بين سحب الفيش وشعرة معاوية

✍️ صالح الريمي :

شعرة معاوية هي عبارة وجملة اصطلاحية أصبحت من الأمثال الدارجة على ألسن الناس، ويقصد منه الموقف غير الثابت، والذي يتبدل بين اللين والشدة بناء على موقف الطرف الآخر، من أجل إبقاء الوضع في المنتصف، ومنشأ هذا المثل هو ما يُنسَب لمعاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه – أنه حينما سئل كيف حكمت الشام أربعين سنة رغم القلاقل والأحداث السياسية المضطربة، قال:
“لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، قيل: وكيف؟ قال: لأنهم إن مدوها خلّيتها وإن خلوا مددتها”..
وأصبح يضرب بها المثل في التعامل مع الناس ومداراتهم وأخذهم بالحكمة والحنكة، فيقول المرء متمثلًا بها: «اجعل بينك وبينهم شعرة معاوية»، أي: تصرف معهم بالكياسة وبُعد النظر حتى تحتويهم.

ولهذا بحكم أنني كاتب اجتماعي وأحب تكوين علاقات دائمة وصداقات متينة عبر الواقع الحقيقي أو عبر المواقع الافتراضية أسعى دائمًا للمعارف الكثيرة وايجاد علاقات اجتماعية مع جميع طبقات المجتمع والتقرب والتودد وخلق صداقات جديدة ليقيني أن معرفة الناس أمر جيد ومفيد..
ولكن البعض يجدها مزعجة كثرة العلاقات لخيبات الأمل من بعض البشر، لكونهم يواجهون كثير من المشكلات والأزمات والظروف القاسية في الحياة، أما النسبة لي أحاول دائمًا أطبق قاعدة شعرة معاوية، وخاصة مع المقربين حيث يمكنني التكيف معهم لقربهم مني وسهل التواصل معهم، ونادرًا ما أسحب الفيش عليهم.

وقاعدة أسحب الفيش هي للدكتور خالد المنيف حيث يقول: “إذا أردت أن تعيش مرتاح البال، أعمل بقانون (أسحب الفيش)؛ شيء جالس تفكر فيه ولا في أمل يتعدل ولا يتبدل.. اسحب الفيش، حاجه تحاول تحققها وما تحققت.. أسحب الفيش، هدف معين في بالك ما قدرت مرة، مرتين، ثلاث، أربع.. أسحب الفيش”..
ولكن أنا لا أسحب الفيش عن علاقاتي الخاصة والقريبة مني، وأجد التسامح هو الحل بغض الطرف والتغافل والتغاضي عن بعض الأخطاء، ولكن عبر مواقع التواصل أصبحت أطبق قانون أسحب الفيش عندما تأتيني استفزازات ورسائل مزعجة وطلبات مساعدة من أشخاص مجهولين عبر الفيس بوك أو التوتير (X) أو الواتس أب، لأنني كائن أليف، ورجل مسالم، ومواطن صالح، وأحب العيش بسلام.

*ترويقة:*
في ظل ضغوطات الحياة، وتعقيداتها وتداخل المصالح الحياتية عليك باتباع إما سياسة شعرة معاوية وهي أسلم طريق للنجاح مجتمعيًا وأسريًا وذاتيًا، وقد قالوا في الأمثال: لا تكن قاسيًا فتكسر ولا لينًا فتعصر، أو أسحب الفيش وضع نهاية لكل شيء يستحق النهاية في حياتك، وتوقف عن المجاملة، ولاتكن كريمًا على نفسك وراحتك.

*ومضة:*
ما أجمل قول شاعرنا الشعبي:
اترك مسافة كافية بينك وبين الآخرين
بعض البشر ودك حدود المعرفة معهم سلام.

 

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

Related Articles

Back to top button