لن يبرح العبدان حتى يقتلا
✍️عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون :
صحب رجل كثير المال عبدين في سفر، فلما توسطا الطريق هما بقتله، فلما صح ذلك عنده قال: أقسم عليكما، إذا كان لابد لكما من قتلي، أن تمضيا إلى داري، وتنشدا ابنتّي هذا البيت. قالا: وما هو؟ قال:
من مبلغ ابنتي أن أباهما
. لله دركما ودر أبيكما
فقال أحدهما للآخر: ما نرى فيه بأساً.
فلما قتلاه جاءا إلى داره، وقالا لابنته الكبرى: إن أباك قد لحقه ما يلحق الناس، وآلى علينا أن نخبركما بهذا البيت.
فقالت الكبرى: ما أرى فيه شيئاً تخبراني به، ولكن اصبرا حتى أستدعي أختي الصغرى.
فاستدعتها فأنشدتها البيت، فخرجت حاسرة ، وقالت: هذان قتلا أبي يا معشر العرب، ما أنتم فصحاء…!
قالوا: وما الدليل عليه…؟
قالت: المصراع الأول يحتاج إلى ثان، والثاني يحتاج إلى ما يكمله، ولا يليق أحدهما بالآخر.
قالوا: فما ينبغي أن يكون؟ قالت: ينبغي أن يكون:
من مبلغ ابنتيّ أن أباهما
. أمسى قتيلا بالفلاة مجندلا
لله دركما ودر أبيكما
. لن يبرح العبدان حتى يقتلا
فاستخبروهما فوجدوا الأمر على ما ذكرت.