قافلة الذكريات

✍️مرشدة يوسف فلمبان :

هي جزء من الماضي الأليم الذي يخيم على حياتها كلما لاح على خاطرها وميض أيام مضت.. كانت تحاكي خيالََا عن شعورها النابض بالحب والوفاء.. لرفيق صباها حين طاف بخاطرها ضياء حالم أبهرها في ذات صباح مفعم بجمال الحياة..
لاحظت قوافل الغيوم كيف تلاحمت ببطء تتهادى في انسجام بديع.. تواصلت بتناسق مثير لتشكل لوحة فنية نادرة توزع عليها قطرات عذبة تتناثر زخاتها على الأجواء تنعش كيانها.. تخيلت طيفه الحبيب باسمََا من خلال خيوط فضية براقة تنساب على نافذة غرفتها.. كانت تتمنى في أوج شوقها لو تمرغ وجهها على وسادة يغمرها ماء السماء المبارك.
تخاطب ذاك الطيف بنبرة شجن مكبوت /
أتتذكر صباحات شتاء كالصقيع لقيانا مع هبوب رياح باردة تسري بين أضلعنا.. تمتد إلى يدك تدعوني لأجمل رحلة في ذاك الصباح النقي؟
نعبر شارعنا بين موجات الهوى.. ونبض الخوافق.. تتراقص أوراق ذابلة بين أيدينا التي لا يعنينا محتواها.
فجأة في يوم أغبر.. وفيالق الظروف أحاطت بنا.. تلاعبت بأجوائنا.. كان فراقََا بلا وداع.. بلا دمعة.. بلا كلمة عتاب.. هكذا مضى بنا قطار الحياة إلى رحلة طويلة بطول المدى عبرموجات السنين.. سافر كلانا إلى رحلة في عالم المجهول.. أضحينا غرباء.. ضاعت أمانينا بين دياجير الضياع.. وبقي كل ما بيننا سراب..
بعد هذا الحوار بينهما.. عاهدت نفسها أن تبقى على ذكراه حتى آخر العمر
في كل ليلة من ليال الشتاء تتساقط على نافذة عمرها همسات تناديها من زمن الصمت.. زمن لا تقوى على نسيانه.
شريط سينمائي متعمق في جدار ذاكرتها تكرر فيه روعة الذكريات.. تحيا مع تفاصيلها..
ومع قافلة السنين مازالت تذكر ملامحه الخجلى تستوطن عينيها ومخيلتها.. تجتاح تفكيرها.. ترافق لحظاتها.. ومازال صوته يسكر خافقها ويحط رحاله على مسمعها فيسيل معه حر دموعها..
تتناول كبسولة الحياة الحلوة لتتناسى واقعها المؤلم..
هو لا يدرك معنى وجودها لأنه كان لاهيََا في محراب الحياة وبهرجتها.. وانشغاله في معتركها مع أحبائه..
تخال نفسها بأنها مازالت في قارعة الطريق.. تنتظر في محطة اللحظات.. تهتف باسمه.. وتشعر صوته يناديها من بين ركام الذكريات.. وهي تتمتم.. سنلتقي لو باعدت بيننا قفار وديار.. وسترفض المسافات.. وتتقارب الخطوات.. ويستفيق في خاطرها أمل بلا ألم!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى