( وداعََا ياحبي)

مرشده يوسف فلمبان
كم هو الفراق صعب ومؤلم.. فلو أن الآلام توصف.. والعذاب النفسي يلتقط كالصور لكان ذلك ابلغ تعبير لألم الفقد.
تجلس في غرفتها.. تغمرها غصة توجع لاتدري سببها.. كانت تتمنى لقاءه ولكن ظروفه العملية لاتدع لهما فرصة اللقاء إلا نادرََا.. مثل أي متحابين مقبلين على الزواج.
لكن أمنياتهاذبحت في واقع مرير ََكيف لا وهي من عشاق كلماته التي تصوغها أنامله الذهبية على سطور وجودها.. وكينونتها التي تضج شوقََا ولهفََا إليه.
هكذا تضخم في فؤادها الملتاع شعور بالإنقباض.. وصرخة توجع تخنقها.. وتكتم أنفاسها كوابيس ليل مرعب.. تناجي ربها في قوقعة وحدتها وموجات إعصار مدمرة تعصف بها.. وتكوي خلجاتها بشظاياواقعها.. فكانت أمنية حياتها لقاءه ولو للحظات.. ولكن الأقدار سبقت أمنياتها.. لم تعلم بمعاناته مع الأوجاع..الخبيثة أقصى أمنياتها لقاء ذاك الذي سكن فؤادها.. وظل في ذاكرة أيامها مدى العمر.. لفظ الحبيب أنفاسه وبينهما مسافات البعاد.. ووحشة الطريق.. مات وترك لها كلماته التي صاغتها أنامله في سجلات عمرها تنبض فيوضات من الحب وكل مفردات الإبداع
كتب لها : (يامنية.نفسي دعيني أكتب عنك قصيدة ولهى لايقرؤها إلا قلبك.. لن يسرقك عن بوح قلبي عاشق غيري.. فحبك وطني وعالمي.. وعنواني..
أحبك ياصولجان حروفي.. أعذريني ياحب عمري إن تمردت علينا لحظات البعاد..)
بقي قلبها ينبض بحبه وفي خافقها وجع كمساحات الليالي السوداء.. ووحشة الظروف المقيتة.. هكذا صفعتها الأحداث.. وغرقت في بحار اللاوعي وفي مركبته ذكراه تظل أنفاس الحنين مجدافها.. هي لحظات غلبت عليها شعور بالقهر وغصات البعاد.. ووحشية الفراق.. ترك لها كلمات ندية نابضة بالشغف والحنين في خيمة ذكراه ذاك الحبيب العبقري الملهم لم يغب عن ذاكرتها.. وبمنتهى الألم وتنهيدة تصفع وجدانهاقالت : (وداعََا ياحبي)!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى