ارحمِ البشرا
✍️ منصور الجبر :
يا ربِّ أنت لطيفٌ فارحمِ البَشَرا
وفرِّجِ الهَمَّ لا تُبقي له أثرا
ونفِّسِ الكربَ حتى ينجلي أبداً
ويستحيل سروراً شاعَ وانتشرا
أنت الذي فوق عرشِكَ مستوٍ وَعَلٍ
ترى وتسمعُ ما نُخفي وما ظَهرا
وتسمعُ الزَّفراتِ الحارقاتِ إذا
تَحَشْرَجَتْ في فؤادٍ تاهَ واستَعَرا
تُبَدّد الليلَ والأهوالَ إن عظُمتْ
فتستحيل أماناً فاقَ واشتَهَرا
أنتَ الذي تعلمُ الشكوى وما اختلجت
في أنفُسِ الناس من أوجاعها وترى
كم جائحٍ أفزعَ الأرواحَ فاشتَعَلَتْ
ثم استحالَتْ وقد نفّستَها دُررا
وأطفأتْ منكَ أنهارُ العطاء وقد
كانت لظى تصطلي في القلبِ أو شررا
فاكتبْ أماناً ولطفاً سابغاً حَسَناً
أنت الذي تصنع الأفعال والقَدَرا
آمنتُ أنك ربٌّ واحدٌ أحدٌ
خلقتَ كل الورى والشمسَ والقمرا
وللبرايا بعثتَ الرُّسْلَ هاديةً
فالأرض تحكي لنا الآيات والعِبَرا
وتبعثُ الناسَ يومَ الحشرِ قاطبةً
هناك تسألهُمُ عما بدا وجرى
والذعر والخوف لا يُبقي على أحدٍ
سِيقوا إلى جنةٍ أو كُبْكِبوا زُمَرا
فالطُفْ بنا يا عظيمَ الجودِ يا سَنَدي
وفرِّجِ الهمَّ لا تُبقي له أثرا