*لا تعِشِ الكَبَد؟*

✍️ صالح الريمي : 

ما أجمل الحياة عندما تكون قريبًا ممن تحب، فقربهم أنس ومتعة وبعدهم تعب ومشقة، وبعيداَ عن كوني كاتب بسيط يكتب خربشاته بقلم إنسان، إلا أني أحب الحياة، أحب الجمال، أحب التواصل مع الناس الطيبة، أحب أن أعيش كل لحظة جميلة وإيجابية بتفاصيلها مع المحبين لي عن قرب أو المتواصلين بي عن بعد، فالعلاقات الإنسانية الجميلة أفضل طريق للراحة النفسية..
قبل ظهور مواقع التواصل عام 2005 م، كانت لدي مدونة باسم “خاطرة بيضاء” كنتُ أكتب من خلالها خواطري المتواضعة وخربشات قلمي، وأنشر من خلالها التفاؤل بين الناس تحت شعار “كن متفائلاً”، لأني وجدت من حولي من أهلي واصدقائي وجيران حارتي يعيشون حالة من اليأس والإحباط لأي ظرف كان، فأخذت على نفسي عهدًا بالتفكير في كيفية استطاعتي على تغيير نفسياتهم للأحسن وإخراجهم من الظروف السيئة المحطية بهم.

ولهذا منذ زمن تعلمت أن أكون دائمًا في حالة نفسية جميلة ورائعة وأجواء إيجابية مهما كانت الظروف، وأحب أن أشارك أحبتي الكرام هذا الصفاء، وهذا الجمال، وأنقل لهم ما أشعر به إما كتابةً أو عن طريق حواراتي ولقاءاتي. ولأني إنسان قبل أن أكون كاتبًا أحب أن انشر الخير والسلام والبِشر بين الناس، لذلك أغلب ما أكتبه يحمل همًا لمحاربة سرطان اليأس في قلوب المحبطين من الحياة الجميلة..
جزء كبير من الراحة النفسية لك أن تكون بالمصالحة مع نفسك أولًا، والأمر الآخر أن تتقبل وضعك أيًا كان، ثم تتعامل مع ظروفك بكل واقعية، ثم تبدأ بالحلول الممكنة. وأخيرًا وليس آخرًا أن تؤمن بأن الدنيا ليست جنة ولا المدينة الفاضلة، ولا جحيمًا مطلقًا، فيها وعليها وكذلك هي الدنيا دواليك، كما قال تعالى: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ).

قال الله عزوجل: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ……). والكبد هو الألم والمشقة والشدة، وهو جزء من الحياة وليس كل الحياة، فالمعاناة والمتاعب والمشقة ستكون معك من المهد إلى اللحد تكابد وتجاهد في دنيا الحياة إما اختبارًا أو امتحانًا، ولتزكية نفسك وإخراج سموم الألم من حياتك، لن يتم إلا بالصبر والشكر والحمد على كل حال..
وكما قال أحدهم: “الدنيا عبارة عن زلزال، مضطربة لا تقر على حال، وحده المتيقظ من ينجو منها، ومع الوقت أفهم أن الواقع لا يتطلب منك إدراك كل شيء، ويتطلب التغاضي عن كل شيء، بل يطلب منك ابتداع تفاصيل جميلة، ويتطلب عين مُحبة ونفس مُسالمة ونية طيبة، والواقع لا يحتاج المزيد من الشد والجذب والأسرار ومتاهات الذكريات بقدر ما يحتاج للإنتباه لتلك اللحظات الصغيرة الفارقة التي تمر بنا كل يوم كفرصة سحرية للسعادة.

*ترويقة:*
*إذا أردت أن لا تعيش الكَبَد؟*
لا تقاوم الحياة!! خفف المقاومة!! خفف الرفض!! لا تحلل!! لا تفسر!! هدئ!! استرخي!!.. سلم الأمر لله برمته، اترك الأمور تحدث بانسجام متوازن ودع سريان الأحداث تحدث بهدوء، وستجد أن الحياة بدأت تنسجم حولك ومعك بكل هدوء.

*ومضة:*
لا تعش وتتعايش مع الكَبَد، فإن الله عزوجل يقول للمتشائم: (ولا تيأسوا مِن رَوحِ الله، إنَّهُ لا ييأسُ مِن رَوحِ الله إلا القومُ الكافِرون).

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

Related Articles

Back to top button