قصة من الواقع
جزء ثاني
✍️ د. لبني يونس :
فجأة بابا مات والبيت فضي عليا و عليها و حسيت إن وجودي معاها غلط ومالوش لازمه مع أن الموضوع مافرقش كتير
عن وقت وجود بابا اللى مكنش موجود معظم الوقت ……
قولتلها انا ماشي
وهاسيب البيت هاخد شقة تانية ،
ساعتها شفت في عنيها نظرة حزن مش ممكن انساها
لكنها قالتلي اعمل اللي في راحتك واللي يعجبك بنبرة استسلام .
اخدت شقة فعلا كانت قريبة وفي نفس الحي وابتديت اخد حاجتي من بيت بابا علي دفعات …..
وفي مرة دخلت البيت ملقتهاش موجودة
ودي كانت أول مرة تحصل من ساعة مادخلت بيتنا اني ادخل البيت ملقهاش
شوية ولاقيت الباب بيتفتح و هي داخله شكلها تعبان سألتها مالك سكتت وقالت بخير الحمدلله ، صممت اعرف فيها ايه وبعد إلحاح مني عليها
وبان عليا القلق والخوف عرفت من الورق والروشتات والتحاليل اللي كانو في أيدها
إنها عندها سرطان😭 و بدأت بالفعل رحلة علاج من فترة وإن صحتها بتتدهور.
اللحظه دي كانت فارقة جدا في علاقتي بيها وحسيت بالخوف وإحساس لأول مرة في حياتي احسه
تابعت معاها مواعيد زيارة الدكتور رغم رفضها بشده في البداية لكن بأصرار وتصميم مني وافقت …
وقالتلي كلمة فعلا وجعتني إني مش مضطر أعمل حاجة زى كده عشانها ( أنا مش أمك )💔
كلمة قاسية !
جملة كانت قاسية و رغم تعبها وشدة احتياجها لوجودي ومساعدتها كانت نفسها عزيزة وبتداري عشان ما تحملنيش همها
ومقدرتش تقاوح كتير.
روحنا للدكتور واتكررت الزيارات للدكاترة وجلسات العلاج وتدهور حالتها بيزيد لحد ما ف يوم جالي تليفون من جارتنا إنها اتنقلت للمستشفى جريت عليها و لأول مرة أفكر إنها ممكن تموت واتحرم منها وانا اللي ماليش في الدنيا بعد ربنا غيرها ….
واول ما استقرت حالتها وقدرت أدخلها وأول ما عيني جت في عينها وقعت عليها ولاقتني منهار وبقولها جملة واحدة بس:
(أنا معرفش غيرك ام
في الدنيا ومش عايزك تسبيني وتموتي)
شفت ف عينيها نفس النظرة اللى شفتها يوم لما سيبت البيت فيها حزن بس المرة دي كانت مع ابتسامة ابتسامة باهتة ووعد منها أنها عمرها ما هاتفارقني وأنها هتفضل معايا.
ليلتها سهرنا للصبح ف أوضة المستشفى نتكلم و نفتكر مواقف ونضحك شوية وساعات نحكي ونفتكر ناس فارقناهم ونبكي
حسيت ساعتها أنها كل عيلتي ومش بس امي
ماكنش ليها غيري وانا كمان ماعرفش في الدنيا غيرها
_يتبع_