نهاية العناد

✍️ خضران الزهراني :

المقدمة:

يُعدّ العناد من الصفات السلبية التي تجلب لصاحبها الكثير من المشاكل في مختلف جوانب حياته، فهو سلوكٌ مدمرٌ للعلاقات الإنسانية، ويُعيق التواصل البناء، ويُؤدّي إلى تراكم المشاعر السلبية، والوصول إلى طريق مسدود لا مخرج منه سوى بانتهاء العلاقة، سواء كانت علاقة زوجية أو صداقة أو قرابة.

بين الزوجين:

يُعدّ العناد من أبرز أسباب الخلافات الزوجية، فإذا تمسّك أحد الزوجين بآرائه دون نقاشٍ أو استماعٍ لوجهة نظر الآخر، ودون الاعتراف بالخطأ عند الحاجة، فهذا سيُؤدّي حتماً إلى تراكم المشاعر السلبية، وفقدان التفاهم، وازدياد حدة الخلافات، ممّا قد ينتهي بالطلاق لا محالة.

بين الأصدقاء:

لا تختلف الصداقة عن الزواج في تأثرها سلبًا بالعناد، فالصديق العنيد هو من لا يُصغي لصديقه، ولا يُقدّر وجهة نظره، ولا يُبادله نفس المشاعر، ممّا يُؤدّي إلى شعور الصديق الآخر بالإحباط وفقدان الأمل في تلك الصداقة، ممّا قد ينتهي بالفراق.

بين الأقارب:

تُعدّ صلة القرابة من أقوى الروابط الإنسانية، لكنّ العناد قد يُفسد هذه الرابطة، ويُحوّلها إلى مصدر للخلافات والمشاحنات، فإذا أصرّ أحد الأقارب على رأيه دون مراعاةٍ لمشاعر أقاربه، أو دون التنازل عن بعض المواقف، فهذا سيُؤدّي إلى القطيعة وتباعد القلوب.

خاتمة:

إنّ التغاضي والتنازل وقبول الحقّ هي صفاتٌ تُزيّن صاحبها، وتُكسبه احترام ومحبة من حوله، بينما العناد صفةٌ تُقبح صاحبها، وتُبعده عن الناس، وتُؤدّي إلى خسارة الكثير من العلاقات الثمينة.

نصائح للتخلص من العناد:

الاعتراف بالخطأ: يجب على الإنسان أن يتعلّم الاعتراف بخطئه، وأن لا يعتبر ذلك ضعفًا، بل هو دليلٌ على قوّة الشخصية وقدرتها على التعلّم من الأخطاء.
التحلي بالتواضع: لا ينبغي للإنسان أن يعتقد أنّه صاحب الحقيقة المطلقة، وأنّه أفضل من الآخرين، بل عليه أن يتحلى بالتواضع وأن يُصغي لآراء الآخرين.
الحوار البنّاء: يجب على الإنسان أن يتعلّم الحوار البنّاء، وأن يُعبّر عن وجهة نظره بوضوحٍ واحترام، وأن يُصغي لوجهة نظر الآخر بإنصاتٍ واهتمام.
التنازل: لا يُعيب الإنسان التنازل عن بعض المواقف، بل هو دليلٌ على حكمته وقدرته على حلّ المشكلات.
التحلي بالصبر: يجب على الإنسان أن يتحلى بالصبر، وأن لا يتسرّع في اتّخاذ القرارات، وأن يُفكّر مليًا قبل التصرّف  . 

بتجنّب العناد والتحلّي بصفاتٍ إيجابية، يُمكن للإنسان أن يبني علاقاتٍ قويةٍ ودائمةٍ مع من حوله، وأن يُحقّق السعادة والنجاح في حياته.

Related Articles

Back to top button