صراع الأحاسيس

✍️ أحمد بن محمد زقيل :

عيناك قاموسٌ من الإعجابِ
وقصائـدٌ مفتوحـةُ الأبـوابِ

السحرُ متكيء على جفنيهما
يقتادُني في زمرةِ الأحبابِ

أمسيتُ رهنهما أصارعُ لوعتي
مُتأرِقــاً متوتـرَ الأعصـابِ

قوسانِ ما لاحا على متأمّلٍ
إلا و أدركَ نكبةَ الألبابِ

رشقا فؤادي بالسهامِ وليتني
أغمضتُ طرفي خشيةَ الأهدابِ

ما كُنتُ بالأشجانِ أنزفُ لوعةً
بين السطورِ وفوق كلِّ كتابِ

وأُسطرُ الأشواقَ ملءَ قصائدي
جُملاً من الإيجازِ و الإسهابِ

لـمّـا ابتسمتِ بنظرةٍ غزلية
فكرتُ أن أنساكِ… كالكذابِ

فالليلُ صارَ الآنَ يألفُ غربتي
وكأنّهُ من جُملةِ الأصحابِ

يحنو عليَّ يلفُني بظلامِهِ
أشكو إليهِ إذا تساءلَ مابي

ألقاهُ أوفى منكِ حينَ تسهُدي
يامن أطرتِ بنظرتينَ صوابي

في كلِّ يومٍ أشتكي من لهفتي
توقاً إليكِ وثغرِكِ العنّابي

هذي يداي الآنَ ترقبُ موعداً
للوصلِ يا من تعشقينَ عذابي

صدري كبحرٍ هائجٍ بلواعجي
وأنا أصارعُ موجتي وعُبابي

ما الحبُّ إنْ لمْ ترفقي بمُعذّبٍ
مُلئتْ حشاهُ بأسهمٍ وحِرابِ

وأتاكِ يغرقُ بالدموعِ ويرتجي
عِتقاً من الآهاتِ دون عتابِ

وإليكِ يجترُّ الخُطى بلهيبهِ
حملَ الطريقَ وسارَ دونَ إيابِ

فلترحميهِ كما أتاكِ بشوقِهِ
ولتلتقيهِ بناهــدٍ ورُضــابِ

فالحبُّ سوسنةُ القلوبِ وعطرُها
يغني الحياةَ بنشوةٍ و تصابِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى