اليوم العالمي للإذاعة

✍ محمد الدغريري :

عندما نرجع لتاريخ الإذاعة في المملكة العربية السعودية يتبادر في أذهاننا الملك فيصل رحمه الله الذي أولى اهتماما واسعاً، وكان يحرص على سماع الإذاعة على نحو مباشر في سفرياته لمتابعة الأحداث السياسية والاجتماعية التي تدور رَحَاهَا في العالم. وبدأت الإذاعة أولى خطواتها الميمونة في عهد مؤسس المملكة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه في مدينة جدة سنة 1949، ووضع الإطار العام لنهج سياسة انطلاق الإذاعة الوطنية بما يتوافق مع طبيعة المجتمع، ومن بعدها انطلقت العديد من المحطات الإذاعية لتعم كافة مناطق الوطن، وقد يعتقد الكثير من الناس بأن تاريخ الإذاعة قد ينتهي مع ثورة التقدم التكنولوجي وسطوة مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا بلاشك تفكير خاطئ حيث أثبتت الإذاعة صمودها في مواجهة التحديات، وطورت من خلالها برامجها المختلفة والاهتمام بظهورها في مواقع التواصل، وذلك بإنشاء مواقع الإلكترونية تربط المستمع ما بين سماع الراديو ومتابعة مواقع التواصل، ومن المميزات التي تحظى بها الإذاعات هي انتشارها اللافت في المناطق التي يحتدم بها الصراعات والحروب في بعض الدول المجاورة في العالم حيث يُستمتع لها بسهولة بحمل جهاز الراديو خلال تنقل الناس من مكان لأخر، وذلك لسهولة البث المباشر الذي يختلف عن التلفاز من حيث الإمكانيات، وشاهدنا على سبيل المثال لا الحصر أحداث غزة يتابع الكثير الإذاعات المحمولة بعدما دمرت بيوتهم، وشردوا من ديارهم، وكانت الإذاعات هي سبل التواصل ومعرفة تطورات ما يجري على أرض الواقع، تمر السنين، ونبقى نشعر بالحنين والعاطفة للزمن البعيد الذي كانت به الإذاعة تجمعنا في كل وقت مع أحبابنا وأصدقائنا في المقاهي والبيوت والسيارات نستمتع للإذاعة فقد كانت هذه الوسيلة، ولا تزال هي من تربطنا بذكريات الزمن الجميل، ومنها عرفنا كبار الشخصيات والمشاهير في كافة المجالات المتنوعة، ومنها بيننا عليها ثقافتنا ومعرفة تراثنا، لذا نحن محظوظون باليوم العالمي للإذاعة، ونأمل من إذاعتنا بتنفيذ اقتراح المذيع الزميل محمد الراعي بإنشاء إذاعة مختصة تعيد برامج الإذاعة القديمة على غرار قناة ذكريات التلفزيونية، وكما قال الراعي بأن إذاعاتنا المحلية تحمل مخزوناً هائلاً من البرامج القديمة في إدارة الأستوديوهات الداخلية المخزنة يجب على الجميل الجديد التعرف إليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى