يتألم العازف
من كتاب عجائب الدنيا الثمانية
بقلم
محمد ابراهيم الشقيفى
بين الناى والنغم تتراقص النعم تبهر الألحان الأذن وتعطى الحلاوة لثمار الشجر عندما يتألم العازف على أوتار الكمان يبحث القلب عن موسيقى الشجن .
حيثما تتساقط الدموع من بين مقامات العود تحترق جذور بحور الشعر حينما يعزف الناى يهتز جذع الأمل تتراقص بين طبلة الإيقاع سيمفونية من أوجاع الأيام وفوق نبض الحياة ينتفض أنين الحجر تتصاعد أبخرة الخوف تستنشقها قلوب البشر تستشعر قدوم الزلزال تلك الأرواح التى يسكنها الألم تبكى وتضحك فى آن واحد مع عازف الليل الساكن الدنيا أحزان تتراقص من فوهة العازف على لهيب الشوق المشتعل وفوق الشوك تعبر النفس على درب الجمال عارية الثوب حافية الأقدام .
الحنين صراع على أوتار القلوب وألم يصاحب أنغام العود تلك الروح العائدة من رحلة بين العشق والأهات تستشعر قدوم سكرات تطفأ الشموع الحب سيرحل ولن يعود حين ذاك يتألم العازف عندما يعزف الخوف على مسامع تدرك أحساس الصوت المرهف أيتها الآلات التى تطرب أسماع الأذهان أنتم بلا ألحان العازف مثل قصور الدنيا خاوية على عروشها من غير متاع أميرة لديها بريق الجمال ولكن ينقصها جوهرة التاج.
العازف هو المخرج المتميز للعمل الرائع حينما يتألم يبدع يجعل اللحن يبهر العالم الكل معه يستمتع بغذاء الروح.
لا أحد يعلم كيف أبدع العازف وتغزل ونوع ووصف الألحان متى وأين رسم الحروف وأخرج السكنات والحركات مثل نسيم الهمسات فعندما يتحدث الشجن نستمع لصوت الناى الحزين حينما نستقبل الفرح يمتعنا المزمار وإيقاع الدوف تتصافح بين أيدينا الصاجات فى الحفلات ورقصات الشموع تهتز على الربابة سلالم المقامات كل هذا الفرح همس الحزن أوجاع السنين وضربات القلب تحضن الأنين عندما يبحث العازف عن جرح الماضي بإحساس وحنين.
يتألم العازف ونحن نتغزل فى الألحان نلتف حول كل مقام موسيقى و كلما زاد الوجع أبهرنا التألق وجمال الإبداع .
الكاتب /محمد ابراهيم الشقيفى