(جنية الكهف)

الفصل الأول

✍️ سمير الشحيمي :

يحكى قديماً أن هناك ثلاثة رجال الأول، كان راعي غنم ، أما الثاني، فكان، حمال بضائع وأما الثالث فكان اسكافي. يصلح الأحذية العتيقة.
كان هؤلاء الثلاثة يلتقون في نهاية كل يوم في أحد، المقاهي على أطراف البلدة. يشربون الشاي، و يتسامرون، ويتحدثون ،مع بعض بأمور الحياة وبأحلامهم قرر الثلاثة يخرجون في رحلة بعيدة عن روتين عملهم، وبالفعل خرجوا في رحلة، ولما شارفت الشمس، إلى الغروب اضرمو النار، وهيئو مجلسهم وأعدوا طعامهم ،ولما حل الظلام تسامروا حتى غلبهم النعاس وناموا.
وفي منتصف الليل سمعوا صوت بالظلام فأستيقظ الرجال الثلاثة، خائفين وصوت يغني(من ذا الذي سيأتي إلي ويفك أسري وأكرمه من العطاء ويعطي) فقال الاسكافي بصوت مرتجف: من هذا الذي ينادي بهذا الظلام الدامس؟
الحمال بصوت خافت : أسكت يا إسكافي عن يسمعك،فالجن رهيفين السمع سيأتون إلينا.
الراعي وهو ينصت بإهتمام : إنه صوت إمرأة ولكن لماذا تردد نفس الكلمات
الحمال: يجب أن نهرب قبل أن يأتو إلينا الجن أرجوكم هيا بنا لنهرب.
الاسكافي : وأنا من رأي الحمال هيا بنا قبل أن يحسوا بنا.
الراعي : هيا بنا
حملوا ما استطاعوا حمله ليغادرو المكان والصوت مازال مستمر بالغناء ( من ذا الذي سيأتي إلي ويفك أسري وأكرمه من العطاء ويعطي)
وكان الرجال يستعدون لرحيل والصوت لم يتوقف عن الغناء فقال الاسكافي: إن نبرات صوتها حزين وكأنها تحتاج لمساعدة.
الراعي : وأنا أيضاً أعتقد ذلك
الحمال: كفاكما هيا بنا نهرب
الراعي : أنا سأذهب وانظر ماذا هناك نحن ثلاثة رجال لن يصيبنا شيء.
تشجع الاسكافي مع الراعي وحمل بيده شعلة من النار ولكن الحمال ظل مترددآ، وأخيراً تبعهم وصعدو إلى تلة رمليه ونزلوا الى بطن الوادي وخلفها أيضا، تلة أخرى بها كهف والرجال الثلاثة يتقدمون بالمسير بخطى متثاقلة يجرون، أقدامهم جراء الخوف والارتباك. يتقدمهم الراعي ويقتربون كثيراً من مصدر الصوت ويتضح الصوت كثيرآ حتى وقفو أمام الكهف فقال الاسكافي :من سيدخل أولا أنت أيها الراعي؟
الراعي : لماذا لا تدخل أنت أولا؟
الاسكافي : أنت أشجعنا ومعتاد على الكهوف بحكم عملك بالرعي في البراري وبطون الوديان.
الراعي :هذا وضع مختلف أيها الاسكافي.
الحمال: كفاكما جدالا ودعونا نرجع من أين أتينا قبل أن يصيبنا مكروه ما.
الراعي : لن نرجع قبل أن نعرف مافي جوف هذا الكهف وأن أردت أن ترجع انت فرجع لوحدك.
الاسكافي : أيها الحمال كفاك جبنآ وهلم بنا ندخل جميعآ
فتشجعو ثلاثتهم وتقدمهم الراعي وهو يحمل شعلة من النار بيده ودخلوا الكهف المظلم (من ذا الذي سيأتي إلي ويفك أسري وأكرمه من العطاء ويعطي) والصوت مازال يزداد وضوح وهم بداخل الكهف ،حتى رأو نورا ساطعا بالداخل واقتربوا منه حتى، اتضحت، الصورة فتاة جميلة جداً ذات شعر أحمر وعيناها سوداء، وبياضها ناصع مقيدة بالغلال بقدميها وهيه تدندن (من ذا الذي سيأتي الي ويفك أسري وأكرمه من العطاء ويعطي)
قال الحمال منبهرا وبصوته نبرة خوف : يالله إنها فتاة جميلة ، ولكن مالذي تفعله هنا ومن الذي قيدها داخل الكهف ؟
الراعي : نعم إنها جميلة جداً وصوتها عذب
الاسكافي : لم أرى في حياتي فتاة بهذا الجمال
توقفت الفتاة فجأه عن الغناء سمعتهم وهم يتهامسون وقالت: من هناك؟
ارتبك الرجال الثلاثة ولكن الراعي أخذ نفسا عميقا وتشجع وهو يتقدم بخطى بطيئه بتجاهها وقال: أنا الراعي لقد سمعنا صوتك أنا وأصدقائي عندما كنا نائمين وأتينا لنرى من هو صاحب الصوت
الفتاة وهيه تقف :اهلا وسهلا بك أيها الراعي ومن هم أصحابك؟
الاسكافي يتقدم بتجاهها : أنا ادعى الاسكافي
الحمال و بصوت مرتجف: وأنا الحمال
الفتاة : اهلا وسهلا بكم هل أتيتم لمساعدتي بالخروج من هذا الكهف؟
الاسكافي : من هذا الذي وضعك بهذا الكهف وقيدك بهذه الاغلال على قدميك؟
الفتاة: إنهم رجال هجموا على قريتي وخطفوني وحبسوني بهذا الكهف.
الراعي : وأين هم الآن ألن يأتو مرة أخرى؟
الفتاة : لا أيها الراعي مهمتهم تنتهي بوضعي مقيدة بهذه الاغلال على قدمي ويتركوني وحيدة
الحمال :لكن الاغلال وضعت على قدميك فقط لماذا لم تحاولي أن تفكي قيودك بيديك؟
الفتاة : أنا فتاة ضعيفة لاحول لي ولا قوة وهذه الاغلال قوية لا أستطيع أن انزعها إلا بمساعدة أحد ما
الراعي :سوف نحررك لا تخافي.
فتقدم الثلاثة بتجاه الفتاة ومسكو الاغلال بيدهم وحاولو جاهدين نزع الاغلال من قدمها حتى نجحو وفكو قيود الفتاة وفجأه اهتز الكهف وسقط الرجال الثلاثة وتغير شعر الفتاة إلى اللون الذهبي وعينيها أصبحت زرقاء، وارتفعت قدميها عن الأرض والرجال الثلاثة ينظرون لها بخوف وارادو أن يولوا هاربين ولكن أقدامهم من هول مارأو لم تحملهم
فقالت الفتاة وهيه تبتسم: أشكركم أيها الشجعان لقد حررتوني واخليتم سبيلي
الراعي وهو يرتجف: لكن لكن من أنتي؟
الفتاة مبتسمة: أنا جنية

ماقصة هذه الجنية ولماذا تم حبسها في هذا الكهف ومن حبسها هذا ،ما سنعرفه، في الحلقه القادمة من
(جنية الكهف)

يتبع ……

Related Articles

Back to top button