الأسرة ويوم التأسيس
بقلم /عبد العزيز بن عبدالله الجريد
الامين العام للجمعية الخيرية لصعوبات التعلم
يحتفي وطننا الغالي (المملكة العربية السعودية) في الثاني والعشرين من فبراير كل عام، بذكرى يوم التأسيس ليحكي لنا حكاية وطن انطلق للمجد والعليا منذ ثلاثة قرون.
ففي 27 يناير 2022 م أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود_ حفظه الله تعالى ورعاه_ أمرًا ملكيًا بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوم لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم يوم التأسيس، ويصبح إجازة رسمية، ويوافق هذا اليوم تاريخ 30 جمادى الآخرة من عام 1139 ه، بناء على ما استنتجه المؤرخون وفقا للمعطيات التاريخية التي حدثت خلال تلك الفترة وشهدت تولي الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية والعديد من الإنجازات في عهده؛ ليرسخ هذا اليوم في أعماقنا انتماء ينمو ويكبر كل يوم، وفخر بعراقة هذا الوطن وأصالته، وعزا بجذوره الضاربة في عمق التاريخ على ما يربو من ثلاثمائة عام، فهو مناسبة وطنية للاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية.
ولا شك في أن دور الأسرة حيال هذا اليوم لا يجب أن يقف عن الاحتفاء فقط، وإنما يتعدى إلى تعليم أبنائنا وأجيالنا الحديثة بعظمة هذا الوطن، والتحديات التي واجهته عبر السنوات، وجهود ملوكه وولاة أمره في نهضته والحفاظ على أمنه واستقراره.
ونظرا لأثر السنوات الخمس الأولى في حياة الإنسان في تكوين شخصية الطفل وبلورة أفكاره وتشكيل سلوكه المستقبلي فإن تنمية الاتجاه الإيجابي نحو الوطن يساعد الطفل على اكتساب مهارات الحياة وتكوين توجه إيجابي نحو المسؤولية الاجتماعية والتعايش مع الآخرين، والحفاظ على المجتمع ومقدرات الوطن وممتلكاته.
ولا يتأتى هذا من فراغ فالحب والانتماء انفعالات مكانها القلب، تنمو مع الشعور بأهميته، والوطن ورحلته الطويلة نحو البقاء والنشأة وجهود ملوك الوطن ورموزه في توحيده، وتنمية ثرواته والحفاظ عليها.
وذلك من خلال اغتنام عطلة يوم التأسيس للحديث المباشر مع الأبناء حول مقومات المواطنة الصالحة، وتعميق مفهوم السمع والطاعة لولاة الأمر في نفوسهم، إيمانا وتصديقا لما جاء في القرآن والسنة.
كما أن من واجب الأسرة أيضا تذكير الأبناء بأن كل الخدمات من مطارات ومدارس ومستشفيات وطرق ومرافئ توفرها الدولة من أجل راحتهم وراحة إخوانهم المواطنون، وقص القصص المحفزة على حب الوطن، والمقومة لشخصيات الأبناء تجاه المواطنة الصالحة.