العنوان /محطات الحياة

✍️ بقلم /محمد احمد باجعفر

في صالة الانتظار دار بيننا حوارفقلت لها :أبصرت ما وراء النظر أن هنالك شيء خفي يحاك ويدار في السر بعيدا عن الفكر والنظر.لست أدري هل هو سوء ظن وريبة وشك ساورت النفس أم هو جنون المسافة قد حل بالعقل والقلب معا ؟

أم درب سفر قد حل و أقترب أو فترة دفء لعناق قد يدوم طويلا بيننا. و عندها سوف يهطل المطر وينبت العشب وتخضر الأغصان ويورق القلب ويزهر ونجني الثمر.
أم إنها بعض اللقاءات التي يسطر فيها الحب أحلى لحظات القدر. .أم مجرد سراب بقيعة.يحسبه الظمآن ماء من شدة الظمأ.لكي يرتوي وببلل الشفاه واللسان من جفا الزمن قالت ويحك مهلا لقد انفرطت في الحديث كعقد لؤلؤ انتثر فلقد أبصرت بما لم تبصر به ولم ينصفك البصر هيهات لقد خانك الفكر وخدعك البصر فقلبي لم يعد ذلك الغض الطري ولم أعد ناعسة العينين ورديت الخدين محمرة الوجنات والشفاه.ولم تلك التي تحلم بالركض تحت زخات المطر وفارس الاحلام يطاردها وترميه بحبات البرد..لم أعد أعشق الوقوف خلف نوافذ التي تكسوها قطرات الندى لقد صار قلبي قاسيا تكسوه تراكمات الغبار وصدأ الزمان ولم أعد تلك المتيمة الولهانة القلب ولم أعد ذات قد وقوام ممشوق. بل صار قلبي أقسى من الحجر لا يلين بعابر سبيل أن يستريح فيه من عناء السفر لبضع ساعات ويرحل. فلست محطة قطار ولا مرفأ للسفن ولا صالة انتظار بمطار ولا مظلة لمواقف المركبات.لقد بات قلبي لا يهين ولا يلين. و لو كان ذلك لكان من الوجد انشطر فلملم ما تبعثر من أوراقك وأطوي صحف الحب وكتب الهوى وأكسر ريشة القلم فلم يعد هنالك متسعا لسرد الروايات وقصص الغرام.فدع أوهامك جانبا وعش ما تبقى لك من العمر تحت مظلة الحقيقة لترى الجمال عن كثب. و تجنب عناء السفر.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى