عبقٌ من الماضي
✍️ أحمد بن محمد زقيل :
على جذوة الأشواقِ أسرى خياليا
أعاد ليَ الذكرى وقد كنتُ ناسيا
رعا اللهُ أياماً توارت بصفوها
وقد كان ماقد كان حبّاً .. تآخيا
قضينا بها الأوقاتَ أُنساً وسلوةً
ولُذنا بحلو العيشِ … رمنا التدانيا
تسامت بها الأرواحُ عن كلِّ شبهةٍ
فلا ذاكَ منبوذاً ولا ذاكَ جافيا
ولا ذاك يحوي الحقدَ والبغضَ قلبُهُ
نفوسٌ بماءِ الطهرِ زادت تصافيا
وكنَّا إذا لاحت لدى الأفقِ غيمةٌ
إلى مشتلِ المرعى نسوقُ المواشيا
ونحملُ زاداً من حقينٍ ( وويكةٍ)
وخبزٍ … ومااشهى فطورَ الموافيا
أحنُّ إلى المحراثِ يفري لأرضنا
وريٍّ بماءِ المزنِ يحيي المراعيا
نزارعُ في شوقٍ ليأتي حصادنا
ومن ضفّةِ الوديانِ نجري السواقيا
أحـنُّ لأنسـامٍ تراقصُ أيكـنا
وصوت خرير السيلِ ينسابُ جاريا
وبعد انقضاءِ الغيثِ تبدو طراوةٌ
فأسـرحُ نشـوانَ الفؤادِ وساليا
وتحتَ ضياءِ البدرِ يحلو اجتماعنا
وفي غمـرةِ الألعابِ نلهـو لياليا
بيوتٌ ألِفناها من السَّعْفِ عُمِّرتْ
ومرخٍ وعودُ الأثلِ باتت سواريا
فلا شيءَ بين الدارِ يبدو( كعشّةٍ )
ضياها فوانيسٌ تنيرُ الحواشيا
وفي جوفها نرتاحُ بين ( قعادةٍ )
وفيها يكون النومُ راحاً وهانيا
حنانيك إن الشوق قد هدَّ خافقي
فلا اليوم مثل الأمس يُحيي النواحيا
ولا الحبُّ مثل الحبِّ أو ظلَّ نصْفُهُ
ولا الناس مثل الناسِ حازتْ معاليا
حنينٌ إلى الماضي ولاشيءَ صُغتُهُ
سوى بعض تِذكارٍ تراءتْ أماميا