إدارة التحريات
جريمة على شاطئ العشاق " الفصل الرابع عشر " شفيق عرب
✍️ د. فايل المطاعني :
دخل النقيب محمد إلى مكتب العميد حمد مسرعا و ألقي السلام وبعدها قال:سيدي لم نجد العامل شفيق عرب ،لقد بحثنا عنه ولكن لم نعثر عليه الى الان؟
العميد حمد يكتب بعض التحليلات فوجئ بدخول النقيب محمد، وبعد أن رد السلام :ومن شفيق عرب ؟
محمد : سيدي إنه عامل النظافة الذي كان موجود في فيلا عبدالعزيز ليلة مقتله.
قاطعه العميد حمد قائلا :نعم الذي قال إنه شاهد منال غازي وهي تدخل الفيلا وتعرف عليها بينما لم يتعرف على زوجات عبدالعزيز الأخريات ومادام أنه يعرف عبدالعزيز ويتردد على الفيلا أكيد يعرف باقي نسائه على الأقل من قبيل الفضول لابد أن يسأل.
وبالذات هذه العمالة لديها فضول فيما يفعله الأرباب خلف الجدران ، فكيف هذا العامل،لا يعرف زوجات عبدالعزيز .هل كان يدخلن ،ويخرجن من البيت عبر طاقية الاخفاء !
لكي لا يشاهدهن أو يعرفهن وهن سيدات مجتمع من الدرجة الأولى؟!
النقيب محمد :سيدي ربما هذا العامل فعلآ لا يعرف شيئآ وأن عبدالعزيز كان حريصآ على إخفاء أمر زواجه عن الكل وقف العميد حمد ، و وضع كلتا يديه خلف ظهره ومشي مبتعدآ عن مكتبه باتجاه النافذة.
وقال :يا نقيب محمد عبدالعزيز لم يخف زواجه والدليل أن آخر زوجاته طلبت أن يطلق ضرائرها، ووجود زوجاته الثلاث وإن كان في أوقات متفاوت دليل على معرفتهم بزواجه،ولكن توقيت حضورهم هو الغريب وايضا لاحظ حضورهن إلى الفيلا دليل معرفتهم بأمر هذه الفيلا يعني الأمر ليس خافيا عليهن،ولكن الخافي أن عبدالعزيز لم يطلقهن كما أردت عروسه منال ولكن دعنا من هذا الآن ما خطب هذا الشفيق؟
النقيب محمد: لقد ذهبت إليه لكي أخذ منه بعض المعلومات عن عبدالعزيز بحكم معرفته به ولكني لم أجده على رأس عمله فسألت أصدقائه فعلمت أنه سافر قبل يومين إلى بلاده وللعلم يا سيدي هو مقرب من عبدالعزيز فلا يغرك إنه عامل نظافة
العميد مؤشرآ بيده :أحسنت نقيب محمد ولكن السؤال هو لماذا هرب هذا العامل وما السر الذي يحمله ،ثم قال مضيفآ إلى كلامه :وربما ذهب إجازة عادية فهو لم يكن مطلوبآ لدينا بشيء ،وجلس على الكرسي المقابل للنقيب محمد وقال:انت قلت سافر قبل يومين ونحن الآن اليوم السادس من عثورنا على جثة عبدالعزيز إذا كان هذا العامل يحمل سرآ لماذا لم يسافر بعد مقتل أربابه مباشرة لماذا أنتظر أربعة أيام كاملة من مقتل عبدالعزيز ،ثم سافر ؟ النقيب محمد:سيدي تعتقد أن هناك قاتلآ غير منال
نظر إليه العميد حمد وضحك :ومن قال لك أن منال قتلت زوجها! واضاف قائلا بعد أن أخذ ورقة كانت بيده قبل أن يدخل عليه النقيب محمد :انظر يا محمد إلى هذه الورقة. فنظر النقيب محمد إلى الورقة ووجد فيها بيوتا والعدد من خمسمائة إلى الألف بيت وكلمة متر
ونظر العميد حمد إلى النقيب محمد فوجد علامة استفهام تعلو وجهه؟
ولكنه قال موضحآ:خرجت امس أتجول حول فيلا عبدالعزيز وأسأل جيرانه إن كان شاهدوا أشخاص غرباء انت تعلم قالها العميد حمد وهو ينظر إلى النقيب محمد هذا حي راقي،وبالتأكيد السكان يعرفون بعضهم بعضا ،على الأقل يكونوا قد ألفوا بعض وليس بالضرورة المعرفة الكاملة. قالوا :لم نر أحدآ ولم نسمع شيئا إلا سيدة واحدة تبعد عن فيلا عبدالعزيز مسافة الف متر ،يعني تقريبا سبعة بيوت أو أكثر قليلآ.
قالت بعد أن علمت من أنا : في ذلك اليوم كان الصبية يلعبون بالكرة وأنها سمعت شجارا ومن ثم صوتا قويآ قالت أظنه أن أحد ما يصرخ يعني سمعت صرخة تصدر من تلك النواحي فنظرت إلى نافذتها وقلت لها : هل النافذة كانت مفتوحة حين سمعت تلك الصرخة سكتت قليلآ، وكأنها تتذكر ،ثم قالت وهي واثقة من نفسها :كلا يا سيدي ولكنها ليست جيدة الإغلاق!
انظر يا محمد إلى المسافة بين فيلا عبدالعزيز وفيلا السيدة هذه وهذا السهم
الذي رسمته هو فيلا السيدة والسهم الآخر هو فيلا عبدالعزيز فكيف استطاعت تلك السيدة أن تنظر إلى الأطفال وبعدها سمعت صرخة في تلك النواحي عن طريق نافذة ليست جيدة الإغلاق؟؟!!
قفز العميد حمد من مكانه وطلب النقيب رحمة قائلا لها: نقيب رحمة سوف ياتي إليك النقيب محمد واريد تقريرآ عن سيدة تدعي صالحة بنت علي أريده اليوم .
ثم طلب النقيب منى :نقيب منى الليلة ستصل الدكتورة فائزة بنت سعيد إحدى زوجات عبدالعزيز أريد أن تشرفنا هنا؛ لا أريدها أن تذهب الى بيتها وايضا قال بحزم: ألقي القبض على الاستاذة منال بتهمة قتل زوجها .
وكانت نظرات النقيب محمد تزداد دهشة واستغراب وتعجب!
المصيدة
نظر العميد حمد إلى النقيب محمد نظرة انتصار ثم قال
العميد حمد: لماذا الاستغراب يا نقيب محمد
النقيب محمد مجيبا:سيدي قبل قليل قلت ان منال وهنا أشار العميد حمد بيده مؤيدا قول النقيب محمد
و أضاف قائلا: أيها النقيب القاتل يريد أن يزج بمنال إلى السجن،حسنا لنعطيه تلك المتعة أنفذ له طلبه ، وسنأتي بمنال إلى هنا ولكن لن تسجن طبعا،بل ستكون ضيفه كريمة عندنا وستتولى النقيب منى ضيافتها.
وأضاف ضاحكا ولكننا سنقول للإعلام أننا ارسلنها إلى سمائل أظن سمائل الآن جميلة فأجواؤها ممتعة.
وهنا ابتسم النقيب محمد ثم قال:سيدي والدكتورة فائزة لماذا لا تريدها ان تذهب إلى منزلها؟
هنا استغراب العميد حمد
من حديث النقيب وقال له: أيها النقيب هل تريد أن تذهب إلى الأكاديمية تتعلم فن المراوغه،يا عزيزي، هذه الدكتورة لا تعلم ماذا حدث لزوجها،فهي ذهبت لمؤتمر ولابد أن نكون في استقبالها وإخبارها عما حدث لزوجها بأنفسنا لكي تنصدم،وعندما تنصدم ستبوح بالكثير من الأسرار .
هذه الأسرار نحن نريد ان نسمعه، ثم قال بعدها،ألم تعرف أن القاتل يريدنا ان نسجن نساء عبدالعزيز اذآ نقدم له هذه الخدمة ونبعث بهن الى السجن ،ثم قال ضاحكآ: لندع المجرم يمرح قليلآ فأيامه معدودة،أما الدكتورة ستكون في ضيافتنا مالم نشعر انها قد تكون طرف في القضية بعد أن تبوح لنا إثر بلاغها بخبر زوجها، و جلس على كرسيه وهو يقول:إلى الآن القضية تمشي في طريقها المرسوم لها ولكن سؤال قد خطر الآن!
لماذا طلبت منال من عبدالعزيز ان يطلق زوجاته ليلة زفافها لماذا لم تطلب ذلك من قبل أم أساسا هي لم تطلب وأن ادعاء عبدالعزيز بأنها اجبرته هو من وحي خيال القاتل الذي يريد أن يلف حبل المنشقة حول رقبة منال
النقيب محمد مفكرا
ثم قال: سيدي المسالة ليست فقط انتقام من عبدالعزيز هناك شيئا آخر.
وهنا ضرب العميد حمد بيده الطاولة قائلا:احسنت، هناك احد ما يريد أن ينتقم من منال وليس من زوجات عبدالعزيز الاخريات منال فقط هناك من يحاول أن يوجهنا لكي نعتقل منال ونلحقها بزوجها يا تري من ولماذا منال بذات؟
ثم قال موجها كلامه إلى النقيب محمد:
نقيب محمد بعد مهمتك الأولى أريد تقرير عن منال بنت غازي وكل شي متعلق بها،انت والنقيب منى مهمتكم منال وتركوا موضوع ضيافة الدكتورة فائزة للنقيب رحمة
هيا يا صديقي
فالوقت ليس فى مصلحتنا