتخبط محاولاً أن ينقذ نفسه من الغرق، فقرر الحكيم أن ينقذه؛ فمدّ له يده فخمشه القط،
سحب الحكيم يده صارخاً من شدّة الألم، ولكن لم تمض سوى دقيقة واحدة حتى مدّ يده ثانية لينقذه، فخربشه القط، وسحب يده مرة أخرى صارخاً من شدة الألم،
وبعد دقيقة راح يحاول للمرة الثالثة، وكان على مقربة منه يجلس رجل ويراقب ما يحدث، فصرخ الرجل:
أيها الحكيم، لم تتعظ من المرة الأولى،
ولا من المرة الثانية،
وها أنت تحاول إنقاذه للمرة الثالثة…؟
لم يأبه الحكيم لتوبيخ الرجل،
وظل يحاول حتى نجح في إنقاذ القط،
ثم مشى الحكيم باتجاه ذلك الرجل وربت على كتفه قائلاً:
يا بني، من طبع القط أن يخمش،
ومن طبعي أنا أن أُحب وأعطف؛
فلماذا تريدني أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعي…!!؟
يا بني؛ عامل الناس بطبعك لا بطبعهم مهما كانوا ومهما تعددت تصرفاتهم التي تجرحك وتؤلمك في بعض الأحيان،
ولا تأبه لتلك الأصوات التي تعتلي طالبة منك أن تترك صفاتك الحسنة لمجرد أن الطرف الآخر لا يستحق تصرفك النبيل،
عندما تعيش لتُسعد الآخرين…
سيبعث الله لك من يعيش ليُسعدك.