ون للكتاب تناقش  لضائع لسلوان إبراهيم

 

متابعة/لطيفه حسيب  القاضي

عقدت مبادرة نون للكتاب جلستها العشرين في مكتبة عبد الحميد شومان، جبل عمّان، يوم السبت الماضي الموافق السابع والعشرين من تموز / يوليو ٢٠٢٤، حيث تم مناقشة رواية “الضائع” للكاتبة د. سلوان أحمد إبراهيم. قدّمت القاصة سمر السيد المشاركيين الرئيسيين، كما قدّم السيد منذر اللالا قراءة نقدية للرواية، وأدار المناقشة الناقد أسيد الحوتري. تخلّل هذه الفعالية ثلاث فواصل شعرية قصيرة قدّمتها الشاعرة وداد أبو شنب.

ركّز اللالا في قراءته النقدية على ثيمة الحب كما طرحته الرواية موضحا أنّ العلاقة بين مراد وسلمى: الشخصيتان الرئيسيتان، علاقة روحية عصية على التفسير، فبالرغم من اختلاف عالميهما وشخصيتيهما استمر هذا الحب لسنوات طوال وإنْ كان متذبذبا. مع ذلك وفي فترة الدراسة الجامعية وبعد تفكير عميق وصل مراد إلى قرارٍ بقطع العلاقة مع سلمى بعد أنْ تأكّد له اختلافهما الصارخ الذي لن يفضي إلى الزواج، معلّلا كلّ ما جرى بينهما بالنزوة. استقبلت سلمى قرار مراد بسلبية كبيرة حين أصابها الحزن الشديد وحسب دون أنْ تحرِّك ساكنا. أمّا حبّ مراد لهبة التي تزوّجها فيما بعد فقد قام على رعايتها والعناية بها ومساعدتها ولم يكن نتاج هذا الحب ذلك الشعور العرم الذي كان يشعره به مع سلمى، فاضطّر إلى تركها، ليعود بعد (٢٠) سنة إلى سلمى التي كان حبه لها روحيا غير مبَرر وغير قابل للتفسير. وهنا يؤكّد الناقد على صراع القلب والعقل، فالحب الذي يقوم على العقلانية يفشل، في الرواية، وينجح ما قام على الارتباط الروحي الغامض.

ناقش الحضور ثلاثة محاور كان أوّلها: بنية النص وعتباته. أكّد الجميع على سلامة اللغة وسلاستها وعلى كون الرواية ماتعة رغم عدم اشتمالها على أحداث كبيرة أو غير عادية. واختلف المناقشون في موضوع الحوار الذي جاء بالعامية، فهناك من وافق وهناك من عارض، وهناك من حبّذ لغة وسطا.

أشار معظم المناقشون إلى أنّ اللغة والمفردات والأسلوب في الحوار في فترتي المراهقة والجامعة لم يختلف بعد مرور (٢٠) عاما، والأصل أنْ يختلف. اتّفق المناقشون على كون الرواية ناجحة جدا بحيث تمكّنت من شدّ انتباه القارئ حتى الصفحة الأخيرة رغم كونها العمل الأدبي الأوّل للكاتبة.

الحب كان محور النقاش الثاني. انقسم المناقشون إلى قسمين، منهم من أكّد أنّ العلاقة بين سلمى ومراد قامت على الحب وساقوا أدلة من الرواية لتأكيد ذلك، في حين أصرّ آخرون على غياب الحب تماما وأنّ هذا ما أكّده قرار مراد بالانفصال عن سلمى، أما ماحدث بينهما بعد (٢٠) عاما فلم يكن إلا بسبب معاناة مراد من فراغ عاطفي كبير سببه طلاقه لهبة، ولإصابته بنوبات فزع تؤكّد حاجته إلى علاج نفسي. وقبول سلمى لهذا الحب النابت من جديد كان بسبب فشلها في كلّ العلاقات السابقة التي خاضتها وبلوغها سن الأربعين.

المحور الثالث دار حول صورة آدم وحواء النمطية في الواقع وبحسب الرواية. أكّد الجميع على وجود تشابه بين الصورتين، ولكن شخصية سلمى كانت صبيانية أكثر فكانت تقترب من سلوكات الرجال في كثير من الأحيان، كما كان مراد في صمته، وخجله، وعدم جرأته أقرب إلى الشخصية الأنثوية خصوصا في فترتَيْ المراهقة والجامعة.

 

في الختام، مُنحت درع تذكارية للكاتبة الدكتورة سلوان إبراهيم، وشهادة شكر وتقدير للأستاذ الشاعر منذر اللالا، وبعد التقاط الصورة الجماعية، تمّ التوجّه بالشكر الجزيل والجميل إلى الحضور الكريم، وإلى مكتبة عبد الحميد شومان والقائمين عليها على كلّ ما يقدمونه من جهود متميّزة في خدمة المشهد الثقافي الوطني والعربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى