*أجرى يا بطل أجري – 2*
✍️ صالح الريمي :
تكملة قصة الأمس الإنسانية بامتياز ………….
وكان الجميع يصرخون أجرى، يا ….. أجرى يا بطل حتى أجرى حتى النقطة الثالثة، والتقط ابني أنفاسه وجرى بطريقته المرتبكة نحو النقطة الثالثة ووجهه يشع بالأمل أن يواصل طريقه حتى يحقق لفريقه النقطة الكبرى، وحين اقترب ابني من النقطة الثالثة كانت الكرة مع أحد لاعبي الخصم وكان أصغر عضو في الفريق ولديه الآن في مواجهة ابني الفرصة الأولى السهلة ليكون بطل فريقه بسهولة ويلقي بالكرة لزميله ولكنه فهم نوايا زميله المدافع فقام بدوره بإلقاء الكرة عاليًا بحيث تخطت زميله المدافع عن النقطة الثالثة..
وجرى ابني نحو النقطة الثالثة وهو يترنح في حين أحاطه الآخرين راسمين له الطريق إلى نقطة الفوز، وكان الجميع يصرخون أجرى أجرى يا بطل حتى النهاية، وبعد أن تخطي الثالثة وقف المتفرجين حماسًا وطالبوه بأن يجري للنقطة الرابعة التي بدأ منها! وجرى ابني حتى النقطة الرابعة التي بدأ منها وداس على الموقع المحدد وحياه كل الحضور باعتباره البطل الذي أحرز النقطة الكبرى وفاز لفريقه بالمباراة..
في ذلك اليوم، أضاف الأب والدموع تنساب على وجنتيه ساعد الفتيان من كلا الفريقين في إضافة قبسة نور من الحُب الصادق والإنسانية إلى هذا العالم، ولم يرَ ابني الصيف التالي، حيث وافاه الأجل في ذلك الشتاء، ولكن لم ينسَ حتى آخر يوم في حياته أنه كان بطل المباراة مما ملأني بالفرح وبعد أن رأيته يعود للمنزل وتتلقاه أمه بالأحضان والدموع في عينيها فرحة بالبطل الرياضي لذلك اليوم! انتهت القصة ولم ينتهِ الكلام.
*ترويقة:*
الأحداث المؤلمة التي يتعرَّض لها البشر في الحياة، كثيرة ومتنوعة، كلما تطورت الحياة تطورت حوادثها ومصائبها، فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة، ولا تتدفق سلسبيلًا إلى ما شاء الله، بل تعترضها الأحداث والحوادث، الأمراض والمصائب، فالإنسان مهما كان علمه وقدره، ماله وجاهه، لا بد له من المرور بتلك المنحدرات والمنعطفات والمنزلقات التي تعترض حياته..
فعندما تقابل محزونًا أو مكلومًا، مهما كانت أفراحك أو أحزانك، يمكنك مشاركته إنسانيتك، بالتعبير بالكلمات أو الحركات أو البذل والعطاء – كل إنسان على قدر طاقته – هو المعيار الذي يُحدِّد إنسانيتك!
*ومضة:*
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يكون الرفق في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه»، والرفق هو قيمة من القيم العليا وسلوك إنساني، كذلك الرحمة والتعاطف، قيم إنسانية، ومشاعر تحيل إلى سلوك مُوجَّه للآخر، يُشعره بهذه المشاعر والتفاعل مع حالته، تُخفِّف وطأة مصابه.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*