الشيخ عبد الرحمن الثعالبي

بقلم الباحث محمد الموسوم


ولد الشيخ عبد الرحمن سنة 1870 بقصر البخاري مسقط رأسه وهو ابن فاطمة الزهراء بنت المصطفى اللمدانية التي درست البنات منذ سنة 1871 بإقامة نصف داخلية.


حفظ القرآن الكريم وأتقن أحكامه على رواية ورش ليتوجه إلى زاوية سيدي جلول بن عيسى لتلقي مختلف العلوم ثم التحق بزاوية غريب ليكمل مساره العلمي على الأستاذ الجهبذ أحمد بن يعقوب
وتجدر الإشارة أن كلا الشيخين من تلاميذ الشيخ الموسوم البارزين هناك
تولى الشيخ عبد الرحمن زاوية غريب ولكن بعد وفاة أخيه أحمد المختار سنة 1908 ،تصدر للمشيخة مباشرة بزاوية قصر البخاري
تزوج الشيخ عبد الرحمن سنة 1892 مع رقية يحياوي أخت الإمام محمد بن مواز وابنة سيدي الأخضر بن مبارك
عرف الشيخ عبد الرحمن بتسييره المحكم للزاوية واشتهر بعد طباعته لبعض مؤلفات الشيخ الموسوم لأول مرة والتي هي:
1-حزب الفلاح يقرأ في الصباح والمساء وأفرده بنبذة وطبع بالمطبعة العربية سنة 1931
2-كشف الغمة عن هاته الأمة طبع بمطبعة فونتانة سنة 1912
3-مدح القيوم في ذكر ديوان الشيخ محمد الموسوم
وزعت الطبعات على مختلف الأتباع والزوايا بشكل مجاني
أخذ الشيخ عبد الرحمن عن سيدي محمد بن أحمد ثم جدد مباشرة على سيدي قدور بن سليمان بمستغانم وبقي ملازما له.
بلغت الزيارة السنوية لزاوية قصر البخاري التي سنفرد لها موضوعا خاصا ، في عهد الشيخ عبد الرحمن حسب ماهو موثق لأكثر من 10000 مريد يأتون من مختلف مناطق الجزائر ماكثين في الزاوية حتى الأسبوعين في جو روحاني ويكون الذكر و الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واستذكار مسيرة المصطفى و الصحابة وأولياء الله الصالحين وإطعام الفقراء و المساكين وحل القضايا وفض النزاعات و معالجة المشاكل المطروحة ،أما بالنسبة للأيام الأولى من الزيارة غالبا ما تكون السلكة ونقصد بالسلكة حسب ماهو متعارف قراءة القرآن في الليلة وختمه
كانت العلاقة بين الشيخ عبد الرحمن وزاوية سيدي قدور بن سليمان ممتازة وقد ذكرت الأحداث أن سيدي أحمد خليفة ابن سيدي قدور بن سليمان يأتي من مستغانم ومعه وفود الغرب الجزائري إلى زاوية قصر البخاري أثناء الزيارة ومثال ذلك الزيارة السنوية المقامةبتاريخ 26 سبتمبر 1936
كما جمعت بالشيخ عبد الرحمن علاقة متينة مع الشيخ محمد مزياني بسانتوجان (العاصمة) وكذلك مع العلامة المولود الحافظي والشيخ أبوالأنوار بقصر الشلالة…..
يعتبر الشيخ عبد الرحمن الثعالبي عضو بارز بالمجلس الأعلى لجامعة الزوايا للشمال الإفريقي بالجزائر
وجامعة الزوايا للشمال الإفريقي أسست في 15 مارس سنة 1948 ومقرها ببلكور بزاوية سيدي محمد بن عبد الرحمن الأزهري ، أين سيكون لنا موضوعا عنها هي الأخرى نظرا لأهميتها البالغة.
ماعرف عن الشيخ عبد الرحمن هو بذله الفائق في تربية اليتامى وتكوينهم ولاتزال الآثار وشواهد ذلك إلى اليوم
ترك الشيخ عبد الرحمن عدة مراسلات متفرقة نذكر منها على سبيل المثال :
رسالة الى المفتي بن قارة مصطفى حول جواز أخذ الزكاة لأهل البيت من بيت مال المسلمين
توفي الشيخ عبد الرحمن المستهل للجنان في 16 نوفمبر لسنة 1951 عن عمر ناهز 81 سنة
وترك المشيخة بعده وبوصية منه إلى ابنه العلامة أحمد الشاذلي خريج المدرسة الثعالبية وهو آخر من تولى المشيخة حتى سنة 1976.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى