لماذا كسوة العيد

✍️ صالح الريمي :

أذكر في طفولتي كم كانت السعادة تغمرني عندما يشتري لي والدي كسوة العيد، ثم يوم العيد أبدأ بجمع العيديات من والدي أولًا، ثم جدتي ثم أخوالي وخالاتي وأعمامي وعماتي وكل من يزور بيتنا من الأقرباء الكبار، وفي نهاية اليوم أجلس منتشيًا بالمنحة الخاصة، وأبدأ في وضع الخطط المناسبة لاستغلال الحدث السعيد .

ولهذا عبر التاريخ الإسلامي نجد أن كسوة العيد هي تقليد إسلامي يرتبط بالاحتفالات الدينية الأساسية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، ويعتبر مظهر من مظاهر الفرحة التي سنّها النبي صلى الله عليه وسلم، وباب من أبواب تعظيم شعائر الله المرتبطة بأركان الإسلام مثل صوم رمضان وأداء الحج، وما يتبعهما من أعياد.

وتتمثل التبرع بكسوة العيد والملابس الجديدة للأسر الفقيرة التي لم تسعفها ظروفها المالية ليرتديها الأفراد صغارًا وكبارًا خلال أيام العيد المباركة، وتخفيف عنهم الأعباء المالية التي تتحملها تلك الأسر وتساعدهم على الاحتفال بالعيد بشكل لائق، والظهور بمظهر لا يقل عن أقرانهم من أعضاء المجتمع الذين تتوفر لهم الحياة الكريمة بإدخال الفرحة والسرور ووضعهم بمنزلة من لم ينقص عليهم شيء .

وتأتي أهمية كسوة العيد بأنها تساعد على إدخال الفرحة على قلوب الأسر الفقيرة والمحتاجة والمعوزة في هذه المناسبة السعيدة، وتلعب دورًا مهمًا في تعزيز روح التعاون والتكافل الاجتماعي، ومشاركة الفرحة وإدخال السرور على قلوب الأطفال والعائلات الفقيرة، وتغني الفقير عن ذل السؤال، وتمنح الأطفال الفقراء شعورًا بالمساواة مع أقرانهم، إلى جانب الأجر والثواب الكبير الوارد في فضل التصدق والتبرع بالكسوة من الأشخاص ذو الظروف الميسورة بالملابس والأحذية وغيرها من الاحتياجات الأساسية للمحتاجين بحصولهم على كافة مستلزمات الحياة دون نقصان أو اضطرار إلى مذلة السؤال.

*ترويقة:*

 

أنقل قول أحد المغردين عن كسوة العيد بتصرف مني، يقول:
“الحقيقة التي قد تخفى على البعض أن بيوتنا مليئة بالخير الوفير، وخزائن الملابس تغص باللباس المتراكم، فلا تهفو نفوسنا إلى لبس الجديد كما هو حال الفقراء والمحتاجين، فالحال مختلف جدًا بالنسبة للفقير والمحتاج، فالمحظوظ منهم يحصل على كسوة جديدة للعيد، ولا يلبسها إلا في العيد فقط، وقد يكون لباسه الحالي قد مرّ عليه عام أو أكثر، فصار مهترءًا ورثًا، فعندما نستحضر هذا الأمر، فسنعلم لماذا يستميت الفقير والمحتاج للحصول على كسوة العيد، وهي ليست ترفًا كما هي عند الأغنياء والميسورين، بل هي حاجة ملحة، وفرصة مناسبة للفرح بيوم العيد”.

*ومضة:*

جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما مِن مُسلمٍ كَسا مُسلمًا ثوبًا؛ إلَّا كانَ في حفظٍ اللهِ ما دامَ منهُ علَيهِ خرقةٌ)، كما قال عليه الصلاةوالسلام: (أيُّما مُسلِمٍ كَسا مُسلِمًا ثَوبًا على عُريٍ كَساه اللهُ من خُضْرِ الجَنَّةِ).

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى