قصة من الواقع الجزء الثالث
بقلم الكاتبة /
دكتورة لبني يونس
ليلتها سهرنا للصبح ف أوضة المستشفى نتكلم و نفتكر مواقف ونضحك شوية وشوية نحكي ونفتكر ناس فارقناهم ونبكي
حسيت ساعتها أنها كل عيلتي ومش بس امي
ماكنش ليها غيري وانا كمان ماعرفش في الدنيا غيرها
بس انتهبت
اننا بنعيش مشاعر وأحاسيس مش بتعتنا احاسيس فرضتها علينا عادات وتقاليد مجتمع حكم عليها مسبقا وفرضها علينا نعيشها زي ماهو عايز وزي ماهو شايفها
لو ماكنش اللي حواليا وانا طفل زرعو فيا مشاعر مسبقة بالكراهية كان ممكن كل السنين دي عشت معاها حياة أفضل ليا وليها
لكن للاسف
المجتمع والناس حوالينا بتفرض علينا ازاي نتعامل والمفروض نحب مين ونكره مين
لما امي ماتت وكنت طفل صغير مش فاكر معظم تفاصيل حياتي معاها لكن عشت حزين جدا علي فراقها
عشت محروم في الوقت اللي كان فيه ادامي ام بمعني الكلمة وعمرها ما قصرت في حقي عاشت معايا عشرين سنه
لكن الأفكار والعادات الغلط خلتني اخد منها موقف مسبق
و لازم اعيش حزين علي اامي واحب بابا اللي مش فاكر غير أنه كان طول الوقت غايب
ليلتها بس حسيت إني عمري ما كنت محروم من آلام !
أنا بس كنت غبي ومش فاهم ومش عايش الواقع ولا حاسس بيه و متساق للمجتمع اللى فرض عليا أحب مين وأكره مين ….
صحتها اتحسنت وخرجنا
من المستشفى و رجعنا البيت ورجعت اعيش معاها و كملنا جلسات العلاج
قربنا من بعض اكتر أو بمعني آخر أنا سيبت مشاعري و نفسي أقرب منها وهي طول عمرها قريبة مني .
عرفتني علي حبيبتي وخطبتهالي و حددنا ميعاد الجواز كانت بتعمل كل حاجة وبتحضر لي كل حاجة بين جلسات العلاج وزيارات الدكتور مبتقفش…..
وفي يوم تاني بعد كام سنة
جالي نفس التليفون جريت على المستشفى بس بخوف اكبر من المرة اللي فاتت
دخلت عليها و طلبت مني إني أحلها من الوعد اللي وعدته ليا لإنها تعبت ومحتاجة خلاص ترتاح ومش هاتمشي إلا لما اسمحلها ،،،
رميت نفسي ف حضنها لأول مرة في حياتي وبكيت بكاء انسان بيفقد كل عيلته
وحليتها من وعدها.
ماتت بعدها بيومين ….
واتجوزت أنا بعد موتها بشهرين..
بعد سنة كان معايا بنوتة شايلة إسمها إسمها اللى ماكنتش بناديها بيه بقيت بنادي عليه طول اليوم.
بلاش نعيش حياة ومشاعر اتفرضت علينا
عيشوا الحياه اللي نفسكم تعيشوها
وبس ،