عبد الملك بن مروان وامرأتين

 

عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون

دخلت بثينة وعزة عند عبد الملك بن مروان، فانصرف إلى عزة، وقال: أنت عزة كثير؟
قلت: لست لكثير بعزة! لكنني أم بكر،
قال: أتروين قول كثير:
وقد زعمت أني تغيرت بعدها
. ومن ذا الذي يا عز لا يتغير
قالت: لست أروى هذا، ولكنني أروى قوله:
كأني أنادي أو أكلم صخرة
. من الصم لو تمشي بها العصم زلت
ثم انحرف إلى بثينة، فقال: أنت بثينة جميل…؟
قالت: نعم يا أمير المؤمنين!
قال: ما الذي رأى فيك جميل حتى لهج بذكرك من بين نساء العالمين…؟
قالت: الذي رأى الناس فيك فجعلوك خليفتهم.
فضحك حتى بدا له ضرس أسود لم ير قبل ذلك،
وفضل بثينة على عزة في الجائزة.
وأمرهما أن يدخلا على عاتكة فدخلتا عليها، فقالت لعزة: أخبريني عن قول كثير:
قضى كل ذي دين فوفى غريمه
. وعزة ممطول معنّى غريمها
ما كان دينه…؟ وما كنت وعدته…؟
قالت: كنت وعدته قبلة ثم تأثمت منها.
قالت عاتكة: وددت أنك فعلت وأنا كنت تحملت إثمها عنك.
ثم ندمت عاتكة واستغفرت الله تعالى، وأعتقت عن هذه الكلمة أربعين جارية.

Related Articles

Back to top button