*وكانت المفاجأة الأكبر!*

✍️ صالح الريمي :

هل ضاقت بك السبل؟ هل تقطعت بك الطرق؟ هل بحث ولم تجد معين ولا ناصر ولا ملجئ أو مأوى؟ هل أنت خائف؟ هل تعاني الألم؟ هل أنت مريض تريد الشفاء؟ هل أنت مبتلى وتريد العافية؟ هل أنت فقير وتريد الكفاف؟ هل تبحث عن وظيفة؟
مهما ضاقت بك السبل، وأظلمت عليك الطرقات، وأُغلقت أمامك الأبواب، تذكر قوله تعالى: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ)، وقوله: (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا)..
الدعاء عبادة لا تنقطع، وسقيا للروح، وغيث للقلب، وبه أعمالٌ ترفع وحياةٌ تهنأ؛ فالنفس حين تنبض بالدعاء، ترقد بين رحمة الله، وتستقيم ولا تندثر ولا تنحرف، والدعاء هو قرب من الله عزوجل، كما قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).

أنقل لكم قصة عشت أحداثها لحظة بلحظة عندما كنت زائرًا لليمن السعيد، والقصة لأحد الأصدقاء حيث كانت زوجته حاملًا في الشهر التاسع، واختبرتها دكتورة النساء والولادة أن وضع الطفلة بالجنب، وأنه لابد من الولادة القيصرية، وأن الطفلة ضعيفة جدًا وهناك خطر على حياتها وستحتاج إلى حضانة قد تمتد لأسبوعين أو أكثر، يقول الزوج: أخذت زوجتي إلى أربع مستشفيات فاقروا جميعًا ما سبق، وأن الولادة لابد أن تكون في خلال يومين وإلا سوف تكون هناك خطورة كبيرة على حياة الأم والطفلة..
فعدت بزوجتي الى المنزل الساعه 11 مساءً وكلي هم وغم أفكر في تكلفة الولادة القيصرية والحضانة، فلم تفلح حساباتي لتوفير سيولة كافية، ولم يكن معي المبلغ الكافي للولادة والحضانة، ولم أجد أحد يسعفني بأي مبلغ سلف إلى أجل.

وعندما ضاقت بي السبل ولم أجد ملجئ إلا إلى الله عزوجل، صليت ركعات بخشوع ودعوت الله أن يفرج همي وكربتي وتولد زوجتي بخير بدون عملية وحضانة، وفي الصباح الباكر خرجت لعملي، بعدها بساعة جاءني إتصال من المنزل أن أحضر حالًا فزوجتي تعاني من إعياء شديد، فجئت وأخذتها إلى المستشفى وادخلتها إلى دكتورة النساء والولادة التي أخبرتني باستحالة الولادة الطبيعية ولابد من العملية القيصرية..
واثناء الحديث معي جاءت الممرضة مسرعة تقول للدكتورة: أبشرك نصف رأس الطفلة قد خرج بالفعل، وتمت الولادة طبيعيًا ولم يستغرق الأمر أكثر من عشر دقائق، بعدها قالت الدكتورة لي: إنني في ذهول واستغراب بشدة، متسائلة كيف حدث هذا؟

وكانت المفاجأة الأكبر أن الطفلة بحالة جيدة جدًا ولا تحتاج إلى أى علاج سوى قطرة وسط ذهول الطبيبة المعالجة والطاقم الطبي في المستشفى، فقد قرروا قبل 8 ساعات باستحالة الولادة الطبيعية واستحالة الانتظار لأكثر من 48 ساعة وإلا فالموت المحقق للأم والطفلة، سبحان الله من بيده كل شيء، في ساعات تغير كل شيء من ولادة قصيرية وحضانة إلى ولادة طبيعية بدون حضانة، انتهت القصة.

*ترويقة:*
فإلى صاحب الحاجة الذي أصابته اللأواء، وأضرت به الأدواء، ويئس من الشفاء، إلى من ركبته الديون، ولاحقته من أهلها العيون، فلم تهدأ له جفون، واصبح يهذي كالمجنون، إلى من أغلقت في وجهه الأبواب، وتجمعت في طريقه الصعاب، وتركه الأصحاب والأحباب، وبات في هم واكتئاب، وقلق واضطراب، إذا انقطعت الحبال فلا ملجأ إلا إليه سبحانه وتعالى.

*ومضة:*
قال عليه الصلاة والسلام: (إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ أَنْ يَرْفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ، فَيَرُدَّهُمَا صِفْرًا).

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى