أرواح تزهق وغش يطغى
فضيحة العمرة والحج
✍️ د. ماهر بدر :
في الوقت الذي يتطلع فيه آلاف من كبار السن البسطاء إلى تحقيق حلم العمر بزيارة بيت الله الحرام، تظهر على السطح فضيحة مدوية تهز أركان المجتمع المصري. إن ما يحدث في ملف العمرة والحج من تجاوزات وغش متعمد من قبل بعض السماسرة والشركات الوهمية يشكل فضيحة بكل المقاييس، ويستدعي تحركًا عاجلًا من أعلى المستويات في الدولة .
لقد استغل هؤلاء السماسرة والشركات الوهمية عدم دراية البسطاء من كبار السن، الذين ادخروا أموالهم على مدى سنوات طويلة، لتحقيق حلمهم المقدس. هذه الفئة الضالة المندسة تعمل على تخريب وتشويه سمعة مصر، غير عابئة بما تتركه من آثار مدمرة على حياة هؤلاء الناس.
إن هذه الممارسات الجشعة أدت إلى مقتل العديد من الحجاج، ونحتسبهم عند الله شهداء. هؤلاء الناس دفعوا حياتهم ثمنًا لهذا الغش والخداع. هل يعقل أن تستمر هذه المأساة دون أن نتحرك؟ هل يمكن أن نغض الطرف عن ممارسات تزهق أرواح الأبرياء؟
تقع مسؤولية تأشيرات الزيارة على عاتق الأشخاص والشركات الوهمية التي تقدم هذه الخدمات بشكل مخالف للقانون. هناك تعليمات واضحة تفيد بأن حامل تذكرة الطيران بتأشيرة زيارة يجب أن تكون عودته قبل موسم الحج، وهذا ما يتم الإقرار به على البوابة الإلكترونية.
المشكلة تتفاقم بسبب تصرفات بعض الشركات التي تصدر باركودات لعدد كبير من الأفراد بنفس تواريخ السفر، مما يشير إلى تنظيم برامج عمرة أو حج بشكل يخالف ضوابط الوزارة. هذا التصرف يستوجب عقوبات صارمة، خاصة أن بعض الشركات تجاوزت ألف باركود، مما يعكس مدى الفوضى والإهمال الذي يطال حياة الكثيرين.
إننا نطالب الدولة بالتدخل الفوري لوقف هذه التجاوزات ومعاقبة كل من يثبت تورطه في هذه الجرائم. يجب أن يعود الحق لأصحابه، وأن يُحاسب كل من تورط في هذه الجريمة التي أودت بحياة العديد وتسببت في تشريد وإحباط الكثيرين.
نهيب بجميع وسائل الإعلام الشريفة أن تتبنى هذه القضية وتسلط الضوء عليها لتصل إلى أعلى مستويات الدولة. كما نطلب من كل من يشاركنا هذا الرأي أن ينشروا هذا الطلب على صفحاتهم لعموم النشر والانتشار.
إن أرواح الأبرياء في أعناقنا، وعلينا أن نتحرك الآن قبل أن تقع المزيد من المآسي.