السبت ٥ أيار (مايو) ٢٠١٢ يا عمال العالم يا اصحاب اليد العليا
سارة طالب السهيل
عيد العمال هو عيد الوطن الذي بني بسواعدهم، تحية لهذه السواعد التي أعطت، وسحقا للسواعد التي نهبت وسرقت ثروات البلاد، والعباد، دائما اليد العليا خيرمن اليد السفلى، وستبقى اياد العمال تعلو على ايادي الجميع.
ربما كانت ثورة الفلاحين بانجلترا بالعصورالوسطى من أوائل المُطالَبات بحقوق العمال، لرفع اجورهم، إعطائهم حقوقهم. ولايمكن أن نذكر العمال دون ذكر جون بول الذي يعتبرمن أهم قادة هذه الثوره التي كانت إنطلاقه لثورات العمال اللاحقه ومقولته الشهيره (عندما خلق آدم وحواء من كان يومها السيد).
لم يكن جون بول اول من هتف بمساواة الناس طبقيا ونادى بحقوقهم فقد سبقته مقولات زعماء ديننا الاسلامي (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا) وأيضا الحديث النبوي الشريف لرسولنا الكريم سيدنا محمد عن العدل والمساواة والانصاف (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامه).
والاية الكريمة تقول(ان الله يأمربالعدل والاحسان) سورة النحل الآية٩٠، في العدل كذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (عدل ساعة خيرمن عبادة سبعين سنه) – وقال: (لعمل الإمام العادل في رعيته يوماً واحداً أفضل من عمل العابد في أهله مائة عام ).
كما نادى السيد المسيح بالعدل والمساواة وكل الكتب السماويه والتعاليم الإلاهيه وليس فقط الديانات السماويه بل الوضعيه الأرضيه.
عيد العمال بدء من شيكاغو سنة1886عندما قام عمال المدينة بإضراب للمطالبة بتحديد ساعات العمل ب8 ساعات باليوم، حيث بدأوا الإضراب ب1مايو و استمروا حتى4 مايو، كان إضرابا سلميا طالبوا فيه الإجتماع مع السلطات. وكان لهم ذلك بأن إجتمعوا مع عمدة شيكاغو إلا أن العمدة غادرالمكان فجأة، وإنفجرت قنبله توفى على أثرها ضحايا من العمال والشرطة وبعد إحدى عشرة عاما عرف أن البوليس هو مفجر هذه القنبلة لتوريط العمال أمام الرأى العام، وإتهامهم بالتخريب. وصدر حكم بإعدام سبعة من العمال المقبوض عليهم زورا وبهتانا، ولكن تم تخفيض الحكم للسجن المؤبد وأعترف مديرالبوليس بعد إحدى عشرة عاما وهو على فراش المرض وتمت إعادة المحاكمة وصدر حكم ببراءة العمال. وفى المحاكمة وإعلان البراءة كانت زوجة أحد المحكومين “أوجيست سبايز” تقرء خطاب زوجها لإبنه الصغير جيم يقول فيه (ولدى الصغير عندما تكبر وتصبح شابا وتحقق أمينة عمرى، ستعرف لماذا أموت ليس عندما أقول لك إنى برىء وأموت من أجل قضية شريفة، ولهذا لاأخاف الموت، عندما تكبرستفخر بأبيك وتحكى قصته لأصدقائك).
هناك محاولات وتجارب عربيه في شأن منظمات ونقابات العمال فعلى سبيل المثال كانت مصر من أولى الدول العربية التي عرفت التنظيم النقابي، حيث تأسست في القاهرة نقابة عمال الدخان والسجايرعام 1899 في نفس عام تاسيسها قامت بإعلان إضراب للمطالبة بتحسين أجور العمال، وفي دمشق تم انشاء اتحاد العمال العرب جمع العديد من المنظمات النقابية العربية (مصرية، سورية، لبنانية، الأردنية، ليبية) كانت ممثله لعشرات من المنظمات والإتحادات النقابية والمهنية العربية، وخلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي انضم المغرب والجزائر والعراق والكويت وفلسطين والسودان واليمن والصومال وموريتانيا وجيبوتي وتونس. وفي العراق تم انشاء الإتحاد العام لنقابات العمال عام ٢٠٠٦.
طالما عالجت العماله مشكلة البطاله، ورغم ذلك مازالت البطاله منتشره وبرأيي سبب البطالة الرئيسي هوعدم الإهتمام بشؤن العمال إبتداء من تهيئتهم للعمل وتدريبهم، وإنشاء المعاهد التي تخلق عامل متعلم فكل مهنه تحتاج لعلم ودراسه وتدريب وخبرة. أين العمال من إهتمام وزارات التعليم؟ بانشاء معاهد ومدارس لتعليم الحرف والعماله ليتخرج منها محترفا،بكل تأكيد هذه المؤسسات التعليميه التي نناشد حكوماتنا العربية بانشائها يجب ان تكون مصاريفها على عاتق الحكومه حيث ان العامل لايمكنه دفع مصاريف تعليم واقساط دراسه، وبهذا الأمر تكون الحكومه قد زرعت بذور وستحصد ثمارها على المدى البعيد بانتاج كفاءات وأيادي عامله تبني، وتصنع من البلاد أسطوره بدلا من إستيراد العماله من الخارج من الدول الأسيويه وغيرهاعن طريق شركات تعتبرهامه على صعيد تدريب عمالها و كفائتهم.
لماذا دائما نحن شعوب متلقيه؟ هل من الصعب صنع عمال بقدر هؤولاء المستوردين وكفائتهم؟! وان خاطبت الحكومات لعمل مثل هذه المشاريع التعليمه فجواب المسؤولين جاهز لايوجد مال، والميزانيه وباقي العبارات والردود الغيرمجديه من التبريرات الغيرمقنعه في ظل فساد مالي و إداري كبيرالذي يقدربالملاين على مستوى الافراد و مليارات لأفراد، فكيف الحال بمؤسسات بكاملها. كما تنفق بعض الشخصيات اموالا على من لايستحق وهي بالأول والآخرأموال العامه لم يرثها من أبيه وجده.
وإنني أحذر اخواني العمال وقوعهم تحت أي شكل من اشكال الاستغلال من الممكن ان يواجهونها من خلال بعض المؤسسات التى من الممكن أن تظهرلاحقا بشكل يوحي بانها منظمه عماليه الا أنها تتخفى تحت ستائرحزبيه تسعى للحصول على مطامعها، ومصالحها الشخصيه السلطويه والماليه تحت شعارات عماليه أوشعارات تخدع عمالنا البسطاء، وتسليحهم سواء عسكريا أوميدانيا وتعبئتهم وأخرالأمر يقول العامل “جيتك عون طلعت فرعون”. فهؤلاء بحاجه لمن ياخذ بيدهم للنهوض بمصالحهم هم وليس لإستخدامهم وسيله.
لم يكن صدفة بأنى كتبت يوما عن العمال والسخرة بقصة أسميتها (قصة حب صينيه – السورالحزين) التي تناولت بها قضية العمال والسخرة وعبرت من خلالها عن المتاعب والمخاطروالمعاناه الشديده التي يتعرضون لها، كي يبنون لنا الاوطان فالأرض أرتوت من دمائهم الطاهره وهم يقومون بمهامهم القاسيه التي أودت بحياة بعضهم أثناء تأدية واجب العمل وكم يقاسون أحيانا من ترك الدار، وغربة الأحباب، وبعد الأهل، وكيف العمال يعطون الكثير لياخذوا القليل، هذا إن أخذوا فعلا بسواعدهم بنينا الأوطان حديثا، وتشدقنا بآثارنا وتراثنا. ومابقي من حضارات أسلافنا ماهي الامن صنع أيديهم، وها هي الآن شاهده على قصة كفاحهم وسورالصين العظيم أحد هذه الامثله، أهرامات مصر، وبوابة عشتار العراقيه، وأدراج بعلبك.
فى الختام أحب أهنيء كل عمال العالم رجالا ونساء حيث اصبحت الان المرأه ايضا عامله و بكافة الميادين و نقول لهم انتم من بنيتم الأوطان، أنتم من زرع ونحن من حصد، انتم من بنى ونحن الذي سكن، انتم من اجتهد ونحن من ضيع هذا الجهد، أنتم من عملتم بالمصانع التي نستهلك منتجاتها نحن ولمكن لكم بها نصيب، أنتم من رفعتم ارصدت أرباب عملكم بالملاين والمليارات، ولم تسمعوا كلمة شكر اوثناء الامرة كل عام باول يوم من الشهر الخامس و كأنكم لستم بيننا فنرسل لكم رساله بالبريد المستعجل لتصل تحديدا بهذا اليوم متناسين انكم من يستحق الشكر و الثناء ليس على بطاقات معايده و انما على ارض الواقع على ارض صلبه ياما عملوا بها ولها فانا من هنا اتمنى اكون احد الاصوات التي تنادي بحقوق العمال و تكريمهم ليس فقط بالكلمات
التي تساند عمالنا و تدعم قضيتهم و تؤكد على حقوقهم الغير معمول بها و غيرمنصوص للبعض الاخر اتمنى ان يكون للعمال في منطقتنا الشرق اوسطيه حقوق مماثله لحقوق العامل البريطاني او اي عامل اوروبي و لو كنا سنبدأ السلم من اوله درجه درجه فلنبدا و نطالب بحقوق هذه الشريحه الاكبر على مستوى تعداد سكاننا فالاغلبيه الساحقه من العمال، اذا شعوبنا عامله و يجب ان ننادي بتعديل قانون العمل و العمال لصالح الفئه المسحوقه