القاسم المشترك للنجاح
عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون
النجاح والسير في طريق تحقيق الأهداف يحمل في طياته أفكارا وتساؤلات، بل وبدلا من فعل ما هو ضروري لتحقيق النجاح تبرز في داخلك صراعات، ويقوم سوق المفاضلة بين القيام بما هو صحيح، وصعب وضروري، وبين القيام بما هو ممتع وسهل، وقليل القيمة، وعليك أن تفكر في المدى البعيد، فهو المفتاح لخلق مستقبل رائع لنفسك.
ومن يتهيب صعود الجبال
. يعش أبَـدَ الدهر بين الحفر
ويوضح هربرت جراي، وهو أحد رجال الأعمال، القاسم المشترك بين كل من سعى بجدية للوصول إلى الأهداف فيقول: الناجحون قد اعتادوا القيام بالأمور التي لا يحب الفاشلون القيام بها، وهو الثمن الذي لا بد لهم من دفعه.
فهم قد تبصروا بالعواقب الإيجابية التي سيحصلون عليها فضحوا بالكثير من الراحة من أجلها، وقاموا ببرمجة أنفسهم على تقنين طويل المدى لتصرفاتهم، ولم يستكينوا لمغريات نيل الاستمتاع الشخصي والرضا العاجل، فمارس المزيد من تلك الأمور التي تؤدي إلى النجاح، وتوقف عن الانخراط في تلك الأنشطة التي لا طائل من ورائها، وتفكر في الأشياء التي يجب عليك الإكثار منها، أو الإقلال من فعلها، فأكبر شيء يعرقل السير في اتجاه تحقيق أحلامك، هو أعذارك المفضلة، ولا يعني هذا أنك لا تدري ما يجب عليك فعله، بل عدم وجود انضباط تجبر به نفسك على القيام بما يجب عليك فعله، وليس هذا بالأمر الصعب لو تفكرت به جيدا، وتنمية الشخصية أعظم عمل في هذه الحياة، يقول رالف والدو إيمرسون: إن صوت أفعالك يفوق صوت أقوالك علوا.
في كل مرة تختار فيها خيارات صحيحة، وتعمل بصورة مستمرة، وبأفضل ما لديك من معرفة، ستقوى من شخصيتك، وتصبح شخصا أفضل، والعكس صحيح أيضا، ففي كل مرة تقبل فيها بالحلول الوسطى، وتتخذ الطريق الأسهل، وتتصرف بطريقة تتنافي مع ما تعلم صحته، فأنت إنما بهذا تضعف من شخصيتك، ولا تعطي نفسك حقها اللائق بها.