المتابعة اليومية طريقة الدقيقتين

عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون :

النجاح الذي تستمتع به اليوم هو نتيجة الثمن الذي دفعته في الماضي.
هناك دراسة تقول أن 30 % ممن يحضرون الدورات التدريبية لا يتغيرون إطلاقا، و 70 % يغيرون شيئا ما وليس كل شيء، قام بهذه الدراسة د. مارشال قولد سميث، وكان يسأل الحاضرين في نهاية كل دورة: هل تنوون تطبيق ما تعلمتموه في هذه الدورة، فكانت الإجابة من الجميع نعم، إذن لماذا لا يتغير الناس بالرغم من أنهم يريدون التغيير…؟
الجواب هو لن تتحسن بدون متابعة، هناك تناسب طردي بين المتابعة والتغيير، من لم يتابع لم يتغير، ومن تابعوا تغيروا بقدر المتابعة، فما هي أفضل طريقة للمتابعة…؟
الطريقة الشائعة هي عمل جدول من المهام اليومية، وتراجعه كل ليلة لترى التزامك بما وضعته لنفسك، ولكن لم تثبت هذه الطريقة جدوى كبيرة بسبب صعوبة الالتزام بها، والملل السريع منها، وسهولة تركها، والطريقة الجديدة في هذا الشأن هي طريقة الدقيقتين يوميا.
أحضر ورقة واكتب فيها الأمور التي تريد أن تغيرها، ما هي النشاطات التي تريد القيام بها أو التوقف عنها، ما هي العادات التي تريد اكتسابها، أو التخلي عنها، مثلا تكتب الجدول التالي – أرجو الاختيار، كم مرة غضبت اليوم، هل شاهدت فيلما تحفيزيا، كم ساعة جلست على مواقع التواصل الاجتماعي، كم دقيقة أضعتها في جدل تافه، كم ساعة قضيت اليوم مع أطفالك، هل نمت البارحة قبل الساعة الحادية عشر، هل تواصلت مع شخص من أقاربك لم تتواصل معه منذ أكثر من شهر، هذه الورقة تكون مع شخص آخر يتابعك كل يوم، ويسألك هذه الأسئلة، وتجيبه عليها، هذا الشخص له صفتان، يحبك وهو مستعد أن يتواصل معك يوميا، ويهمك رأيه فيك.
هذه الطريقة ممكن أن تكون عن طريق الهاتف أو الانترنت، وليس بصورة مباشرة، واطلب منه ألا يلومك أبدا إن قصرت، ويكون الوقت قصيرا جدا، ولا يزيد عن دقيقتين تماما ليسهل الاستمرار في التطبيق.
من النادر أن تقوم بكل الأعمال التي كتبتها في نفس اليوم، ونسبة تنفيذ 50 % من المهام نسبة جيدة جدا، فكن سعيدا ومطمئنا بذلك.
هناك قواعد أساسية تزيد من فعالية هذه الطريقة، أفضل وقت للتغيير هو الآن وليس غدا، أو يوم السبت، أو بداية الشهر، ولا بعد أسبوعين حين إنهاء الأعمال التي أنت منشغل بها الآن.
اكتب ما تريد أن تفعله كل يوم، ولا تقلق فالقائمة قابلة للتعديل على أية حال، ابحث عن صاحبك، وتواصل معه، وابدأ عملية التغيير والمتابعة، لا تتكاسل، ولا تؤجل، واستعن بالله ولا تعجز.
يكفي أن أتابع هدفي لأنتصر، لا يكفي أن تضع أهدافك على ورق دون متابعة، لا يكفي أن تبلغ الآخرين بما تريد دون متابعة، لا يكفي أن تخطط وتضع الحلول دون متابعة، تابع انجازك اليومي ولسوف تصل الى قمة النجاح بسرعة.

Related Articles

Back to top button