نبذة عن حياة صحابة رسول الله الحلقة الثانية والعشرون

✍ د. لبني يونس :

صحابي جليل لقي ربه مبتسما يوم أحد ..
وطأ الجنة بعرجته..
هو  الصحابي الجليل  عمرو بن الجموح

هو أحد زعماء المدينة وسيد من سادات بني سَلِمة وشريفاً من أشرافهم ، وواحد من أجواد المدينة، آخر من أسلم من الأنصار
وكان صهرًا لعبدالله بن عمرو بن حرام ؛ فقد كان زوجًا لأخته هند بنت عمرو
قبل إسلامه……
كان عمر بن الجموح معروفا عنه شغفه بالأصنام إذ كان يعبد صنماً يسمى “مناف”
نعم كان يعبد صنما وكان يحتفظ به في بيته ويوقره ويعظمه

فكان ابنه معاذ بن عمرو بن الجموح بعد إسلامه ومعاذ بن جبل يدخلان ليلاً إلى الدار فيأخذان هذا الصنم ويلقيانه في مكان مخلفاتهم منكساً على رأسه
و كان عمرو بن الجموح كلما أصبح يذهب فيأتي بالصنم ويغسله ويعطره , وهو يتوعد من فعل به ذلك .. وكل ليلة يتكرر نفس المشهد.

حتي اتي يوما واصاب عمرو الملل فوضع سيفه في رقبة ذلك الصنم الذي يعبده وقال له .. لأني لا أعلم من يفعل بك هذا , فإن كنت تستطيع الدفاع عن نفسك فهذا السيف معك فافعل ولكن حدث بالليل ما لم يكن يتوقعه الصحابي الجليل قبل إسلامه حيث جاء الفتيان فأخذا السيف من عنقه ثم أحضرا كلباً ميتاً فقرنوه به بحبل وألقوه في بئر من الآبار فيها يقضي الناس حاجتهم حيث لم يكونوا قد اتخذ الناس مكانا لقضاء الحاجة في بيوتهم

وفي الصباح قام عمرو يبحث عنه قلما وجده كذلك علم أنه لا نفع فيه وسخر منه وقال لو كان منك نفع لدافعت عن نفسك
فأسلم وحسن إسلامه وشكر الله على نعمة الاسلام ..

غزوة بدر …..
أراد سيدنا عمرو أن يشارك فيها فمنعه أولاده لأنه كان شيخاً كبيراً فحزن لذلك حزناً شديدا ولكن ابنه معاذ بن عمرو كان له موقف عظيم ونال شرفاً عظيماً في ذلك اليوم هذا فقد ضرب معاذ أبا جهل يوم بدر وقطع قدمه , وقام ابنه عكرمة فضرب معاذ على يده فقطعها غير أنها ظلت معلقة بجلدها فظل يقاتل ثم وضعها تحت قدميه وطرحها.

وعندما وصلت أنباء انتصار بدر والشجاعة التي أبداها معاذ نجل عمرو بن الجموح …
ادخلت علي قلبه البشري ولما علم عمرو بن الجموح ببطولة ابنه وشجاعته وبانتصار المؤمنين وقتلهم أبا جهل فرح فرحا عظيما.

شجاعة ابناء عمروابن الجموح في غزو بدر دفعته للإصرار علي المشاركة في غزوة احد رغم عرجه الشديد وسنه المتقدمة وقد كان له من الأولاد أربعة أبناء فرسان يغزون مع رسول الله وطلبوا منه عدم الخروج

وحاولوا إقناعه بالقول إن الله قد وضع عنه الجهاد وقالوا له نحن نكفيك فغضب وذهب إلى رسول الله يرجوه ويلح عليه أن يأذن له بالخروج معهم لعله يلقى الله شهيدا
و توجه عمرو بن الجموح الي الله بالقول والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة وهكذا خرج عمرو للجهاد وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه في ذلك اليوم قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين

وقد لقي خطاب رسول الله آذانا صاغية لدي ابن الجموح حيث كان أول المستجبين لدعوة النبي ولما وجد رسول الله رغبته الشديدة في الجهاد أذن له فيها فحمل السلاح وخرج فرحا مسرورا ودعا ربه بصدق وضراعه قائلا َ اللهم ارزقني الشهادة ولا تردني الي اهلي
حيث قام وهو يعرج فقاتل حتى قتل شهيداً هو وابن أخيه ومولى له ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال له …كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة.
.

وقد استجاب المولى – عز وجل – دعوتَه؛ إذ إنه بعد أن طهَّر الأرض من كثيرٍ من المشركين، إذا بسيف من سيوف المشركين يُسكت الجسد الطاهرَ، ويقال له ولرفاقه: ” يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي “

إشادة الرسول صل الله عليه وسلم
بعمرو بن الجموح كما روي البخاري
أن الرسول اشاد بكرم الصحابي الجليل عمرو بن الجموح وسخائه وجوده بل أن النبي صلي الله عليه وسلم اختاره سيّدًا على قومه ، فقد روى البخاري في كتابه الأدب المفرد عن جابر أن النبي محمد سئل: «من سيدكم يا بني سلمة؟ قلنا: «جد بن قيس، على أنا نبخله»، فقال ﷺ: «وأي داء أدوى من البخل، بل سيدكم عمرو بن الجموح»

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

Related Articles

Back to top button