سنجام و سنجاي

جريمة على شاطئ العشاق

✍️ د. فايل المطاعني :

                   ” الفصل الخامس “
هذا الكلام كان يقوله بحنان ورقي لم أجده في أي رجل آخر ،يعاملني كسيدة وليس كطبيبة كما يفعل بقية الرجال حالما يعرفون طبيعة عملي ويسبقوا اسمي بلقب دكتورة ربما مظهر الطبيبة وجديتها طغي على ملامحي، فلم يجد فيني الرجال تلك الانثي التى تحظي بإعجابهم.
لا اعلم كيف آسرني بكلماته تلك،فاعطيته رقمي برغم أنني لا أعطي أرقامي لأحد..وضحكت منى رغم بشعة المنظر وكأبته وقسوته قائلة: هذه الأيام الرجال مصابون بالعمى أنت حسناء وفاتنة جدا .يبدو أنني لم أجلس معك منذ فترة طويلة إنها مشاغل العمل ومتاعبه تبعدك عن أصدقائك؛وعندما نطلب أجازة وكأننا نطلب راس غليص*
ثم استمرت في حضن صديقتها قائلة لها:أكملي ايتها الشابة لقد عرف عبدالعزيز يستثير مشاعرك ويحولها اتجاهه .
فاكملت هدى قائلة:كنا نخرج باستمرار مع بعض ،كان يرسل لي باقة الورد كل صباح ويضعها أمام سيارتي ويكتب عليها من سنجام إلى سنجاي* ويرسم قلبا ويغادر..
كان يرافقني بسيارته إلى مقر عملي ليطمئن أنني وصلت ؛ وحينها ابعث له من خلف نافذة سيارتي رسمة على شكل قلب واقول له هامسة: شكرا لك يا سنجام لقد شربنا الحب حتى النخاع وايام العطلات كنا نذهب الى المناطق الممطرة نلهو ونلعب كالاطفال تمام بعض الأحيان اكون متعبة من العمل والمرضى ومعاكسة مرافقيهم
وغزلهم السمج وفجأة يتصل يقول:هل احظى اليوم بشرف دعوتك للغداء في اي مطعم حبيبتي تختاره.
وساعتها اصرخ فرحا بوجه قائلة:أنت ساحر كيف تعلم أنني محتاجة لك الآن وفي هذا التوقيت بالذات. يضحك ويقول:حدس المحب … ولكنني اشك أنه يراقبني أو على الأقل يعلم أخباري من أحد الأطباء وطبيعي أن يكون له صديق طبيب ربما لكي يريد أو يستفسر عني والتفتت إلى صديقتها قائلة:تعلمي الرجال وغيرتهم.
وحينها أتي رجال البحث الجنائي لكي يعاينوا الجثة، وهنا قالت منى
لصديقتها:سنواصل حديثنا في المنزل لا تخبري أحدا أنك تعرفي صاحب الجثة.اخاف قلبك الصغير لن يتحمل ما سوف تبديه الايام والأحداث..
ونظرت منى إلى صديقتها في آسي وهي تقول في سرها :يبدو أن نار حبه لا زالت مشتعلة في جوفك أيتها المسكينة
أسئلة محيرة
أثار وجود رجال الشرطة سكان هذا الحي الراقي، وايضا فضول الكثير من الناس لمعرفة ماسبب وجود الشرطة بهذه الكثافة، ومما جعل الاشاعات تنتشر وجود رجال التحريات، مما جعل المارة واهل الحي، يقولون: بأن هناك شخصية مهمة قد حدث لها مكروه! وهكذا تنتشر الاشاعات في المجتمعات الآمنه، كان من ضمن رجال التحريات النقيب محمد، وأيضا النقيب رحمة التي ما آن رات النقيب منى حتى سارعت في السلام عليها، وقد بادرتها النقيب منى بالسؤال قائلة:أنت هنا في مسقط ؟ضحكت رحمة قائلة: نعم وفي عرين العميد حمد
منى:ياالهي نقلت من صور الى مسقط لماذا.. الا يوجد جرائم هناك..ام شدك الحنين والشوق الى مسقط العامرة
امسكت رحمة بيد منى وهي تمازحها قائلة: نعم  الحنين الى مسقط واجوائها، ولكن ايضا لاكون بجوار والدتي المريضة ، وانت تعلمي، ان عملنا لا يتيح لنا الكثير من الوقت لكي نقضيه مع عائلتنا.
وحينها طلب رجال مسرح الجريمة اخلاء المكان من المارة لكي يتسني لسيارة الاسعاف الدخول لاخراج الجثة..وبعد ان انهت رجال الاسعاف عملهم توجه احمد من رجال مسرح الجريمة قائلا لرفاقه، رجال التحريات
احمد:إن شاء الله التقرير سيكون غدآ او بعد غدا على مكتب العميد حمد، وبعد رحيلهم اخذ النقيب محمد ينظر بعين الخبير  مكان تواجد الجثة ويدور حول المكان تارة ينظر يمينا وتارة اخري ينظر شمالا ولسان حاله يقول:لعلى اجد شيئا ما قد يستعصي على الفريق الجنائي أن يجدوه، وكانت هدى شاردة الذهن،لم  تتفوه بكلمة فقط تنظر الى مكان الجثة وأثار الرجل الذي كان يملأ الدنيا عليها جمالا وحبور
حينها قطع عليها النقيب محمد سؤاﻵ الى النقيب منى قائلا: هل لديك معلومات عن الرجل ام ننتظر حتى نطلع على التقرير وبعدها نتحرك.. وكانت منى في عالم أخر تنظر الى صديقتها التى أعماها الحزن، وخافت ان يلاحظ زملاؤها شيئا ما..فقلت وقد أمسكت بيد صديقتها :لا ننتظر ما سيقوله العميد حمد، وبعدها سنتحرك، لعله يكون له راي اخر
وكان السؤال الذي يدور في رأس النقيب  منى بعد ان استأذنت من زملائها بأن توصل صديقتها فهي في حالة صدمة لاكتشافها جثة من بين الاشجار..وطبعآ كان عذرآ لكي ترجع صديقتها لمنزلها:
من الذي قتل رجلا رائعآ بهذه الصفات الجميلة والرومانسية المفرطة اذا كان في الامر جريمة قتل، واضافت النقيب  منى  قائلة:وانا طبعآ أميل الى أنها جريمة قتل، كل اركان الجريمة متوفرة، وأمسكت قبضتها بقوة  قائلة: انها جريمة وجريمة من الدرجة الاولى.
وهناك سؤال اخر لماذا لم يرمي الجثة في البحر مثلآ؟
لماذا قتل هذا الرجل ووضعه على قارعة الطريق ،وكانه يقول لرجال الشرطة:انظروا أنا قتلته وعليكم أنتم إيجادي؟!
والسؤال الثالث:عند مشاهدتي للجثة لم الاحظ آثار كدمات وان ملابسه سليمة تماما لا يظهر عليه ولا على ملابسه آثار عراك أو دماء كأن الرجل نائمآ أو أنه كان مستسلم لقاتله.
و أغلقت باب سيارتها وهي تستعد للعودة إلى منزلها.. ذهبت مكان الحادث وهي تلتف لعلها تجد ما يساعدها أو يحل بعض من الأسئلة التي لم تجد لها حلا…ثم قالت وهي تضرب مقود السيارة بيدها :وكأن المقتول يعلم من قاتله.
مفردات الكلمات
سنجام وسنجاي: قصة من اساطير الهنود ذات طابع عاطفي،تشبه نوعا ما قصة قيس وليلي،ولكن في هذه قصة الهندية الحبيب يموت وتحرق الحبيبة نفسها لتكون بجواره ★راس غليص: قصة من التراث الاردني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى