جمع ريش الطيور
✍️عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون :
ثار فلاح على صديقه وقذفه بكلمة جارحة، وحين عاد إلى منزله، وهدأت أعصابه، بدأ يفكر باتزان:
كيف خرجت هذه الكلمة من فمي…؟! سأقوم وأعتذر لصديقي.
وبالفعل عاد الفلاح إلى صديقه، وفي خجل شديد قال له:
أنا آسف فقد خرجت هذه الكلمة عفوا مني، أرجوك سامحني.
وقبل الصديق اعتذاره، لكن عاد الفلاح ونفسُه مُرّة، كيف تخرج مثل هذه الكلمة من فمه…!
لم يسترح قلبه لما فعله، فالتقى بحكيم القرية واعترف بما ارتكب، قائلا له:
أريد أيها الحكيم أن تستريح نفسي، فإني غير مصدق أن هذه الكلمة خرجت من فمي…!
قال له الحكيم: إن أردت أن تستريح املأ جعبتك بريش الطيور، واذهب إلى كل بيوت القرية، وضع ريشة أمام كل منزل.
وفي طاعة كاملة نفذ الفلاح ما قيل له، ثم عاد إلى الحكيم متهللاً، فقد نفذ المطلوب منه.
فقال له الحكيم: الآن اذهب واجمع الريش من أمام الأبواب.
عاد الفلاح ليجمع الريش فوجد الرياح قد حملت الريش، ولم يجد إلا القليل جدا أمام الأبواب، فعاد حزينا.
عندئذ قال له الحكيم: كل كلمة تنطق بها أشبه بريشه تضعها أمام بيت أخيك،
ما أسهل أن تفعل هذا…، لكن ما أصعب أن ترد الكلمات إلى فمك.
إذن عليك أن تجمع ريش الطيور، أو تمسك لسانك.
تذكروا قول الله تعالى: “ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد”
وقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).