قصة عفريتة العتبة التي سارت على قطبان حديدية

“سلام قولا من رب رحيم ”
كانت الجملة الأُولى التي رددها المصريون سنة 1896 ، حين فوجئوا لاول مرة بعربات الترام تسير بسلاسة على قضبان ملساء في ميدان العتبة بالقاهرة وسمّوها الـ« عفريت » .
بالنسبة لهم هي تسير بلا حمير أو بغال أو خيل وبلا حتى بخار كالقطارات ، و ما هي إلا بضعة أشهر حتى بدأوا الاعتياد عليها وركوب الترام .
ثم اتتهم المفأجاة التاليه و هي السيارة
و كان أول من امتلك سيارة في مصر ، الأمير عزيز حسن سنة 1903 ، اذ أتى بها من ألمانيا ، و قام بأول مغامرة بها بالسفر من القاهرة للإسكندرية في رحلة استغرقت 10 ساعات بسرعة 20 كيلو متر في الساعة و تلاه الخديوي عباس حلمي الثاني ثم شقيقه الامير محمد علي توفيق صاحب اول حادث في تاريخ السيارات بمصر بعدما اصطدمت سيارته بعربه كارو كانت تحمل أخشاب
و بدأت السيارات تتدفق الي السوق المصري حتي بلغ عددها 110 سيارة سنة 1905 .
يقول احد الكتاب المصريين في جريدة المقطم يصف حالته عندما ركب السيارة لاول مرة في حياته و كان ذلك سنة 1908
” أنه اقبح اختراع ظهر في القرن التاسع عشر ”
و يفسر جملته هذة بقولة ( رأيت منذ مدة قريبة أن أركب أوتومبيلا , من باب العلم بالشئ فقد مللت عربات السوارس و الامنيبوس , فقصدت موقفا و أمتطيت صهوة أحد المقاعد , و ما كدت أتبوا هذا المقعد حتي حرك السائق قطعة حديدية كانت بجانب ساقه , فسمعت دويا قبيحا , و شممت رائحة كريهة , و شعرت بارتجاج في جميع اجزاء جسمي , فكنت و الجالسين كمن اعترتهم حمي , فتجلدت و ظننت انه بادئ بدء ربما كان ذلك لعدم تعود ركوبها , و اخيرا تحركت و هبت رائحة الدخان الكريهة فأستعذت بالله , جائني المحصل فطلبت منه ان ينزلني اخر الخط انتقاما من نفسي الامارة بالسوء , حتي لا تعود تطالبني بركوب هذا المركب الملعون , و في تلك الاثناء مالت السيارة الي اليسار فوقعت علي من كان بجانبي و وقعنا علي الثالث , ثم ملنا جميعا علي الرابع و لولا وجود الحاجز الحديدي لذهبنا جميعا ضحية تقليدنا للاغنياء , و كلما مالت السيارة ذات اليمين ملنا يمينا , أو ذات الشمال ملنا شمالا , كأننا في حلقة ذكر , الي ان وصلت بنا محطة مصر فنزلت و أنا العن الاوتومبيل و مخترعيه و صانعيه و راكبيه )

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى