رائج

لقاء الفرقاء الأوكران والروس في حوارين منفصلين قبل مؤتمر سويسرا للسلام بأوكرانيا.. السفير الأوكراني: نسعى للسلام ووقف الحرب.. وسفير المهام الروسية: المؤتمر سيفشل دون حضورنا

أيمن عامر

 

تنظم دولة سويسرا قمة السلام الأولى لأوكرانيا في منتجع بورغنستوك في 15 و16 يونيو الجارى ، وسط استمرار الحرب الروسية الأوكرانية للعام الثالث على التوالى.

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

وأكدت حكومة برن، أنها وجّهت دعوات للمشاركة إلى 160 دولة لا تشمل روسيا. فيما رفضت الصين والسعودية حضور المؤتمر حتى الأن بسبب عدم دعوة روسيا .

تسعى أوكرانيا لتفعيل ما يسمى بـ”معادلة زيلينسكي للسلام” التي تتضمن الرؤية الأوكرانية لإنهاء الحرب مع روسيا.

وأكدت روسيا، أنها لن تحضر المؤتمر حتى في حال توجيه الدعوة إليها، مشيرة إلى أن أي مبادرة للتسوية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الواقع على الأرض، مؤكدة أن “معادلة زيلينسكي” المذكورة “منفصلة عن الواقع”.
وفى ظل استمرار الحرب المسلحة والدبوماسية والإعلامية بين روسيا وأوكرانيا.

 

جريدة (الآن) انفردت بإجراء حوارين منفصلين، فضلت نشرهما معا للحياد ورغبة في توقيع السلام، ورفضا لبث حوار قبل قرينه، في لقاءات صحفية مع الدبلوماسى روديون ميروشينك سفير المهام الخاصة بوزارة الخارجية الروسية والسفير ميكولا ناهورنى سفير أوكرانيا بالقاهرة، وذلك قبل انطلاق مؤتمر سويسرا للسلام بأوكرانيا بأيام ، للتعرف على وجهتى نظرهما للمؤتمر ومطالبهما للسلام ووقف الحرب وترسيخ السلام والتعايش المشترك بين الدولتين الجارتين.

 

أوكرانيا تبحث عن السلام القائم على استعادة ما قبل تطورات القرم وروسيا تريد توقيع التطورات.. والحرب تستمر في حصد الأرواح

 

فرقاء الحرب الروسية الأوكرانية يلتقون على صفحات “الآن” في الذكرى الثانية للمواجهات.. سفير روسيا: نشن حربا دفاعية وعادلة.. وسفير أوكرانيا: نسعى للسلام مقابل أراضينا

 

وأليكم نص المقابلتين والتى تبدأ بمقابلة الدبلوماسى روديون ميروشينك سفير المهام الخاصة بوزارة الخارجية الروسية

سفير المهام الخاصة الروسي: مؤتمر سويسرا سيفشل لعدم دعوة روسيا
نعمل على إعادة التوازن الدولى المتسم بالعدالة والسلام
إضطررنا للحرب بأوكرانيا بعد فشل الحلول السلمية
سيحل السلام عندما تتحقق الأهداف التى حددها روسيا قبل العملية العسكرية

 

أنتقد الدبلوماسى روديون ميروشينك سفير المهام الخاصة بوزارة الخارجية الروسية ، اطلاق سويسرا مؤتمر للسلام فى أوكرانيا بدون دعوة روسيا . مؤكداً أن المؤتمر سيفشل بسبب عدم دعوة روسيا وأيضاً رفض عدد من دول العالم حضور المؤتمر منهم الصين والسعودية حتى الأن ، معلناً ، سيحل السلام عندما تتحقق الأهداف التى حددها روسيا قبل العملية العسكرية الخاصة . مشيراً روسيا تسعى لإعادة القطبية الدولية وأن مصر ستكون طرفا قويا فى النظام العالمى الجديد الذى يجرى إعداده حاليا، والذى يضمن تحقيق الثقل اللازم لإعادة التوازن العالمى لتنفيذ مصالح الشعوب ، معلنا زيارته للقاهرة لتوضيح الحقائق للإعلام المصرى والدولى ، قائلاً أن دخول موسكو الحرب الروسية بأوكرانيا كان إضطرارياً بعد فشل كل المحاولات السلمية بهدف حماية الأمن القومى الروسى ،
وإلى نص المقابلة

فى البداية ما سبب زيارتك لمصر؟
** حرصت على المجىء للقاهرة ولقاء المثقفين المصريين لتوضيح حقائق الحرب الروسية الأوكرانية علانية ، والهدف الرئيسى من زيارتى لمصر هو نقل الحقيقة للمصريين ومن قلب الإعلام المصرى ، وخاصة أن بين روسيا الاتحادية ومصر علاقات تاريخية واستراتيجية وهناك صداقة أخوية بين الشعبين الشقيقين والرئيسين الزعيمين بوتن والسيسى ، ولذلك جأت لمصر لنقل الحقائق ، هناك أمور تحدث على الأرض ، ولكن تنقل إلى الرأى العام بشكل مختلف ، ولذلك جأت للقاهرة ومعى معرض للصور والفيديوهات التى توثق الحقائق بتواريخها ومواقعها وأسبابها من أرض المعركة . العالم الأن يتحالف لكى يكتب الحقيقة الموجودة على الأرض لكى يراها الضمير العالمى بعينه وهذا هو الهدف الرئيسى لنقل الحقيقة للمثقفين المصريين .

ونؤكد أن مصر ستكون طرفا قويا فى النظام العالمى الجديد الذى يجرى إعداده حاليا، والذى يضمن تحقيق الثقل اللازم لإعادة التوازن العالمى لتنفيذ مصالح شعوبنا. خاصةً بعد إنضمام القاهرة الى تجمع بريكس الإقتصادى الذى يعد خطوة كبيرة نحو تحقيق هذا النظام العالمى الجديد، فالقوة التى إكتسبها تجمع بريكس الذى يعد فى حقيقته أقوى من تجمع دول السبع الكبرى، حيث تحرص مجموعة الدول الأعضاء على تكوين نظاما نقديا وتجاريا خاص بهم للوقوف فى وجه سيطرة الولايات المتحدة على النظام البنكى العالمى وتأثيرها السلبى على المنظمات الدولية، وخاصة المالية بهدف إستخدامها طواعية للضغط على الدول التى لا تسايرها ولا تتفق معها فى توجهاتها التدميرية التى لحقت بعدة دول عربية فى الشرق الأوسط وحاليا اوكرانيا، وذلك بعد تضرر روسيا من خروجها من نظام الدفع النقدى العالمى “سويفت” وفرض العقوبات عليها من أجل دفعها لإتخاذ قرارات فى غير صالح شعبها.
ونشدد على الدور المتنامي لمراكز القوى الجديدة الناشئة، بما في ذلك دول الشرق الأوسط وأفريقيا. والتشديد على أهمية تعزيز التفاعل بين روسيا ومصر في ظروف دولية سريعة التغير الحالية، بما في ذلك في إطار المنصات المتعددة الأطراف المختلفة مثل مجموعة البريكس، حيث تترأسها روسيا في عام 2024.

 

هل تسعى روسيا لإعادة التعددية الدولية من جديد ؟

** لابد من خلق نظامًا عالميًا تتوازن فيه القوى وتتعاون وتتفق سياساتها الخارجية مع بعضها البعض، ولا ينبغى عدم السماح لقوة واحدة للهيمنة على العالم وتصبح شرطيًا للعالم وتترك العنان لدول بعينها أن تفعل ما تريد دون محاسبة، كما لا تسمح للشعوب بتحديد مصيرها حسب غاياتها وأهدافها كما حدث مع شعبى جزيرة القرم ودونيسك والذى يعد إنتهاكا للإعلان العالمى للأمم المتحدة، ومن المتوقع أن ترأس روسيا إجتماع مجموعة البريكس المرتقب ساعية لدعم مراكز قوى الدول الإقليمية فى الشرق الأوسط وإفريقيا.

 

*هل هناك مطالب روسية من الرئيس السيسى والدولة المصرية ؟

** ما ننتظره من الحكومة المصرية والشعب المصرى والقيادة السياسية المصرية فقد تفهم فهم حقيقى للوضع الحالى للعملية العسكرية بأوكرانيا وما يحدث على خط التماس ، فقد نريد إعلام الجانب المصرى بحقيقة الوضع الحالى وهو من سيقيم موقفه ، باعتبار أن مصر دولة ذات باع كبير سياسي ، مصر دولة ذات سيادة ، نحن لا نملى شروط على أحد كما تفعل دول أخرى ، ولا نعاقب أو نعمل بسياسة الثواب والعقاب ، ولكن نحن فقد ننقل لأصدقائنا المصريين الحقائق ، ونحن ننتظر النتائج .
ليس من المنهج الروسى إملاء أية أمور على أى شخص أو طرف أخر ، ولا نملى على أى طرف مواقف مسبقة ، فقد ننقل المعلومات الصحيحة والحقيقية غير المزيفة ، وعلى الحكومة والقيادة المصرية أن يدركوا المعلومات الصحيحة لكى تتخذ القرارات المناسبة ، هذا فقد ما ننتظره من اصدقائنا من الجانب المصرى .

*كيف تصف الأوضاع العسكرية للحرب الروسية الأن فى الأراضى الأوكرانية ؟
** نحن الأن متفوقين على الجانب الاستراتيجى للجبهة الأوكرانية ، الجيش والقوات المسلحة الروسية حققوا كل الأهداف الاستراتيجية التى حددها القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس الروسى فلادمير بوتين ، ويتم تنفيذها الأن بشكل حاسم على الجبهة الأوكرانية .
تتقدم القوات الروسية الأن بكل ثبات على الجبهة الأوكرانية ، لكى تنفذ هدف رئيسى هو حرمان القوات المسلحة الأوكرانية من إمكانية التوسع شرقاً لكى لا تستطيع أن تستهدف مدن مليئة بالسكان على الأراضى الروسية مثل بلجراد ، دانتس ، لوجانس ، خير سون والمدن الأخرى وعلى هذا الأساس نحن نحافظ على المصالح القومية الروسية .
الغرب يستغل النظام الأوكرانى لكى يشكل ضغطاً على الحكومة والشعب الروسى ويشكل تهديداً على الأمن القومى الروسى .

*هل الحرب روسية أوكرانية فقط أم روسية غربية ؟
**الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا هى مجرد غطاء لحرب أمريكية غربية بالوكالة ضد روسيا، ما يحدث فى أوكرانيا وما يحدث للشعب هناك لا يهم الولايات المتحدة كما يهمها مصالح باقى الشعوب الأوروبية التى تورطت فى هذه الحرب بدافع من واشنطن وعلى رأسها ألمانيا التى تموّل نظام كييف بالمليارات التى وصلت حتى الأن مجتمعة 200 مليار دولار فى مواجهة 48 مليار من روسيا، الأضرار البالغة التى تلحق بالشعب الألمانى وغيره من شعوب الدول الغربية التى تقطتع من أقوات شعوبها لتمويل نظام أوكرانيا لإطالة أمدها لأطول فترة ممكنة ولا يهمها فى نهاية الأمر مصير الشعب الأوكرانى .

*لماذا لم تلجأ روسيا للطرق الدبلوماسية والسلمية لتحقيق أهدافها بدلاً من الحرب ؟
**لقد حاولنا مراراً وتكراراً أن نحل هذه الأمور ليس بالخيار العسكرى ولكن عن طريق التفاوض والخيار السلمى ، لكنهم لم يعطونا هذا البديل . فلم يستمعوا لنا ولم يعطونا الفرصة لكى يتم التفاوض للوصول إلى حل سلمى ، وعلى هذا الأساس لم يكن أمامنا أى خيار أخر أمام الجانب الروسى غير الحرب ، وعلى هذا الأساس سيكون الهدف من هذه العملية العسكرية هو نزع سلاح النظام الأوكرانى بشكل كامل ، كى لا تكون هناك دولة تشكل تهديداً على المصالح الروسية أو على مصالح أى دولة أخرى ، بمعنى يجب أن تكون أوكرانيا دولة غير مهددة للأمن القومى الروسى مستقبلاً .

*سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى زار مصر وتحدث من قلب جامعة الدول العربية والتى طرحت مبادرة السلام العربية للأزمة الروسية الأوكرانية كما طرحت بكين الوثيقة الصينية التى تطالب بالعودة لحدود عام 2014 ،فكيف ترى روسيا مبادرات السلام تلك ؟
** على مدى عشر سنوات دخلت روسيا أكثر من شكل من أشكال التفاوض للوصول لحل سلمى ، وفى كل مرة لم تعترض أو ترفض موسكو الدخول فى مفاوضات جديدة للوصول لحل سلمى عادل للقضية ، وقد قررنا أكثر من مرة على مدى عشر سنوات ، إذا لم تستمعوا لنا الأن ، سوف تكون الحلول أصعب وأصعب مع مرور الوقت وستكون الحلول المعروضة أسوأ بالنسبة للطرف الأوكرانى .

فى عام 2014 قابلنا بحل بهذا الشكل لكنهم رفضوه ، نحن الأن فى 2024 لا يمكن العودة لأية مبادرات قديمة مرت عليها عشر سنوات ، لقد تم عمل تصويت شامل لكل شعوب جمهوريات لوجانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون وقد صوتوا أولا للحصول على الاستقلال ومن ثم للانضمام للأراضى الروسية ، لقد تم ذلك وفقاً للدستور ووفقاً للقانون الدولى ، من الصعب الأن أن نرمى مثل تلك القرارات وتقرير المصير لهؤلاء الشعوب فى عرض الحائط

*فى ظل عقد سويسرا لمؤتمر السلام لأوكرانيا , هل هناك فرصة للتوصل إلى محادثات سلام بالرغم من عدم دعوة روسيا للمؤتمر ؟
** بكل بساطة لن تكون هناك أى مبادرات جادة تقر الأن فى سويسرا لإقرار السلام فى أوكرانيا فى ظل عدم وجود روسيا . لن تكون هناك أى حلول ، هذه فعالية دعائية – بروباجاندا – لها أهداف أخرى ، ولا تستهدف وقف إطلاق النار وإحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا ، أى دولة ستشارك فى مثل هذه الفعالية ، يجب أن تسأل نفسها سؤالاً مهماً ، هل تستهدف الفعالية إقرار السلام بين روسيا وأوكرانيا أم لا ، وما هو الهدف الرئيسى من السفر لمثل تلك الفعالية ، أظن أن الهدف هو إعطاء قوة أو شكل من أشكال الشرعية لنظام كييف وإظهار أنه مازال ثابتاً وقوى ، وقد يكون أحد الأهداف الأخرى هو حشد الدعم المالى والتمويلى لتسليح الجانب الأوكرانى ، قد يكون حشد تحالف جديد وإدخال أعضاء جدد لدعم نظام كييف ، لكن لن تؤدى مثل تلك الفاعلية أو هذا المؤتمر بأى شكل من الأشكال إلى إحلال السلام فى أوكرانيا .

*إذن ما رؤية روسيا الخاصة لتحقيق السلام ؟
** سيحل السلام عندما تتحقق الأهداف التى حددها روسيا قبل العملية العسكرية الخاصة ، والتى لم يوافقوا على حلها بالطرق السلمية ، واضطرننا إلى الطريق الحربى ، إذا حققوها بالطرق السلمية ، سيحل السلام ، فحين تتوقف أوكرانيا عن سعيها إلى الإنضمام للناتو ، و حين تتوقف أوكرانيا عن الحصول على تلك المساعدات العسكرية لتهديد أمن روسيا ، سيحل السلام ، وحين يتوقف الغرب عن دعم أوكرانيا بالسلاح والعتاد والزخائر كى لا تستمر إراقة الدماء فى تلك الجبهة مع روسيا ، وحين يتوقف النظام الأوكرانى عن نزعته النازية وأن يتم تقديمهم للمحاكمة العادلة ، فقط حين يتحقق ذلك ، سنستطيع دون إراقة الدماء ، أن يتم وقف إطلاق النار ويحل السلام بين الدولتين ، ونحافظ على حياة مئات الألاف من الأرواح بين الطرفين ومئات الألاف من الأشخاص الذين يتم تعبئتهم الأن فى أوكرانيا وأرسالهم مباشرةً لكى يموتوا على الجبهة

*كيف ترى انضمام فنلندا وبولندا إلى حلف الناتو ؟
** دخول فنلندا الى حلف الناتو ومن قبلها بولندا واللتان تجمعهما حدودا مع روسيا يخالف الإتفاق الروسى الأمريكى والأوروبى الذى يحظر إمتداد حلف الناتو من ضم دول على حدود روسيا، والذى يسمح بحشد قوات الحلف على حدود روسيا التى حذرت من قبل من إندلاع حربا وصداماً مع جاراتها الأوروبية وهو ما يجنى ثماره الجميع الأن.

*أوكرانيا تقول أنه قتل مئات الألاف من الجنود الروس فى جبهات الحرب ، هل هذا صحيح ؟
**هذا كذب ؟
*الغرب يقول أن الحرب الروسية هى اعتداء على سيادة دولة جارة وانتهاك للتعايش المشترك وحسن الجوار، كيف ترد روسيا على ذلك ؟
** كيف تستطيع أن تصف دولة بأنها ذات سيادة وهى دولة تعيش على الموارد من دول أخرى ويتم تمويلها وتسليحها لكى تهدد مصالح دولة أخرى ، عن أى سيادة يتحدثون .
لماذا لا تعتبرون أن تلك الجمهوريات الوليدة ، لوجانسك ودونيتسك ، تلك الدول التى بالفعل حصلت على استقلالها ، وهى دول أيضاً ذات سيادة وهى من قامت بتوقيع اتفاقيات الدعم المشترك أو الصداقة مع روسيا لكى تقوم روسيا بحمايتها ، أليست تلك الدول ذات سيادة ؟
حتى تستطيع أن تقارن ويكون لديك مقاربة عادلة بين المواقف ، قارن ما يحدث هناك بما يحدث الأن فى قطاع غزة
أوكرانيا بنفس المنطق ، ما يحدث على حدودكم ، دولة أرادت بدعم أوروبى وغربى أن تقوم بتدمير تلك الجمهوريات وتسويتها بالأرض دون أن يتم عقابها أو إلحاق المسئولية بها وبصمت مطبق من كل دول العالم .
لكن روسيا على الرغم من تلك العقوبات التى تعرضت لها قررت أن تدعم تلك الجمهوريات ويجب أن نكمل تلك العملية العسكرية حتى تحقق أهدافها .

*هل هناك مخاوف من اندلاع مواجهات عسكرية بين الصين وأمريكا إثر الدعم الإمريكى لتايوان؟
** على مدى سنين طويلة الولايات المتحدة الأمريكية تعلمت ألا تدخل فى حرب بنفسها ، لأنها علمت جيداً أن تلك الحروب التى تقوم بها بنفسها ، فى أكثرها سيكون بها خسائر كبيرة لها ، هى دائما ما تدخل حروب بالوكالة ، هناك صراعات كثيرة تقوم هى بتأجيجها ، وتصنع قلاقل داخل دول لكى تتخلص من أنظمتها ، لكن الولايات المتحدة الأمريكية لن تحارب مرة أخرى وجهاً لوجه ،

دائماً ما كانت الولايات المتحدة الأمريكية هى من تبادر بإثارة تلك القلاقل ، أو بالحروب مع الدول الأخرى ، لكن روسيا والصين دول مسالمة ، روسيا تهتم بمصالحها ومصالح شعوبها و تقوم ببناء دولها ، لا تتعرض بالهجوم على أى دول أخرى ، لكن حينما ترى أمراً غير عادل يجب عليها التدخل
*العالم الغربى فرض العقوبات على روسيا ثالث يوم الحرب الروسية الأوكرانية فى حين دعم الغرب الاحتلال الإسرائيلى فى حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة لمدة ثمانية أشهر ، كيف ترى هذا التناقض وهل تسعى روسيا لإعادة القطبية لإنهاء هذه الازدواجية ؟
** الفكرة حينما تنصب دولة نفسها الحكم و القاضى والشرطى وهى من تقرر من على حق ومن ليس على حق ، هذه هى أصل الأزمة التى نعانى منها الأن ، الحل والمخرج من تلك الأزمة هو أن تكون الأغلبية الصامتة فى العالم يداً بيد معنا ومع دول كبرى أخرى حتى ننهى هذه الهيمنة وأن يكون هناك عالم متعدد الأقطاب ، لم ينظر أى شخص فى العالم لما حدث قبل العملية العسكرية بأسبوع أو أسبوعين فى دونباس حينما قام نظام كييف بسحق هذه الجمهورية وقتل المدنيين فيها ، لم ينظر أى شخص أو يرفع صوته فيما يخص تلك المذابح . نحن نرى أنه من غير العادل ومن غير المقبول أن يكون هناك صمت على الاعتداءات الصارخة على القانون الدولى وعلى القانون الإنسانى . ونحن ضد فكرة الكيل بمكيالين وفقاً لطبيعة الضحية ، نحن ضد فكرة أن يفسر طرف من الأطراف من الجانى ومن المجنى عليه وفقاً لمعطياته ومنظوره الشخصى

*كيف ترى روسيا التناقض الأمريكى لقرارى المحكمة الجنائية الدولية عندما رحبت فى مارس 2023 بصدور قرار اعتقال الرئيس بوتين ورفضها الأخير لصدور قرار اعتقال نيتنياهو وغالانت ؟
** بشكل مختصر ، وجود محكمة تكون وظيفتها الرئيسية استخدامها كأداه للضغط بشكل من الأشكال على أحد الأنظمة ، حينما يكون هذا الضغط لصالح تلك الدولة ، ويضرب بنظير هذا القرار عرض الحائط عندما لا يكون هذا ليس فى صالحهم ، بهذا المحكمة الجنائية الدولية ليس لها جدوى لتحقيق العدالة الدولية بشكل جاد وحقيقى ، خاصةً إذا كان الهدف من إنشاء تلك المحكمة استخدامها كأداه سياسية ، فليس لها جدوى .
إذا كان هذا القرار ضد دولة فى أحد القارات وأريد أن أمارس ضغط عليها تستصدر المحكمة قرار ، لكن هناك دول أخرى تقوم بانتهاكات أكثر فزاعة منها ، وفى نفس الوقت لا أعترف وأرفض قرارها ضد تلك الدولة
وعلى هذا الأساس نحن ليست لدينا أية علاقات مع المحكمة الجنائية الدولية.

 

وإلى نص مقابلة سفيير كييف..

السفير ميكولا ناهورنى سفير أوكرانيا بالقاهرة :

نسعى للسلام وتحرير أراضينا ووقف الحرب والتعايش المشترك

ومن جانبه قال السفير ميكولا ناهورنى سفير أوكرانيا بالقاهرة ، أن القمة الأولى من أجل السلام فى أوكرانيا ستنعقد فى سويسرا ، 15 يونيو المقبل ، موضحاً أنه تم توزيع الدعوات من جانب دولة سويسرا إلى رؤساء وزعماء 160 دولة بجميع أنحاء العالم وعلى رأسهم تم توجيه دعوة للرئيس عبد الفتاح السيسى وذلك نظراً لأهمية الدور المصرى خاصة أن مصر دولة كبيرة عربية وأفريقية ولها تأثير إقليمى وريادى فى العالم ، وكذلك نظراً للجهود التى بزلتها مصر سابقاً فى اتجاه إحلال السلام العادل والدائم والشامل فى أوكرانيا

وأستطرد ميكولا ناهورنى ، نحن نتذكر المبادرات المصرية ومشاركتها مبادرة مجموعة الاتصال العربية المنطقلة من قبل جامعة الدول العربية وأيضاً نتذكر كلمة الرئيس السيسى فى قمة المناخ cob 28 فضلاً عن تصويت مصر فى الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعمة للسلام فى أوكرانيا ، وأيضاً مشاركة مصر فى المبادرة الأفريقية ، كما زار مصطفى مدبولى رئيس الوزراء أوكرانيا فى فى الصيف الماضى فى إطار المبادرة الأفريقية مع عدد من رؤساء الدول الأفريقية.

خلال حفل الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.. صالح موطلو شن: العلاقات المصرية – التركية شهدت تقارب كبير

*ما أهداف كييف لمؤتمر سويسرا للسلام بشأن أوكرانيا ؟

** أوكرانيا تسعى لإحلال السلام وتحرير أراضيها الوطنية ووقف إطلاق النار ، وقد أكدت أكثر من 80 دولة مشاركتها ونواصل العمل مع القادة ودعوتهم لحضور القمة .إن جهود الأغلبية العالمية هي أفضل ضمان للوفاء بالالتزامات. ونتمنى دعم قمة السلام بمشاركة قيادات العالم .
نحن نرفض فرض سياسة الأمر الواقع الاستعمارية للأراضى الأوكرانية ، فتلك سياسة القرصنة ، روسيا تريد احتلال أوكرانيا بالكامل ، إن ضم روسيا للأراضى الأوكرانيا لا يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة ولا أيضاً مع مبادى الشرعية الدولية ولا مع دور روسيا الاتحادية كونها عضو فى مجلس الأمن بالأمم المتحدة ، والمفترض أن تكون القوة الداعمة للسلام وليس قوة تمارس سياسة القمع والاحتلال .

المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام يعقد ندوة عن الاقتصاد الصيني

و قمة سويسرا للسلام بأوكرانيا تعد قمة تأسيسية وفى إطارها سيتم تشكيل الآليات الخاصة للسلام من خلال محاور رئيسية لصيغة السلام التى أرساها الرئيس زيلينسكى ، والمتعلقة بالأمن الغذائى والأمن والسلامة النووية وتحقيق العدالة وأمن الطاقة والمحاور الأخرى
*لماذا لم يتم توجيه الدعوة لروسيا لحضور المؤتمر ؟
** نحن نتوقع من القمة اتخاذ القرارات وتأسيس الآليات لتحقيق التقدم لمحاور السلام الرئيسية ونحن نعتقد أن هذه القمة تعد تأسيسية للقمة القادمة ، وفى القمة الثانية سيتم توجيه الدعوة لروسيا للمشاركة فيها .

*كيف تصف الأوضاع العسكرية على الأرض الأن ؟
** الأوضاع العسكرية على الأرض صعبة ، ففتحت روسيا فى الفترة الأخيرة جبهات جديدة وخاصةً فى منطقة خاركييف فى محاولة لإحداث التقدم فى هذه الجبهة الجديدة ، وهذا أكبر دليل أن روسيا لا ترغب فى إرساء السلام ولكنها تريد فرض شروطها على أوكرانيا والمجتمع الدولى فى محاولة لاستسلام أوكرانيا وهذا لن يحدث أبداً .

سفير تركيا، قررنا الاستثمار بمصر كبوابة لأفريقيا والشرق الأوسط والعالم بمنشأ صنع فى مصر، 500 مليون دولار استثمار تركى بمصر وستتضاعف بقدوم 240 شركة جديدة

*قالت روسيا أنها دخلت الحرب بعد فشل الحلول التفاوضية والسلمية لحماية أمنها القومي، ما ردّك؟
** منذ عام 2014، أي بعد نشوب الحرب الروسية على أوكرانيا، جرت أكثر من 200 جولة من المفاوضات بين كييف وموسكو في صيغ مختلفة، بما في ذلك في صيغة نورماندي، كما تم التوصل إلى الاتفاق حول وقف إطلاق النار أكثر من 10 مرات. لكن الكرملين اعتبر جاهزيتنا، نحن والمجتمع الدولي، للمحادثات نقطة الضعف، واستغل تلك الفترة للتحضير للهجوم الجديد الواسع النطاق ضد أوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير 2022.
وحتى بعد بدء العدوان الواسع النطاق، دعت أوكرانيا إلى تسوية سلمية وعاجلة للصراع المسلح حول طاولة المفاوضات، مما يدل على ذلك اجتماع وزيري خارجية أوكرانيا وروسيا في تركيا. ولكن دعونا نكون صريحين فيما يتعلق بموضوع تلك المفاوضات: هل هي تدور حول إحلال السلام الحقيقي في أوكرانيا أو استسلامها؟ التنازلات الإقليمية الكبيرة، وفقدان السيادة في اتخاذ قرارات السياسة الخارجية، ونزع السلاح وتقليص القوات المسلحة إلى الحد الأدنى، والتخلي عن الهوية الوطنية – هذه ليست سوى قائمة غير كاملة من المطالب المتغيرة للجانب الروسي. ومن الصعب أن نجد دولة أو شعبا أو زعيما سياسيا يوافق على قبولها.
كانت أوكرانيا وروسيا طرفي المعاهدات الدولية المهمة، بما في ذلك مذكرة بودابست للضمانات الأمنية (مذكرة الضمانات الأمنية المتعلقة بانضمام أوكرانيا إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية) لعام 1994 ومعاهدة الصداقة والشراكة والتعاون لعام 1997، التي أكدت الاعتراف بحرمة الحدود الثنائية القائمة. وفي الوقت نفسه، فإن هذا لم يمنع الكرملين أبدا من القيام باستفزازات مستمرة ذات طبيعة سياسية، أو اقتصادية، أو طاقية، أو إعلامية ضد أوكرانيا، بغض النظر عن اسم رئيسها، والانتقال في النهاية إلى شن العدوان المسلح السافر.

*قالت روسيا أن انضمام أوكرانيا لحلف الناتو هدّد حدودها وهو ما تسبب في إطلاق الحرب على أوكرانيا، ما تقييمك؟
**إن السياسة الاقتصادية والاجتماعية غير الفعالة للحكومة السوفياتية سابقا أو الروسية حاليا، وهي عاجزة عن تحقيق مستوى المعيشة العالي للمواطنين العاديين، لا سيما القاطنين في المناطق الريفية والنائية، وتطوير مرافق البنية التحتية، وتحسين الخدمات التعليمية والطبية، تجعل جهاز الدولة يخلق عدوًا خارجيًا كبيرًا، تبرر الدولة من خلال وجوده ممارساتها المخطئة.
في غضون الحرب الباردة، أصبح حلف شمال الأطلسي (الناتو) خصمًا من هذا النوع، والذي تستخدم روسيا اليوم صورته “البعبعية” بنشاط. بعد أن خلقت الأوساط السياسية والإعلامية الروسية صورة المواطن الأوكراني كشخص جبان وغير مثقف، فضلاً عن ترويج شعار “سنستولي على كييف في ثلاثة أيام”، واجهت الآلة العسكرية الروسية في فبراير 2022 صمودا بطوليا وغير مسبوق للشعب الأوكراني – وجميع أبنائه وبناته من المواليد في أوكرانيا المستقلة، يستمر للعام الثالث على التوالي. بعد فشل الهجوم الروسي على العاصمة كييف وسلسلة من الهزائم الروسية المؤلمة في محافظتي خاركيف وخيرسون، وخسارة ما يقرب من 30% من الأسطول الروسي في البحر الأسود، لم تجد موسكو أي مبرر آخر سوى إعلان أوكرانيا منطقة نزاع مسلح بين روسيا وحلف الناتو من أجل إخفاء إخفاقاتها أمام أعين المجتمعين الروسي والدولي ومبادلة نجاحات قوات الدفاع الأوكرانية بإنجازات “المدربين والمرتزقة الغربيين”.
وفي الوقت نفسه، في سياق الحديث عن المخاوف الأمنية التي تروج روسيا باستمرار في وسائل الإعلام الأجنبية، تجدر الإشارة إلى التصريحات التي أدلى بها فلاديمير بوتين شخصيا، بأنه في بداية ولايته الرئاسية الأولى اقترح انضمام روسيا إلى الناتو، فضلا عن العضوية لمدة أكثر من 20-25 عاما في الناتو لكل من الدول الأعضاء السابقة في حلف وارسو ودول البلطيق المجاورة لروسيا وانضمام السويد وفنلندا (والتي تمتد حدودها المشتركة مع روسيا على أكثر من 1000 كم) مؤخرًا إلى الناتو. لم تسفر عضوية تلك الدول في حلف الناتو عن وقوع أي نزاع مسلح مع روسيا ولم يشكل أي تهديد لوجودها نهائيا. واليوم، على الرغم من الخسائر البشرية والمادية الوخيمة التي تتكبدها في أوكرانيا، إلا أنه لا تزال روسيا قوة عسكرية عظمى ذات ثالوث نووي، وهذا هو الأمر يلقي بظلال من الشك على العدوان المسلح المحتمل ضدها من جانب دول منفردة أو تحالفاتها.
من الواضح أن مسألة انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي ليست سوى ذريعة للجمهور المحلي والأجنبي لشن الحرب العدوانية وغير المبررة ضد أوكرانيا بهدف الاستيلاء على أراضيها ومواردها الطبيعية وتربتها الخصبة وقاعدتها التكنولوجية، والأهم من ذلك – سكانها.
في العقود الأخيرة، شهد الأوكرانيون التصرفات التدميرية الروسية الرامية إلى خلق النقاط الساخنة والتحكم بها وتجميدها في الفضاء ما بعد الاتحاد السوفييتي السابق – وهي ترانسنيستريا، وكاراباخ، وجورجيا وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. إن الضم غير الشرعي لشبه جزيرة القرم وإرسال مجموعات تخريبية روسية من قبل موسكو إلى محافظتي دونيتسك ولوهانسك في عام 2014 قد أدى إلى تغيير جذري في موقف الشعب الأوكراني تجاه علاقاته مع روسيا وحلف الناتو، وأصبح التكامل الأوروبي الأطلسي لأوكرانيا، المنصوص عليه في دستورها الوطني، أمرا مصيريا يوفر ضمانة قوية لبقاء أوكرانيا كدولة مستقلة في المستقبل.
*تقول روسيا أن التصويت في لوهانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون تم بموجب الدستور الروسي والقانون الدولي اللذين يعطيان حق تقرير المصير. كيف ترى ذلك؟
**إن تقديم مثل تلك الحجج ليس بمجرد مسرحية سياسية ودبلوماسية فقط، بل هو ازدراء مطلق إزاء الجمهور الأجنبي الذي يوجه إليه مثل هذا الخطاب، والذي ينكر الحقائق التاريخية والأحكام القانونية الأساسية.
تم إجراء ما يسمى باستفتاءات وهمية على أراضي مناطق معينة من محافظات لوهانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون في ظل ظروف السيطرة العسكرية الكاملة التي فرضتها عليها الدولة الروسية المعتدية، على غرار الوضع في شبه جزيرة القرم في مارس 2014، لا صحة لها بموجب القانون الدولي ولا علاقة لها بحقوق شعوب العالم في تقرير مصيرها وتعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي ومحاولة للاستيلاء على أراض أجنبية. وفي أكتوبر 2022 تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بشأن “السلامة الإقليمية لأوكرانيا: الدفاع عن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة” وذلك بدعم الأغلبية الساحقة من الدول، وبينها مصر الصديقة، يدين قيام روسيا بتنظيم استفتاءات مزعومة غير قانونية في مناطق تقع داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا. علاوة على ذلك، لقد أعلنت روسيا ضم حتى تلك الأراضي التي لم تحتلها أبدا، مثل مدينة زابوريجيا، أو التي حررتها القوات المسلحة الأوكرانية في خريف عام 2022، مثل مدينة خيرسون.
تقول القيادة الروسية دائما إن “روسيا ليست لها حدود” مستخدمة هذا الشعار من أجل تبرير سياساتها التوسعية.
للأسف الشديد، تحت ستار النداء إلى إنشاء النظام العالمي العادل تؤكد روسيا على أنها تفهم وتعترف بقانون القوة وليس بقوة القانون. ولذلك، فإننا ممتنون للغاية لجميع شركائنا على مساهمتهم القيمة في تعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا ودعم حقها المشروع في الدفاع عن أنفسنا.
ومن المفارقات أن روسيا تتظاهر بالاعتراف بحق سكان مناطق منفصلة ومختلفة في أوكرانيا في تقرير مصيرهم وتأسيس دويلاتهم، وتنكر هذا الحق على الشعب الأوكراني بأكمله وله تاريخ وثقافة وتقاليد سياسية تعود إلى قرون.
وعند الحديث عن حق تقرير المصير، لا يسع المرء إلا أن يذكر الحربين الضاريتين اللتين شنتهما روسيا ضد الجمهورية الشيشانية الشابة في التسعينيات من أجل قمع حق الشعب الشيشاني المسلم في تقرير مصيره، واتسمت تلك الفترة بطلوع نجمة فلاديمير بوتين في السماء السياسي الروسي.
وبالإشارة إلى الشعوب الأصلية التي تعيش على أراضي أوكرانيا وتتمتع بجميع الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية، ينبغي الحديث عن شعب تتار القرم المسلم، الذي قمنا في مايو 2024 بإحياء الذكرى الثمانين لترحيله القسري الكامل من موطنه على يد النظام الستاليني. ولسوء الحظ، فإن ممارسة القمع والاضطهاد التي تمارسها سلطات الاحتلال في شبه جزيرة القرم ضد شعب تتار القرم لا تتوقف حتى اليوم.
*موسكو تقول إن مؤتمر سويسرا للسلام في أوكرانيا دعاية ولن يحقق السلام خاصة وأنه لم يدع روسيا، فلماذا عدم دعوة الطرف الأخر ؟
**إن أوكرانيا وحدها، باعتبارها ضحية للحرب العدوانية التي تشنها روسيا، هي التي تملك الحق الأخلاقي الكامل في الشروع في المسار الذي يؤدي إلى إنهائها وفقا للقانون الدولي ومبادئ العدالة. نحن على استعداد للاستماع ومناقشة كافة المقترحات حول تسوية الحرب، ولكن نعتقد أن صيغة السلام التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هي الخطة الواقعية والشاملة الوحيدة لاستعادة سلامة أراضي أوكرانيا وضمان الأمن والعدالة للمجتمع الدولي برمته.
وتستند البنود العشرة لصيغة السلام إلى القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة (وهي: السلامة الإشعاعية والنووية، والأمن الغذائي، وأمن الطاقة، وإطلاق سراح جميع الأسرى وإعادة المرحلين قسرا، وتنفيذ ميثاق الأمم المتحدة واستعادة السلامة الإقليمية لأوكرانيا والنظام العالمي، وانسحاب القوات الروسية ووقف الأعمال العدائية، والعدالة، وحماية البيئة، ومنع التصعيد، وتأكيد انتهاء الحرب) ويعكس كل منها بطريقة أو بأخرى قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تم التصويت عليها، بما في ذلك بشأن “مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي يقوم عليها السلام الشامل والعادل والدائم في أوكرانيا” في 23 فبراير 2023.
ومن الممكن أن تشكل صيغة السلام الأساس ليس فقط لإنهاء الحرب العدوانية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، بل وأيضاً لإنهاء صراعات مسلحة أخرى على كوكب الأرض والتغلب على المشاكل العالمية.
*ما أجندة مؤتمر سويسرا للسلام بأوكرانيا ؟
**ستعقد قمة السلام العالمية الأولى لرؤساء الدول والحكومات في سويسرا في 15-16 يونيو، وستتناول ثلاثة بنود من صيغة السلام الأوكرانية: وهي السلامة النووية والأمن الغذائي والإفراج عن أسرى الحرب والأطفال الأوكرانيين المرحلين قسرا إلى روسيا. ونعول على مشاركة جميع القادة، الذين تمت دعوتهم ويحترمون مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، في قمة السلام العالمية. إن أوكرانيا، بالتعاون مع شركائها، تشكل سابقة لعقد قمة السلام ليس وفقاً لشروط الدولة المعتدية أو الدولة الوسيطة، بل وفقاً لشروط ميثاق الأمم المتحدة.
بالتزامن مع موجة جديدة من التصعيد الذي يشنه الجيش الروسي في اتجاه مدينة خاركيف وحشد المزيد من القوات الروسية على الحدود الشرقية لأوكرانيا وتكثيف القصف على البنية التحتية ومرافق الطاقة في أوكرانيا، تسعى روسيا إلى تعطيل قمة السلام العالمية في سويسرا عن طريق تشويه سمعة تلك الفعالية الدولية من خلال الرسائل والبيانات العامة والاجتماعات المغلقة، حيث تحاول روسيا إقناع الدول بعدم أهميتها، وكذلك تحاول إقناع دول محددة بعدم المشاركة في القمة وإقناع الدول التي أكدت مشاركتها في القمة بأن يكون تمثيلها بأدنى مستوى ممكن. كل تلك الجهود للدبلوماسية الروسية دليل ناصع على عدم رغبة موسكو في إجراء العملية التفاوضية على الأسس القانونية العادلة.
مع ذلك، لا نرفض مشاركة روسيا في المفاوضات رفضا باتا ويمكن دعوتها للمشاركة في قمة السلام العالمية الثانية في حالة موافقتها على خريطة الطريق التي سيجري العمل عليها بناء على مخرجات القمة الأولى في سويسرا.
*روسيا تقول سيحل السلام حين تتوقف أوكرانيا عن سعيها إلى الانضمام للناتو وتتوقف أوكرانيا عن الحصول على تلك المساعدات العسكرية لتهديد أمن روسيا فهل تستجيب أوكرانيا لذلك ؟
** تنتمي أوكرانيا بعد استعادة استقلالها في عام 1991 بلا شك إلى مجموعة الدول الأكثر محبة للسلام، حيث إنها شاركت في أنشطة بعثات حفظ السلام الدولية تحت رعاية الأمم المتحدة، وانتهجت السياسة الداخلية المتسامحة تجاه ممثلي جميع الأطياف العرقية والدينية والثقافية، ولم تنخرط في أي نزاع مع الدول المجاورة، وساهمت مساهمة ملموسة في تعزيز الأمن الغذائي العالمي، والأهم من ذلك، إنها تخلت طوعيا عن ثالث أكبر ترسانة من الأسلحة النووية في العالم – وهذا كله يكفي لدحض جهود الكرملين الرامية إلى تحويل أوكرانيا إلى دولة معادية في أعين العالم كله.
إن الحق في الدفاع عن النفس هو حق مشروع للشعب الأوكراني وللدولة الأوكرانية الذي ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة. لا تتعدى أوكرانيا على شبر واحد من أراضي دولة أخرى، ولكنها ليست على الاستعداد للتنازل عن أراضيها لصالح الغازي الأجنبي. كما نتساءل عن ازدواجية المعايير: هل يمكننا الحديث عن محددات الأمن القومي الروسي حينما تفرض روسيا على أوكرانيا حربا وجودية وتطالب المجتمع الدولي بالامتناع عن تسليح أوكرانيا حينما تكثف روسيا أعمالها العدائية على كافة الجبهات وتستخدم كافة أنواع الأسلحة وتهدد باستخدام السلاح النووي ضد أوكرانيا.
لقد أكدنا بالفعل على تصميمنا على محاربة العدو: قُتل وأصيبوا بجروح أكثر من 500 ألف جندي روسي في أوكرانيا، وتم تدمير عشرات الآلاف من المعدات العسكرية، ولحقت أضرار ملموسة بالاقتصاد الروسي. إن إنهاء الحرب في أوكرانيا يصب في مصلحة الشعب الروسي ذاته، الذي من الأفضل أن يرجع أبناؤه إلى حياتهم العادية بدلا من وفاتهم في السهول والغابات الأوكرانية مثلما سبق ذلك لهم في الجبال الأفغانية.
بعد أن قدمت أوكرانيا إسهاماً كبيراً في تعزيز الأمن العالمي، فليس من المستغرب أن تحتاج الآن إلى مساعدة العالم في تعزيز أمنها. إن الدفاع عن أوكرانيا هو استثمار مربح في الأمن العالمي. ويواجه المجتمع الدولي خيارا هاما: إما أن يوافق على فتح صندوق باندورا وخلق سابقة خطيرة للغاية عندما تسقط الدولة النووية سابقا عرضة للعدوان الخارجي الذي يهدد ببقائها، وهذا هو الأمر الذي سيؤدي إلى سباق تسلح جديد على النطاق الإقليمي والعالمي، إما أن يجبر الدولة المعتدية على التخلي عن خططها العدوانية ويقدمها إلى العدالة، وذلك سيتيح للأسرة الدولية فرصة لتركيز المزيد من الاهتمام المشترك على حلحلة القضايا العالمية الملحة حقًا حول تغيرات المناخ والأمن الغذائي وانتشار الأوبئة والتنمية المستدامة والذكاء الاصطناعي.
إن كل هدنة مؤقتة في أوكرانيا ستسمح لروسيا بتعافي قدراتها الهجومية، لذلك تسعى أوكرانيا بالجهود المشتركة مع كافة الدول المتحضرة لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم الذي سيحمي شعبنا من العدوان المتكرر ويمنع إحالة قضية الحرب إرثا إلى الأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى