لصوص الصحة النفسية (الجزء الثاني)
✍️ د. إسراء محمد عبد الوهاب :
دعونا نستكمل لص آخر من لصوص الصحة النفسية، ألا وهو :
-الشباب والتحدي الآخر:
الأساليب التي تتم بطريقة غير صحية في التربية على سبيل المثال : أسلوب المقارنة بين الأبن وزميله أو حتى بينه وبين أحد من أخوته، على رغم وجود الفروق الفردية بين الأفراد وهذا شيئًا طبيعيا؛ فيضع الشباب في ركن محدد مما ينتج عنه أخطر الأخطاء في التربية.
يساعد كذلك مع أساليب التربية هي المناهج المقررة والتي تتصف بكونها بعيدة كل البعد عن الهوية الثقافية والعربية والإسلامية الخاصة بنا، بل متأثرة بالأفكار الفلسفية الغربية.
بالإضافة إلى جهل تعليم الأبناء ترتيب الأولويات لديهم، هنا سوف يتساءل بعض الآباء، كيف لي القيام بحمايه ابنائي من هذا اللص؟
يجب عليك عزيزي المربي أن تدرك أهمية المحافظة على الصحة النفسية في فترة الشباب والمراهقة بالأخص، ويكون هدفك الأساسي بناء إنسان سوي لمواجهة معتركات الحياة ليحصل على التوازان، بالإضافة إلى كسب المهارات المتنوعة التي تعينه على مواجهة تحديات الحياة، ولتحقيق ذلك، لا بد من البدء بنفسك أولاً عزيزي المربي وتحاول إصلاحها وتهذيبها وتزكية ذاتك وتعزز معاني الإيمان بالله وتوحيده في نفوس أولادك، وأن يدرك غاية وجوده في تلك الدنيا وأنها دار بلاء وليست الدنيا تسير على وتيرة واحدة، هناك لحظات سعادة وآخري عسر، حتى يتم تحقق التوازان بين جميع أركان وجوانب الحياة حتى ينالوا الفوز بالدنيا والآخرة بإذن المولى عز وجل.
يجب أيضًا عدم استخدام فكرة التعميم وأن جيل الشباب من فصيل واحد، يتسمون بالتهور ولا يتصفوا بالنضج على الإطلاق، بينما في واقع الأمر هو على النقيض تمامًا لديهم قدرة كبير على التمييز بين الخطأ والصواب، فقط يحتاجون ببعض الإرشاد والنصح والتوجيه على سبيل المثال:
-تحاكي أسلوبه دون سخرية أو استهزاء على الإطلاق
-قضاء وقت طويل معه
-إعطاء فرصة له أن يتكلم وتسمعه جيدًا
-اسمح له بالتعبير عن مشاعره
-اعطيه الأهمية والتقدير الاحترام من غير مبالغة
وفي الختام في انتظار الجزء الثالث من كتاب لصوص النفسية للكاتبة نور نورمان