الدكتور عباس الجبوري. في ضيافة الحكواتي
أدار اللقاء الحكواتي د. فايل المطاعني :
ضيفنا اليوم ليس ضيف عاديا بل هو علامة من علامات الفكر والأدب في بلادنا العربية نستطيع القول إنه موسوعة أدبية شاملة فهو فنان تشكيلي و مسرحي وايضا مخرج تلفزيوني وكاتب ومؤلف العديد من الكتب ومؤسس للعديد من الملتقيات الأدبية الثقافية،الاستاذ الجليل الذي أجري معه اللقاء اليوم . هو الاستاذ الدكتور عباس الجبوري ولقب الاستاذ هو الأقرب إلى نفسي.
س1_ السؤال الاول دائما يكون تقليدي و شائع نوع ما
الدكتور الاستاذ عباس الجبوري عراقي الجنسية وطبعا عندما أنطق كلمةعراق يتبادر إلى الذهن عراق الحضارة بل هو مهد الحضارات القديمة ومنبع الفكر العربي فمن منا لا يعرف المتنبي وابي نواس و الجواهري والسياب والرصافي ونازك الملائكة والكثيرون غيرهم فهل يسعدنا اديبنا الكبير في التعريف عن بداياته ورحلته الجميلة متنقل بين الأدب والمسرح والإخراج التلفزيوني وايضا النقد الادبي اترك لكم المجال للتحدث عن شخصكم الكريم ورحلتك الأديبة الجميلة ؟
ج1_ . مثل ما تفضلت ،إجابة على سؤالك التقليدي ..
الإسم : عباس مهدي الجبوري
الاسم الفني : عباس الجبوري
الوطن : العراق
النشاة في محافظة ديالى مدينة البرتقال والحضارة العريقة ..
كنت في صغري هاوي للفن التشكيلي ونجحت في ذلك ، والهمني المسرح وانا في المرحلة الإعدادية ، إلا أني ذهبت في اتجاه آخر للحصول على شهادة بكلوريوس علوم عسكرية ، سرعان ما غادرت الصنف العسكري ، سافرت إلى لبنان وحصلت على شهادة دبلوم عال في الفنون المسرحية/ قسم الإخراج من بيروت ، وألًفت واخرجت عدد من المسرحيات بلغت ٨٢ مسرحية باعمالها ، وقدمت للتلفزيون مسلسلاً واحدا والثاني لم يكتب له النور ، آخر مسرحية كتبتها عام٢٠٢٢ ” الملك بلالاما”.
س2_ ماشاء الله تبارك الله رحلة وبدايات جميلة وأعمال رائعة ،اذن دكتور عباس أخبرنا عن رحلتك الأدبية ودخولك أن صح التعبير مجال الكتابة والأدب بشكل عام ج2_دخلت مجال الأدب في الكتابة إلى الصحف المحلية والعربية من الأدب والشعر والرأي المعبر في بداية السبعينات من القرن الماضي وحتى الآن .. والفت كتاب الإعلام المنهج الأخلاقي
وثلاثة دواوين شعرية والرابع إلكتروني، ، ولي مقالات أكاديمية ومحاضرات لا تحصى ، وحصلت على شهادة الماجستير في دلالات استخدام السينوغرافيا في العرض المسرحي من سوريا ، وشهادة ماجستير في علوم الصحافة الإخبارية ..
وحصلت عل شهادة ماجستير في اشكاليات النقد العربي المعاصر ،
واخيرا حصولي على شهادة الدكتوراة
في التنمية الأجتماعية .. سنة ٢٠١٣ ..
ويتدخل هنا الحكواتي فايل المطاعني قائلا :سيرة جميلة دكتور والحقيقي انا سعيد أن أتحدث مع قامة أدبية مثل حضرتك حفظكم الله تعالى اضاف الدكتور عباس قائلا:
الخلاصة د.عباس الجبوري كاتب شاعر من الزّمن الجميل، وهبني الخالق المفردات والأحاسيس الجيّاشة التي اطرحها للمتلقي بذائقة أدبية ترسم له البهجة بأكثر شاعريّة، وقد اكون من الذين تتناثر كلماتهم كورود شاردة من حطام الحياة، تلامس شغاف القلوب، واحياناُ تبكي العيون، وتنزف القلوب. وجنابك الكريم قد اجبت عن نصف السؤال بروح واقعية طيبة بقدر حبك للعراق اعزك الله .
س3_ يقول الأستاذ الدكتور عباس الجبوري في شرحه للادب (أن الادب العربي هو العلم الذي يتشكل من مجموعة من السرديات والمرويات حفظها الادب عبر العصور وتطورت وانتقلت وتميزات واختلفت عن بعضها البعض إلى أن نصل إلى قوله أن السرد وسيلة اجتماعية بين الشعوب
طيب سؤالي يا استاذ هل لا زال السرد بمختلف أنواعه يحظى بتلك المكانة الان مع التطور الذي نراه ؟ وهل نحن الآن في الالفية الثانية نحتاج إلى حكواتي .وأكملت السؤال قائلا :هل نحن الآن بحاجة إلى حكواتي ينقل لنا الحكايات مع وجود وسائل بديلة أكثر تطور وعصرنه؟
ج3_الأدب بشكل عام ،هو أحد أشكال التعبير الإنساني عن مجمل عواطف الإنسان وأفكاره وخواطره وهواجسه بأرقى الأساليب الكتابية التي تتنوع من النثر السردي إلى النثر الشعري المنظوم إلى الشعر الموزون وبهذا يفتح الإنسان الواعي أبواب القدرة للتعبير عما لا يمكن أن يعبر عنه بأسلوب آخر ..
كلمة الأدب تعني في هذا العصر الكلام البليغ الذي يؤثر في نفوس القرّاء سواء كان شعراً أو نثراً، او رواية، ولقد تطوّر هذا المفهوم على مر العصور واتّخذ العديد من المعاني حتى تكوّن بهذه الصياغة وهذا المعنى.
كذلك ،فالأدب يرد الفلسفة إلى حقيقتها الأدبية، أي إلى مجرد كونها نصاً من النصوص، في حين أن الفلسفة تسعى إلى رد الأدب إلى تنويع تعبيري تمسك هي بحقيقته النهائية، أي بمعناه الأخير ، تجد هذا التلاقح المطلوب، وللادب مدارس عدة نبدأها بالمعلقات ، وفي العصر الحديث ، مثل
مدرسة المطران ،
مدرسة الإحياء والبعث ،
مدرسة أبولو ،
مدرسة المهجر ،وغيرها
لذلك مفردة او كلمةَ (الأدب) من المصطلحاتِ التي دار حولها الجدلُ، وتعدَّدت وتباينت فيها الأنظارُ، وتجاذبتها الأطرافُ، وما زالت موضع دراسة وبحث حتى يومنا هذا في تطور الدراسات التي تعني لغة الأدب ومرجعياتها إلى اللغة وبلاغتها .
س4_ جميل جدا استاذي العزيز هل تعتقد أو في مخيلتك أن يحل الكتاب الرقمي أو الالكتروني بدلا عن الكتاب الورقي الان معظم الصحف دخلت عالم الرقمية فالقارئ ليس لديه ذلك الوقت بحيث يتصفح صحيفة كاملة بينما بكبسة زر يستطيع أن ينتقل مع الكتاب الرقمي أو الصحيفة الرقمية وينتهي خلال دقائق معدودة ….هل نستطيع أن نقول إن الكتاب الورقي ذهب مع الريح أما لا زال يقاوم موجات التغيير وبكل اقتدار ؟
ج4_ يمكن أن نقول إن الإجابة متأخرة على هذا السؤال ، لاننا نعيش حالة التطور التقني بكل ابعاده،
وانه سؤال ذو حدين ،، الإعلام الرقمي والكتابة الرقمية هما الآن من القرارات الهامة في حياة الإنسان سواء الطالب أو المواكب لعلمية الثقافة الرقمي التي تقربنا من التكنولوجيا عالميا وتؤثر بطريقة مباشرة على حياتنا العملية وتطورها فقد زادت الحاجة إلى خريجين متخصصين في هذا المجال لتغطية احتياجات سوق الإنتاج الادبي وكل الأسواق المرتبطة بحياة الإنسان سواء كان الأدبي والتجاري التي تتزايد بمرور الوقت نتيجة للتقدم التكنولوجي الذي لا يتوقف للحظة واحدة عند حد معين، ويعتبر الإعلام والمطابع والصحافة الرقمية الآن الأساس لجميع وسائل الإنتاج الثقافي ، وفي استخدام الفوتوغرافي في المسرح ، وتتميز بسهولة الوصول إليها والتعامل معها وتطويرها، تتضمن قدر كبير من الحرية الفكرية.
بغض النظر إن كانت هذه الوسائل مرئية أو مقروءة أو مسموعة أو حتى على صعيد المواقع التواصلية التي صار لها نشطاء يمارسون دوراً توجيهياً تفوح منه رائحة الأجندات والهيمنات السياسية والفكرية والاحتواء والعولمة.
ويمكن الاستدلال على ملامح هذه الهيمنات حتى مع صعوبة الاستدلال بحكم الفضاء الإلكتروني المفتوح على الرغم من أن الكتابة الرقمية جزء من ثقافتنا اليومية ، وفي التحولات المستمرة بالتكنولوجيا ، وهذا الموضوع في عملية ديناميكية مستمرة و متصاعدة ،لا يمكن لأحد أن ينكر تأثير الوسائط الرقمية على أسلوب حياتنا. إنه يغير طريقة تعليمنا و ترفيهنا ونشرنا والتفاعل مع بعضنا البعض على أساس يومي. ونتيجة لهذا التأثير ، تدفع الوسائط الرقمية عالم الأعمال خارج العصر الصناعي إلى عصر المعلومات المتطور .
س5_ جميل جدا هذا الطرح الجميل والإجابة الرائعة دكتور حضرتك هل حضرتك مطلع على الادب الخليجي بشكل عام والعماني بشكل خاص وهل لديك اصدقاء منهم تتبادر معهم الأفكار وتطرح عليهم افكار جديدة وهكذا ؟
ج5_حين نقول الأدب الخليجي فإننا نستعمل مصطلحاً ننسب بمقتضاه الأدب إلى الخليج، نجعل من الخليج العربي، مرجعية للإبداع الأدبي بكافة صوره،، كونه تجمعاً إنسانياً من عدة دول. و نفسره كمصطلح “أدب خليجي”، في تقديري لا يفعل ذلك إلا بقدر محدود، بمعنى أننا عندما نقول أدب خليجي فإننا نفسر جزءاً من ظاهرة الأدب المنتج في منطقة الخليج ونترك أجزاء غير مفسرة .
والوعي بهذه الإشكالية في المصطلح مهم ومفيد لكيلا يطغى المصطلح على واقع الثقافة والأدب ،فيصبح المصطلح بضيقه هو الدال على الواقعباتساعه . والواقع ليس جغرافياً فحسب، وإنما هو إنساني ورحب رحابة التطلعات والمعاناة، رحابة الإبداع، ومتنوع تنوع الأفراد وقدراتهم على اجتراح الجماليات ومعالجة اللغة برؤى متفردة . المصطلح مفيد طالما دلنا على حقيقة ما ينتجه الواقع المعاش، وغير مفيد حين يقصر عن ذلك . والحق أن هذا شأن المصطلحات في معظم الحالات . وانه جزء من المتوارث للأدب العربي وتنسب العصر كله إلى جزء منه أو إحدى سماته . هذه واحدة من جوانب القصور التي تعرفها الآداب الأخرى وليس أدبنا فحسب . .
اما الأدب العماني ،،يعد مادة ثرية ومدونة وغنية وغزيرة بالثقافة والمعرفة على مر العصور، وذلك بمختلف أنواعه سواءً الشعر أو الخطابة أو القصة بمختلف أنواعها الطويلة والقصيرة و القصيرة جدا وكذلك الرواية، والحقيقة أن الأدب العُماني يحتاج منا المزيد من التقصي والبحث لإظهاره بالوجه الحضاري والثقافي الراقي الذي يليق في هذه المرحلة التي شهدت جيلاً من المبدعين الشباب وانت واحد منهم استاذ فايل من جيل الشباب الصاعد أدبيا خاصة وأن جلالة السلطان قابوس رحمه كان تربويا تعليميا وضليعا في الثقافة والأدب ، وضع تجربة أدبية تختلف في مسارها عن اقطار الخليج الأخرى.
س6_ العراق وشارع المتنبي ومعرض الكتاب اليومي هل لا زال يحتفظ بمحبيه وحضرتك من رواد هذا الشارع الثقافي الأهم في الوطن العربي ؟
ج6_. المتنبي ليس شارعا ثقافية ادبيا فحسب ، وإنما هو حاضرة الثقافة العربية والعراقية ، في اجوائه ومثقفيه و رواده و مطابعه وكتابه ونسخه ، له قيمة احتفالية تقليدية أسبوعية، يلتقي فيها الكتاب والادباء من كافة العراق والعرب أيضا، وتقام فيه المساجلات الشعرية والمزينات الفلكلورية العراقية المتوارثة وخاصة الأجواء البغدادية ، وفيه المركز الثقافي الذي يضم قاعات للندوات والمحاضرات مسماة بأسماء عمالقة الأدب العراقي والعربي. امثال مصطفى جواد. نازك الملائكة ، علي الوردي ، وأسماء كبيرة أخرى .. كذلك تقام فيه المعارض والتحفيات والألوان الموسيقية البغدادية والعربية ،، إنه كرنفال لا نهاية له ، و حضورنا في المتنبي له قدسيته الثقافية .
س7_اطلقت صرخة تحذير من العولمة باسم مخاطر العولمة على الهوية الثقافية العربية
استاذي الجليل. لماذا اطلقت تلك الصرخة التحذيرية أو التنبيه الان في هذا الوقت هل من وجهة نظرك أن الخطر المحدق بهويتنا العربية قد اقترب كثيرا ؟
ج7_ ..سؤال وجيه وهو يلقي بظلاله على مرحلة مهمة من التاريخ والثقافة العربية ،، يحاول الغرب التسلطي الإستعماري وفق دراسة خبيثة، أن ينفذ مخططاته ، وانه مخادع ، زج الى العالم الثالث خاصة مادة مخدرة على شكل كبسولة حلوة المذاق ، تم ابتلاعها، وسرعان ما انفجرت ظهرت مرارتها ، للشعوب وخاصة النامية منها .. وذلك لإمتلاكها صناعة القرار، وسبل صناعته ، بتكريس الفقر والبطالة، والتدخلات الخارجية، والتطرف والإرهاب، جذور الفوضى وأسبابها ونتائجها فكر العولمة ،وهنا تكالبت المؤامرات على دول المنطقة التي بدت وكأنها بدون مشروع واضح المعالم أمام دول إقليمية وأخرى كبرى ، بأجندات و أيدولوجيات جاهزة للتطبيق وسبق العمل عليها وإعدادها وتجهيزها بعناية ثم روجت لها باستخدام الإعلام المدسوس، أو عبر أدوات أخرى . تمرير العولمة وفق المؤامرة الامريكاصهيونية
وصناعة الإبراهيمية الدينية. لمحو أساسيات العقيدة الإسلامية وصهرها في هذا المنطق الخبيث ، والمسألة الواقعية لخطر العولمة أكثر من ايجابياتها ،والمثقف يشعر قبل غيره إلى درجة التمزق بالظلم الذي يسلب الإنسان في نصف العالم رأيه، ويسلبه في النصف الآخر رغيفه والإستحواذ على وطنه وما يجري في فلسطين لانتاج حقير لصناعة العولمة المتوحشة بشكلها المروع يمثل حرب على الهوية العربية وإستلاب جزء مهم من صلابتها وتاريخها..
س8_ نعود إلى العراق الحبيب وعلاقته الثقافية بجيرانه هل هناك حراك ثقافي بين ادباء العراق وادباء الدول المجاورة قائم وهل هناك فكرة معينة لعمل سوق ادبي عربي يخرج من عاصمة الرشيد بغداد إلى العالم العربي ؟
ج 8_ بالتأكيد ، العراق بتاريخه وحضارته منذ القدم شرع القوانين والآداب والكتابة المسمارية التي تعد اول كتابة في التاريخ الإنساني ، وكان هناك عصرا ذهبيا لفقراء الفلاسفة والمؤمنين بهم وعمالقة الفكر منذ الدولة العباسية ، فكان ابن خلدون وابن زيدون وابن سينا والحسن البصري و الفراهيدي والكثير من الكتاب في التاريخ العراقي، ومتى بداية الدولة العراقية تأسست جمعيات للأدب والشعراء ترأسها الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري ومحمد بحر العلوم ، والوطني الشاعر معروف الرصافي ، وجميل الزهاوي نموذجا لا الحصر ، ثم بدأت مرحلة الجيل الثاني. بنازك الملائكة والسياب وعبد الوهاب البياتي ولميعة عباس عمارة ، عبد الرزاق عبد الواحد، مؤيد الراوي ، يحيى السماوي ، والقائمة لا تنتهي ، وبدأت المهرجانات الشعرية منذ الخمسينات من القرن الماضي ، ونشطت نهاية الستينات وحتى الوقت الحاضر قائمة فصليا على صعيد بغداد وسنويا في بغداد تزامنا مع معرض الكتاب الدولي والعربي، ومهرجان بابل ، والمربد في البصرة ، والموصل ، وفي جميع محافظات العراق بإشراف الإتحاد العام للادباء والكتاب ، بالرغم من الركود الذي اصاب المنجز الأدبي العراقي نتيجة الحرب ، وإيذاء المرتكزات الأدبية بعد دخول الامريكان . وهناك مشاركات للكتاب العراقي والشعراء في مهرجانات الدول العربية والعالم وبمختلف اللغات ،تعكس مكانة العراق الثقافية و الأدب في العراق منذ القدم يتناما بإستمرار مع دخول كتاب وشعراء من الجيل الثالث والجدد لا تكفي ذكر اسمائهم في قوائم ، وهذا يعني أن هناك توسع هائل في الساحة الأدبية والشعرية والفنية العراقية.
س9_ ماذا تصف الأدباء الذين تصدر لهم اقصوصة وكتب في التعريف عن نفسه أنه الاديب الكبير فلان واذا كان له لقب اكاديمي يصر على يكتب قبل اسمه اللقب ؟
ج9_لكل اسم من الأدباء والشعراء يدل على منجزه الإبداعي، لأن الأديب صاحب رسالة ، وكل من بدأ انتهى، هذا هو الإنسان وحصر بين البداية والنهاية ، يترك أثرا وقيمة لغوية وإرثا بعده ،، والبدايات الجدية للشباب الواعد يجب أن تكون خطواته متوازنه لا تطفو على السطح ، والأديب الحقيقي لا يستعجل ، لانه يضع منجزه في محطات ليحكم عليه الآخرون من خلال حراكه، وعلى اية حال لما ذكرت ، كل هاوي ومبتدأ يحتاج الى التوجيه والصقل والإستعانة بقامات التجربة الرائدة ليشق طريقه بسلام حتى لا يتعرض للسقوط .اما موضوع اللقب ،فله دلالات وجرس يرن في آذان الاديب ورفاقه والوسط الثقافي كلن خلال منجزه الإبداعي ، والإسم هو الذي يشرِّف الشهادة والمنصب ، لأنه الكنية لا يرتكز عليها جوهر العطاء .
س10_ هل تأثر الاستاذ عباس في الصغر بأحد الأدباء وحاول في البدايات أن يقلده سؤال متأخر ولكن خطر على بالي وايضا نصيحة يقولها الاستاذ الدكتور عباس الجبوري للأدباء الجدد والشعراء وكل من له علاقة بالادب فماذا يقول ؟
ج10_حقيقة مسألة التأثر تلقي الضوء على الطريق لكل فنان وأديب ، والاساتذة الأوائل هم مشاعل أنارت لنا الطريق ولا ننكر افضالهم سواء في المراحل الدراسية أو الزمالة أو اللقاءات ، وكنت اقصد عدد غير قليل منهم للاستفادة في الرأي ومنهم. الفنان نوري الراوي ، والفنان سامي عبد الحميد، والعلامة مصطفى جواد.، والشيخ جلال الحنفي والمؤرخ حسين محفوظ ، وتأثرت بالجواهري والرصافي، والمنفلوطي وجبران ، والعقاد ونزار قباني ، نازك الملائكة، بدر شاكر السياب ، مظفر النواب ، فدوى طوقان وغيرهم، واستطعت أن أكون لي شخصية أدبية مستقلة بعد هذا الكم من القامات النادرة ليكون لي نصيب في الساحة الأدبية. ونصيحتي لابنائي وبناتي من الجيل الجديد ، هم براعم مزهرة على طريق الأدب، من الواجب سقايتهم من معين نقي لبناء صروحهم الادبية دون استعجال لحمل لقب أديب أو شاعر ، والزمن يحتاج لصبرهم واطلاعهم وكثرة اسئلتهم للكبار لدعم مسيرتهم إلى الامام واتمني لهم التوفيق .
في ختام هذا الحوار الشكر والتقدير للاستاذ الدكتور عباس الجبوري على هذا اللقاء الجميل مع الامنيات بدوام الصحة والعافية للاستاذ الدكتور عباس الجبوري والف شكر لك على هذا اللقاء الجميل .
الدكتور عباس : شاكر لك استاذي العزيز على هذه الدردشة الأدبية. واني اسجل شكري وتقديري لك على اجراء هذا الحوار البناء
ومحبة لروحك التي تمتطي صهوة القصد الأدبي وتسافر في الأفق التليد ،
شكرا لهطولك الذي غدا جزءً من صباحي ،
وانت تتبوّأ مكانتك في غيمة ماطرة أرخت ماءها إليك بفكر ادبي شاسع ومعرفة جميلة تطل بفن فائق على مرافئ الفكر والنور . تحياتي لك استاذ فايل المطاعني شكرا جزيلا