ريم ماهر تكتب:

الصمتُ عقابٌ رادع يهدم جُدران المحبه....ويُشتت أواصرها.

يُعد العقاب الصامت شكلاً من أشكال الإبتزاز النفسي ففيه تُجبر الضحية (الطرف الأخر) على التصالح رُغماً عنها خشيةَ الفراق أو الإبتعاد.

فرفض التواصل اللفظي حقاً أسوء أنواع العقاب النفسي ويهدف الصمت لتوصيل رسالة معينة ولكن بطريقة عنيفة قاسية.

فقد يرفض الأشخاص الذين يستخدمون العقاب بالصمت الإعتراف بوجود خصمهم ويتعاملون بطريقة استفزازية تهميشية ،،”ويكأنه” غير مرئي رغم عدم خلو المكان ولا الذكريات منه.

 

-ويُستخدم العقاب الصامت في العديد من العلاقات، بما في ذلك علاقات الأم أو الأب مع الأطفال، أو فيما بينهما في علاقتهما الزوجية كنوع من أنواع التعبير عن الغضب ولكن هذا الأمر إن بدا لكم إعتياديا فهو بالنسبة لي أمرٌ مُحرق كالنار التي تلتهم الهشيم….

فكيف يكون المرء قاسياً لدرجة الصمت في حضرة خله أو حبيبه بحجة أنه يُعاقبه؟

أقصر(عجز) العتاب عن إيصال مكنونكم؟

لذلك:

أنا لا أصف الصمت إلا بالعقاب الإبتزازي وكيف لا؟ وهو بمثابة إبتزاز عاطفي للشخص المُمارَس ضده العقاب بالصمت، وهو عادة ما يكون وسيلة يستخدمها الشخص للسيطرة على الآخر والتلاعب به والتحكم فيه…..

 

الصمت.. بين العقاب والرغبة.

العقاب بالصمت، أو رفض الدخول في محادثة مع شخص آخر هي سادية معنويه لفرض السيطرة في العلاقة، وهو سلوك غير صحي بكافة أشكاله.

وهناك فارق كبير بين النبذ والصمت كعقاب، وبين رغبة الشخص في الالتزام بالصمت وقضاء بعض الوقت للتفكير في الأمور لمعالجة المشكلات، ومن ثم التواصل لاحقا بعد أن يهدأ الجميع.

 

وما يميز هذا الصمت عن نمط العقاب بالصمت هو أن:

تلك المهلة تكون واعية ومُتفقا عليها، وهناك افتراض صريح أو ضمني أن الطرفين سيعيدان النظر في الموضوع ومناقشته مرة أخرى لاحقا.

هناك أيضاً حالات يكون فيها الشخص الذي يتعرض لأي نوع من أنواع الإساءة صامتاً كطريقة منه للدفاع عن نفسه، وذلك لمنع الموقف المؤذي من التفاقُم.

في هذه المواقف، يعرف الضحية أن قول أي شيء حتى إن كان ما يرغب فيه الطرف الآخر لن يُؤدي إلا لتصعيد الموقف وخسارة الطرف الأخر أياً كانت صلتهُ به أو مكنون قرابته إليه.

 

وأخيراً:

أستعجب القسوة وبراعتها..كيف لها أن تتمكن من القلوبِ وتتسلل للنفوس.

يا بني آدم أفق ولا تجعل الفرص تَسنح للقسوه لتتملك قلبك ولا تنسي قول الله جل علاه لكريمه ومصطفاه محمد “صلي الله عليه وسلم”:

“وَلَوْ كُنْتَ فَظًا غَلِيظَ القَّلْبِ لَانفَضواْ مِنْ حَوْلِكَ”

 

Show quoted text

 

Related Articles

Back to top button