*أنت تكتب كثيرًا؟*
✍️ صَالِح الرِّيمِي:
لقد اكتشفت أن كل شخص لديه حاجة ملحة للتعبير عن نفسه بشكل فني، وكل منّا يختار الطريقة التي يعبر بها عن ذاته، فالحياة فن، وهناك من يختار فن بالكتابة بالتعبير عما يجول في خاطرة، وهناك من يختار فن الرسم أو فن التصميم أو فن تنسيق الزهور أو فن النحت أو فن الشعر أو فن الغناء أو فن الخطابة وغيرها من الفنون..
فكل إنسان داخله هذا الفنان القادر على تحويل ألامه ومشاعره وأفكاره إلى شيء جميل ومدهش، وليس شرطًا أن يتحول هذا الفن إلى مهنة وليس شرطًا أن يحوز هذا الفن على إعجاب الآخرين أو يغير مسار العالم.
ومن وجهة نظري التعبير الأسرع عن ذاتك هو عن طريق الفن، وتعد الكتابة فنًا ونجاحًا لمن يحافظ على توازنه النفسي ويمنع طاقته الكامنة في داخله من الإنفجار في طريق غير المسار الذي يريده، ولهذا سأستمر في تقديم خربشات قلمي بشكل ملفت للنظر حتى يحوز على إعجاب الكثير ممن أحب..
بالأمس أحد متابعي الكرام سألني أنت تكتب كثيرًا؟
فقلت له: أنا أكتب من أجل نفسي!! أكتب لروحي، أكتب لقلبي، أكتب لآمال نفسي وآلامها، أكتب لأنني أريد أن أكون موجودًا، أكتب لأن الكتابة أصبحت عادة وشغف في حياتي!
أنا أكتب لكي تتضح فكرتي وحكايتي للناس التي أرقني نثارها، أكتب لكي أمسح سحابات من الحزن تغطي سمائي بين الفينة والأخرى، أكتب كي استمطر غيوم الفرح بين أروقة دهاليز أصدقائي واحبتي، أكتب كي يبقى قلمي عطشانًا يطلب المزيد من التفاؤل والأمل في حياتي وحياة الآخرين المقربين مني، أكتب لأرى نفسي من خلال قلمي..
الكتابة؛ هي جزء من الوجود الفكري في حياتي، وبالنسبة لي الكتابة فن في تشكيل حياتي بكل جمال محيط بي، ولهذا أصبحت الكتابة هي الجزء الأكبر من حياتي، ولم أستطع التخلي عنها في كل الظروف التي بي، فمهما شعرت باليأس والإحباط ومن بعض الظروف المحيطة بي أو من سوء تعامل بعض الأشخاص أو بعدم جدوى ما أكتبه للناس.
لكن سأكتب حتى ينتهي عمري، ومهما صار سأظل أكتب لأن الكتابة بالنسبة هي وسيلتي للتنفس وللتعبير عن ذاتي وأفكاري ومشكلاتي وهواجسي وأحلامي وهموم من أحب..
وأخيرًا أزعم أن المثقف عليه واجب تجاه مجتمعه، بأن يكتب أو يذيع ما يراه حقًا وصدقًا من المعرفة أو التحليل أو الرأي المحض، لهذا أجد الكتابة أحيانًا حالة مبادلة، مرة أكتب شعوري واجده عند غيري وصفًا لما في قلبه، ومرة يجد غيري السعادة بين أحرفي، ومرة تصل كلماتي إلى أشخاص لا أعرفهم لكن عباراتي أثرت في حياتهم إيجابيًا.
*ترويقة:*
سئل الأديب والكاتب أورهان باموك الفائز بجائزة نوبل في الآداب هذا السؤال: لماذا تكتب، وأنت الأديب في جريدة سيارة. فقال ما مختصره: (أكتب لأن تلك رغبتي، أكتب لأنني لا أقدر على القيام بشيء آخر غير الكتابة، أكتب كي أشير أو أناقش بعض الآراء التي وردت في كتبي، أكتب لأنني غاضب منكم جميعًا، ومن العالم كله. أكتب لأنه يروق لي أن أنزوي في غرفتي اليوم كله. أكتب لأنني لا أستطيع تحمل الحقيقة إلا وأنا أغيّرها، أكتب حتى يعرف العالم أجمع أي حياة عشنا، وأي حياة نعيش، أكتب لأنني أحب رائحة الورق والحبر، أكتب لأنني أؤمن فوق ما أؤمن به، بالآداب وبفن الرواية ومن ثم بالصحافة، أكتب لأن الكتابة عادة وشغف).
*ومضة:*
ما أكتبه هو نابع من قلبي ووجداني بخواطر إنسانية، فاقبلوها مني بلطف، فهي من نسائم عقلي وبُنيات أفكاري، فشكرًا لمن يتابع ويقرأ خربشات أحرفي المتواضعة!
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*