التبرير والنقد مستنقع وحل

 

الكاتبة/ سلوى بنت خلفان المقبالي – سلطنة عُمان

في حياتنا اليومية، نتعرض لعلاقات متنوعة، منها ما يكون مصدر قوة ودعم لنا، ومنها ما يكون عبئًا يثقل كاهلنا ويستهلك طاقتنا، من بين هذه العلاقات السلبية هي تلك التي نضطر فيها باستمرار لتبرير أفعالنا وأقوالنا لشخص الاخر،إذا وجدت نفسك في علاقة تحتاج فيها دائمًا إلى التبرير،و كنت تجد نفسك دائمًا مضطرًا لتقديم تفسير لكل خطوة تقوم بها أو كل كلمة تقولها، فهذا مؤشر على عدم الثقة بينك وبين الشخص الآخر، الشعور الدائم بالذنب نتيجة توقعات الشخص الآخر غير الواقعية أو عدم رضاهم الدائم عنك يمكن أن يكون مرهقًا للغاية، اضافة الى النقد باستمرار الذي يوجه لك وينسى جهودك أو يستخف بمشاعرك، فهذا يعني أنك في علاقة غير صحية، فالعلاقة الصحية تستند إلى التقدير والاحترام المتبادل، فإذا كان الشخص الآخر لا يقدّر ما تقوم به ويقلل من شأنك، فالتبرير المستمر والنقد الدائم يمكن أن يؤديان إلى تدهور حالتك النفسية ويشعرانك بالقلق والتوتر وتكوّن لك علاقة مرهقة تستنزف طاقتك وتقلل من قدرتك على التركيز والإنتاجية في حياتك الشخصية والمهنية، فالنمو الشخصي يكمن في علاقة صحية، يجب أن تشعر بالدعم والتشجيع، وليس بالإجهاد والضغوط النفسية، اما العلاقات السامة تعوق نموك وتطورك الشخصي.
وما عليك اذا وصلت الى هذا النوع من العلاقات إلا أن تضع حدودًا صحية في العلاقة ولا تتردد في الدفاع عن حقوقك واحتياجاتك،إذا لم تتغير الأمور بعد محاولاتك لتحسين الوضع، فقد يكون إنهاء العلاقة هو الحل الأفضل للحفاظ على صحتك النفسية والجسدية.
فالعلاقات الإنسانية جزء مهم من حياتنا، ولكن ليس جميعها يستحق الحفاظ عليه، فمن الضروري أن تكون العلاقة مصدر قوة ودعم وليس مصدر استنزاف وتوتر، ولا تعيش في علاقة تستهلك نفسك في التبرير، بل احرص على بناء علاقات صحية تعزز من رفاهيتك وسعادتك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى