التلوث وما نجم عنه من عواقب…

✍ريم ماهر : 

كُلف الإنسان بإعمار الأرض وإستغلال أرزاقها لأجل إحراز وموكبة تقدمه وتطوره الحضاري في كل المجالات إلا أن:

الإستغلال الغير سوي للبيئة أدى إلى إفسادها وتدمير معالمها بما تركه لنا من مخلفات ضارة للكائنات الحية مُطلقين علي ذلك العبث مصطلح( التلوث البصري)

 

وقبل معرفة التلوث البصري لابد أن نصل إلي مفهوم التلوث أولاً:

 

من الناحية اللغوية فقد جاء علي لسان العرب المحيط وفي معاجمهم أن كلمة (لوث) تعني تلطخ. 

 فيقال لوث ثوبه بالدمتء أي لطخ ملابسة وكدرها بسائل الدماء علي إختلاف أنواع الدم ذاتة:

 ‏•سواء كان دماً حلالاً(كدم الطيور)

 ‏•وسواء كان دماً سُحةً(كأن يستحل الإنسان دم أخاة)

 

ثانياً: 

 ‏من ناحية المعجم الوسيط تلوث الماء أو الهواء فمعناة أن خالطته مواد غريبة بشرط تكن مضرة.

 ‏فلا نقول مثلا تلوث الماء حين أضفنا لة خليط السكر وإنما يُلوث حين يُضاف لة السُم وخلافة. 

 ‏

 ‏ثالثاً:

 ‏من ناحية ما تشير لة المعاجم الغوية الأخرى فالتلوث يعني خلط الشيء بما هو خارج عنه.

 ‏كأن نُضيف للماء مثلاً مادة الماغنسيوم وهو لا يدخل في تركيبة غير الهيدروجين والأكسجين وحديثي عن الماء المقطر أما عن الماء الذي نرتشفة كل صباح من صنابيرنا المعتادة فيدخل في تركيبها كل الماء وتُلوث إن أضفنا لها الزئبق مثلا.

 

 ‏

 ‏رابعاً:

 ‏من الناحية الإصطلاحية فالتلوث هو إدخال مواد ضارة إلى البيئة ذاتها كأن نُضيف للماء مثلا عوادم السيارات وتوالف البيئة وتسمى هذه المواد الضارة المضافة (بالملوثات) 

 

أما عن مقالنا فمحورة التلوث البصري فهو: 

مجموعة من العوامل التي تعيق جمالية المنظر سواء كان المنظر منظرا طبيعيا كالغابات والشواطئ أو منظرا من صنع الإنسان مثل المدن، ينتج هذا النوع عن التلوث وأنواعه بصفة عامة أو عن الاستغلال غير الجيد للبيئة ومن أمثلته: اللوحات الاعلانية، النفايات، الكتابات على الجدران، المباني المهجورة، الأسلاك الكهربائية، الطرق الغير معبدة

 

فللتلوث البيئي عدة أشكال إلا أن هذه الأشكال تشترك في كونها تؤثر على الصحة النفسية وعلى صحة المجتمع وفيما يلي سأحاول تغطية أكبر الأثار السلبية للتلوث البيئي

 

قد يقال إن هذه مشكلة غير مهمة أو أن جمالية المحيط أمر رفاهي ولا يجب الانشغال به بل الأولى التركيز على النمو الاقتصادي، وهذا خطأ اذ Hن الاشتغال بخلق بيئة ملائمة للأفراد لا يتعارض مع النمو الاقتصادي بل العكس فجمالية العمران والبيئة تجذب السياح مما يحسن من اقتصاد البلد، ثم إن التواجد في بيئة ممتازة يحسن من إنتاجية الأفراد ويقلل من ضغطهم في العمل بالتالي انعكاس إيجابي على أداء المؤسسة بالتالي نتائج إيجابية اقتصاديا واجتماعيا، ثم إن تداركنا هذا المشكل من الآن فسيكون اسهل بكثير من محاولة تداركه في المستقبل… 

-لذلك يُعد التلوث البصري الأكثر إنتشاراً في مدننا الحديثة بعد الثورة الصناعية الصارخة والمُربك هنا أن القري رغم عدم تطورها إلا أنها لم تخلواْ من ذلك التلوث… 

 

 

 

 

 

 

فما هي أنواع التلوث البصري؟ 

اختلفت الأقاويل حول تجزئة التلوثة وتقسيمة إلي أنواع التلوث ولكن ثبث العلماء والفلاسفة واستقرت أرائهم حول أن للتلوث نوعان هما:

 

1-التلوث الطبيعي:

وهو تلوث سببة الظواهر الطبيعية الخارج عن إرادة الإنسان كالدمار الناتج عن الزلازل والفيضانات مثلا…. 

 

2-التلوث الصناعي:

وهو التلوث الناتج عن نشاطات الإنسان المختلفة كنشاطة الصناعي أو الزاعي وغيرهم من النشاطات…. 

 

 

 

 

 

وما هي مصادر التلوث البصري؟ 

وسائل التواصل:

إضافة الى تأثير الضوء الناتج عن شاشات الاجهزة على العينين تحتوي وسائل التواصل على الكثير من الألوان الفاقعة في المنشورات أو في الإعلانات….. 

 

اللوحات الإعلانية:

سواء التي توجد في المباني أو في المحلات تمثل اللوحات الإعلانية أكثر تجليات التلوث البصري انتشارا، تقلل اللوحات الإعلانية من جمال المظهر وتجعله يبدو غير متناسق وتسبب ظاهرة تسمى الفوضى البصرية….. 

 

التلوث الضوئي:

وهو تواجد الإضاءة الصناعية في البيئة ويعتبر من الأسباب الأساسية للتلوث البصري، من الأشكال التي يكون فيها التلوث الضوئي مؤثرا على التلوث البصري هي ظاهرة التعدي الضوئي حيث يتم إضاءة أماكن غير مرغوب في إضاءتها كدخول ضوء عمود الانارة في الشارع الى الغرف، كذلك الإضاءة المفرطة التي تؤدي إلى مشاكل في رؤية الألوان…. 

 

كذلك التصميم السيء للمباني، والأسلاك الكهربائية، النفايات، والرسم على الجدران، يمكن القول أن وجود التلوث البصري هو نتيجة حتمية لتواجد الأنواع الأخرى للتلوث…. 

 

فهل للتلوث البصري آثر على الصحة؟ 

لا يؤثر التلوث البصري بشكل رئيسي على الصحة البدنية للإنسان لكن تأثيره يتركز في الجانب النفسي حيث انه يسبب القلق والكآبة والتوتر للمواطنين كما أنه يضر براحة العين قد لا يبدو ذلك مشكلة للبعض إلا أن لديه تأثيرا مباشرا في سعادة المواطنين وطبيعة العلاقات الاجتماعية، كذلك للتلوث البصري عواقبه على الاقتصاد، كما أن التواجد في بيئة ملوثة بصريا يؤثر بالتأكيد على جودة الحياة للفرد. 

 

-أثار التلوث البصري على البيئة والإقتصاد. 

ماذا نعرف عن التلوث البصري؟

يكمن أثر التلوث البصري على البيئة في كونه يخلق فوضى بصرية، الفوضى البصرية هي عبارة عن اختلاف الأشكال والأحجام والألوان بحيث يجعل المنظر قبيحا، هذا يؤثر على البيئة فيجعلها أقبح مما يجعلها غير ملائمة للقيام بلأنشطة اليومية بشكل فعال بالتالي تؤدي إلى تقليل الإنتاجية والذي يؤدي حتما إلى اضرار إقتصادية، بسبب قلة إنتاجية الفرد. 

 

السؤال الذي يطرح نفسة الآن من المسئول عن ذلك التلوث؟! 

التلوث البصري جرم اشترك فيه عدة أطراف من ضمنهم نحن كأفراد، فنحن المسؤولون الرئيسيون عن جودة المحيط التي نعيش فيه كالمنزل والشوارع فضلا عن كوننا المسؤولين عن تحسينها، كذلك تتحمل السلطات مسؤولية الشوارع المتواجدة في الأماكن العامة وكذلك أصحاب المحلات مسؤولون عن محلاتهم، فكل طرف مسؤول عن ما في يده وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”، فالأب مسؤول في بيته والتاجر مسؤول في متجره والمسؤول مسؤول في مؤسسته وكذا…

 

 

وما الحلول الواحب إتخاذها للتصدي لذلك التلوث؟ 

توجد عدة حلول للحد من التلوث البصري بعضها للأفراد والبعض الآخر للسلطات منها: تنظيم اللوحات الإعلانية وتصميمها بشكل أفضل، وضع قوانين تحد من هذا التلوث، التوعية حول الموضوع خصوصا للأجيال الصاعدة بحكم ان هذا التلوث في تزايد. 

 

-وعلى الرغم من كونه من أقل أنواع التلوث التي تلاقي إهتماماً إعلامياً واسعاً المديٰ إلا أنه من أكثرها إنتشاراً وذلك بحكم كثرة إنتشار مصادره وتنوع مواردة التي ساهمت في تشويه البيئة المحيطة بنا مما آثر علي سعادتنا إنتاجيتناً كأفراد.

  • نحن الجانون الوحيدون ونحن المتأثرون الوحيدون…

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى