اللذة في التأجيل

✍️عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون :

أغلى ما عند الانسان وقته، وعدم ترتيب الأولويات يجعل الوقت يمضي في أشياء غير مفيدة، فترتيبها يزرع فينا نوع من الطمأنينة والراحة النفسية، فأنا مسؤول أمام الله عن هذا الوقت، وعدم الترتيب هو عدم التوازن في مجالات الحياة السبعة؛ الدينية، والشخصية، والأسرية، والاجتماعية، والصحية، والمهنية، والمالية، وكثيرون يعيشون الهموم والقلق والخوف، والسبب هو أن لديهم مهام غير منجزة بسبب عدم الترتيب، وهذا يسبب العيش بنوع من العشوائية وفوضى التأجيل، وهذه فيروسات مهلكة للحياة، فهل من المنطق إني أقضي وقت طويل على مواقع التواصل
وأنا عندي مهام ضرورية، أجلس ساعات طوال في الديوانية أو الاستراحة والمقاهي مع أصدقاء مضيعين للأوقات وعندي أمور أسرية مهمة…؟
أفضل الإنجازات هي إنجاز الأعمال المهمة حينما تكون غير عاجلة ومخطط لها،
ولا أؤخرها بسبب التأجيل حتى تصبح عاجلة، لأجلس آخر اليوم أفكر ما هي الحاجات الثلاث الواجب أن أبتدأ فيها وأنجزها غدا وغيرها من الأمور ممكن تأجيلها.
يقول بابلو بيكاسو: (لا تقم بتأجيل أي شيء إلى الغد إلا الشيء الذي تريد أن تموت دون فعله).
القرار هو عكس المماطلة، والشخص الذي لديه مشكلة مع المماطلة لم يتعلم أبدا كيف يتخذ القرارات، لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد حكمة قديمة، ولكن لماذا نؤجل عمل اليوم إلى الغد، وهل هناك منظومة معينة للمؤجلين والمماطلين، أم هو كسل وتثاقل ومزاج متغير…؟
إذا قررت أن تفعل أي شيء مهم ويحتاج قليلا من الجهد يقفز التفكير يا رجل افتح الفيس بوك وانظر ماذا يحدث في الدنيا، احضر كم فيديو على اليوتيوب، وبعد ما تفتح الباب تخرب الأمور، وماذا يعني لنتسلى قليلا، وينقلب التفكير فقط بالحاضر ولا تتعلم من الماضي، ويتحول الاهتمام إلى المتعة والسهولة واللذة، ثم تجد نفسك في فترة إضاعة الوقت في أشياء غير مفيدة، اللعب في وقت العمل، مشاهدة مسلسلات وقت الامتحانات، متابعة مواضيع على الانترنت لا علاقة لها أبدا بمادة البحث، وهذه الفترة نعلم جيدا أنها غير ذات فائدة حقيقية لنا ولا نستفيد منها، والتبصر في هذا الأمر لا يحدث إلا في حالة الاقتراب من الموعد النهائي، مثلا تخسر وظيفة أو ترقية لأنك لم تنجز عملك، وهذا الذي يجعلنا ندرس مادة في يومين، أو نعمل بحثا في ساعتين، ونوصل الليالي ببعضها مع أننا قبل ذلك كنا لا نستطيع أن نفرغ أنفسنا ساعة لهذا الموضوع، البعض يقول لا بأس إذا كان الأمر يتم في الأخير، ولكن الأكيد أن النتائج ستكون دون المستوى المطلوب، ولا يتحقق الرضا الداخلي في النفس وندخل في دائرة الندم وعذاب الضمير، والأمر الأخطر أن هناك أشياء لا يوجد لها موعد نهائي، مثل ممارسة الرياضة بشكل يومي، وتغيير المسار المهني، أو المشاركة في نشاط تطوعي، باختصار الأمر الذي يحتاج إلى تخطيط بعيد المدى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى