*زوجي تزوج عليّ.. ولكن … 1*

✍️ صالح الريمي :

أنقل لكم قصة زوجة رجل معدد بأسلوبي، وخربشاتي المعهودة، مع تغيير ما يلزم من جزئيات طفيفة، وسأسرد القصة على جزئين وحلقتين..
تقول الزوجة: أبلغ من العمر الآن أربعين عامًا، وأنا الزوجة الأولى لزوجي الذي تزوجته وأنا بنت العشرين عامًا، وهو يكبرني بخمسة أعوام، وأنجبت منه بنتين وولدين، وكان نعم الزوج والأب والأخ في إنصافه وكرمه وقيامه بواجباته الزوجية والأسرية، وكنت أجد فيه فارس أحلامي، ويجد فيّ أميرته الحسناء.

هو بمعنى الكلمة قَوّامٌ على بيته، شريف النفس، رفيع القدر، والكمال لله، فقد يبدو حادًا أحيانًا، ومعتدًا بذاته، وليس له إلا رأيه، غير أنه سرعان ما يلين لمن يعرف مفاتيحه بإيجاز، زوجي رجل والرجال غير قليل، مرت الأعوام العشرة الأولى وكل شيء على ما يرام، ثم لاحظت بعض الفتور في علاقته بي، وعلاقتي به، وخاصة ما يخص الحقوق الزوجية من جهتي وجهته، وما يخص جانب الدلال والاهتمام..
لا أنكر أني صرت أحب النوم مع أطفالي أو في أي موضع في البيت أكثر من النوم معه، وهو أيضًا يفضل النوم وحده، وأنا في داخل البيت قليلة العناية بأنوثتي وعطوري ومستحضراتي، وقل شغفي بالحياة الزوجية، وتسلل إلينا البرود يومًا بعد آخر، ولم أعد أهتم إلا بأبنائي وبعض أعمالي الخاصة، وتقريبًا افتقدت السعادة الزوجية التي كنت أجدها رغم أني ما زلت صبية في الثلاثين، وأشعر أني هرمت قبل الأوان، أو أني في طريقي إلى الشيخوخة المبكرة.

بقيتُ على هذا الحال الممل خمسة أعوام، وحين بلغت الخامسة والثلاثين فجعني زوجي بنبأ زواجه من فتاة في الثلاثين من عمرها!. لا أنكر أني كدت أنهار وفكرت في الانفصال، غير أني تذكرت نُبل زوجي وإنصافه وكرمه، وأيقنت أنه لن يظلمني، وأن الخيرة فيما اختاره الله لي..
وتذكرتُ أيضًا أن لي صديقات وزميلات منعن أزواجهن من التعدد بكل ما أوتين من قوة وضغط، ثم اكتشفَ بعضُهن أن زوجها واقع في الحرام، ويضيع ماله على بنات الحرام، فأيقنت أن بعض الرجال يميلون إلى التعدد والتنوع، وأن التضييق عليهم يعني أن نضطرهم إلى الزلل.

في أيام زواجه الأولى كنتُ في حالة صعبة، وبعد عودته من أيام العسل لاحظت شدة اهتمام زوجي بي، وكثرة هداياه لي، وبراعته في الثناء عليّ، ودغدغة أحاسيسي بمعسول الكلام والدلال، وكان يشعرني أني أجمل وأعذب من أي أنثى، وكنت حقًّا أشعر أني كذلك، أو قادرة على أن أكون كذلك، وكنا نسافر كثيرًا في أعوام زواجنا الأولى، وبعد برود الشغف قل السفر أو انقطع، ومنذ أن تزوج إذا سافر بزوجته الثانية إلى مكان سافر بي إلى مكان مثله، وإن سافر بي سافر بها بعد ذلك..
وبعد أن غلبت علينا الرتابة صرت أترقب ليلتي معه، وأرى الترقب في عينيه، وألمس التغيير في أدق التفاصيل مني ومنه كل شيء تغير للأفضل، وصرت أكثر اهتمامًا بنفسي وبه، وأقتني أنعم الملابس والعطور والمستحضرات التجميلية.

وهو أيضاً أصبح أكثر شبابًا ووسامةً وأناقةً ورِقّةً وجاذبيةً، وشيئًا فشيئًا صرت أكثر شغفًا للحياة الزوجية، وصرتُ أحيا معه وأنا في الأربعين ما أحياه معه وأنا في العشرين، وبشهادة زميلاتي أصبحت أكثر نضارةً وحياةً، وصار معي أكثر كرمًا، ويحرجني بكثرة عطائه وسخائه، وأنا أيضًا أعامله أفضل مما يعاملني، وأريه من نفسي أكثر مما يحب..
ربما يكون زوجي استثناءً، أو أكون أنا الاستثناء، غير أني متأكدة أن الرضا بحق الزوج في التعدد يعني السلام والأمان والسعادة، هذا غير شعوري بأن زوجي مع زوجة محترمة لن تنقل له الأمراض التي سينقلها لي، ولن تجلب له ولأبنائه العار، وجميل أن يكون هناك شعور الطهارة والعفة…
وللقصة بقية.

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى