فلسفة التعامل

✍️مرشدة يوسف فلمبان :

عجبََا سيداتي سادتي
تعلمنا فقه العبادات والتشريعات الإسلامية.. ولكن لم نتعلم فقه المعاملات مع معرفتنا وسماعنا بالحديث النبوي المتفق عليه /(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
وأن الله سبحانه وتعالى رفع مقام نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم)..
وما سمعنا عما قاله الشاعر أحمد شوقي (إنما الأمم الأخلاق مابقيت.. فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا)..قالها شوقي.. فهذا البيت يلخص أهمية الأخلاق في كل ميادين الحياة.
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه.. فقوم النفس بالأخلاق تستقم..
فالأخلاق أساس بقاء الأمم على عرش السعادة والإستقرار فإذا أصيب قوم بمجتمع في أخلاقهم فلنقم عليهم مأتمََا وعويلََا.. ونمضي بهم في جنازة الإنهيار والضياع..
ففي خضم إختلاط القيم والمفاهيم التي يعاني فيه كثير من المجتمعات اليوم على كافة الأصعدة…
نناشد وبقوة ودبلوماسية أبناء وبنات مجتمعاتنا في وطننا الغالي التحلي أهداب الفضيلة والقيم الإسلامية.. لأن الأخلاق أساس قوة الأمم والشعوب
وسر تقدمها نحو الأمجاد والرقي..
فلنتدبر كتاب الله الذي يدعو إلى مكارم الأخلاق.. وهي من علامات الإيمان الكامل..
ففي وطننا عند تدريس المواد الدينية منذ المرحلة الابتدائية.. يدرس أبناؤنا الطلبة وبناتنا جملة من الأخلاق والأدب.. ودور المربين هنا تعميق هذه السمة الحسنة في نفوسهم.. وتأكيد تطبيقهاوتنفيذها عمليََا في محك الواقع.. وكتاب الله أصدق الحديث.. فهو مداواة لتهدئة النفوس.. وتهذيب الأخلاق وغرس بذورهافي عمق نفوسهم.. فمنهم من يطبق وينفذ. ومنهم من يتساهل ولا يبالي..
فمن أدب التعامل في ضوء القرآن الكريم.. والسنة النبوية النهي عن النجوى.. هو حديث بين إثنين أوأكثر في تخافت وتهامس بعيدََا عن أسماع الحاضرين.. النجوى من الشيطان فهي صفة من صفات المنافقين الذين يجبنون عن التصريح بآرائهم.. يعتادون على التناجي بالإثم والعدوان وقال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول.. وتناجوابالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون)
والنهي عن النجوى دليل على حرص الإسلام على مراعاة مشاعر الآخرين إذ انها تؤدي إلى سوء الظن بالآخرين.. وجرح إحساساتهم لما قد يوحيه هذاالتصرف بأنهم ليسوا أهلََا للمشورة والصحبة..
ومن صور سوء التعامل اللاأخلاقي الفظاظة.. وغلاظة اللسان.. وخشونة الحديث.. فتلك ليست من أخلاق المسلم.. فبالأسلوب الفظ يخسر الإنسان كل من حوله (فلو كنت فظََا غليظ القلب لانفضوا من حولك) فقولوا للناس حسنََا..
لذا فمن كان حسن الخلق سجيته.. فسيرته العطرة تموج في نفوس الآخرين..
فذلك من نتاج بناة التربية والتعليم الشامخ في ظل الإسلام.. وحسن الخلق باديء ذي بدء من غراس الوالدين والأسرة الفاضلة في نفوس الأبناء..
بارك الله جهودكم أيها الآباء.. وأيتها الأمهات..
تحياتي لكل المربين الفضلاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى