لصوص الصحة النفسية ( الجزء الأول)
✍️د. إسراء محمد عبد الوهاب :
كتاب لصوص الصحة النفسية للكاتب نور النومان، يشرح لنا خلاله من هم سارقو الصحة النفسية.
لصوص الصحة النفسية ليس بمجرد أشخاص بل أفكار أيضًا وسلوكيات وظواهر مجتمعية وانتشر بكثرة عندما بدأت ظاهرة الجهل الديني الهادم، مما تسبب لفراغ عند الناس أبعدتهم عن معرفة النفس مما جعل اللصوص يستغلون ذلك ويسلبوا الصحة النفسية من غير أن نشعر.
ويسرد لنا في كتابه جميع اللصوص، الإنسان من الممكن أن يبحث في العيادات والمصحات ولا يأخذ سوى أدوية مضادة للاكتئاب والقلق، ولا يجد الحل الرئيسي للمشكلة الحقيقة؛ فلنبدأ بأول لص:
أول لص و تكون ضحيته الشباب، حيث في فترة الشباب الشخصية ما زالت في مرحلة التكوين، تتأثر بكل ما حولها لذلك يجب الانتباه من المدخلات التي تدخل إلى ذهنك وتتعرض لها وكذلك التحديات، على سبيل المثال :
1- استخدام الشاشات الإلكترونية لحد الإدمان، هناك إحصائية تُخبرنا أن متوسط الوقت الذي يقضيه الشباب على الشاشات ست ساعات ونصف يوميًا، والاستخدام المفرط يعمل على تقليل مهاراتك الحياتية والاجتماعية والتركيز والتحصيل الدراسي، اضطرابات في النوم يصحبه قلة النشاط.
-لص منصات التواصل الاجتماعي؛ فهو يسرق منك صحتك النفسية بأكثر من طريقة، على سبيل المثال يضعك في مجتمع يتم داخله عرض حقائق مزيفة؛ فيضعك في مقارنة دائمة مع حياتك الحقيقة وعلى إثرها تحاول تقليدهم حتى تنال استحسان المجتمع على تلك المنصات من خلال الحصول على أكبر عدد من التفاعل.
وهناك كارثة أخرى وهي كم كبير من المعلومات والمؤثرات التي تؤدي إلى شتات معرفي، مما يضعف مهارات التفكير عندك بالأخص التفكير الناقد ويفقد عندك القدرة على التفريق بين المعلومات الحقيقة والمزيفة.
لذلك تحتاج تصفية الأشياء التي تشاهدها مع الحذر وليس المنع التام بينما راقب المدخلات.
وختامًا: انتظرونا في مقالات أخرى مع لصوص الصحة النفسية.