الكاتبة التونسية سمر المزغني: مكّنتني التجربة من تعلّم المزيد

أجرى الحوار /لطيفة محمد حسيب القاضي

الكاتبة التونسية سمر المزغني: مكّنتني التجربة من تعلّم المزيد
أجرى الحوار /لطيفة محمد حسيب القاضي
الباحثة والقاصة التونسية سمر المزغني هي شخصية متفردة حيث يقوم أسلوب كتابتها على تقنية التوليد فتتناسل قصصها من بعضها بشكل سحري عجيب واحدة تلو الأخرى ومن فضاء وشخصيات وأماكن إلى فضاء أخر ومن قصة إلى قصة من حيلة إلى حيلة اخرى بشكل مرن وتشويق مستمر على شاكلة ألف ليلة وليلة، كليلة ودمنة، تتسم بأصالة وجرأة ،تحاول بشكل مستمر من تحفيز الشباب المبدعين وتناولت قضايا المرأة والسلام والعدالة .
دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية مرتين في عامي ٢٠٠٠-٢٠٠٢ ذلك لغزارة إنتاجها القصصي والكتابة حيث كتبت مائة قصة قصيرة للأطفال في وقت قياسي.تحولت قصصها إلى مسلسل تلفيزيوني للأطفال  تم إنتاجه في القاهرة .صدر لها أربعة عشر كتابا.
حصلت على عدة جوائز منها جائزة الإبداع واختيرت كأول شابة عربية تشارك وتتكلم في تاريخ القمم العربية ، حصلت على قلادة الإبداع ٢٠٠٢ من دار القصة العربية وهو ارفع وسام تمنحه الدار،وفي المغرب نالت على جائزة الإبداع القصصي للاطفال.
-صنفتِ في مجلة business Arbian  في قائمةأهم الشباب القياديين في العالم العربي؟
نعم، وذلك لعملي طوال سنوات عديدة على مشاريع تنمّي قدرات الشباب ومساهمتي في برامج تدريبية على المهارات القيادية للشباب في عدد من بلدان العالم.
-رواية (أشياء) تحكي عن أفراد عائلة مشتتة يعانون من إدمان الوحدة والمحنة، هل ممكن إضاءة على الرواية؟
هي رواية عائلة مشتتة، كل فرد من أفرادها يعاني من إدمان رهيب يرتبط بسرّ خطير، يبقيه بمعزل عن الآخرين. وفي وحدتهم يصيرون هم الأشياء، إذ تتحكم فيهم الأشياء التي يدمنونها وتسيّر مصائرهم. ولكنها، أي الأشياء، تروي قصصهم في هذه الرواية وتفضح أسرارهم.
-لقد كان اهتمامك بالحكي وكتابة قصص الأطفال  وتأليف الكتب ،قدمت ما يقرب من ١٠٠قصة قصيرة للأطفال ونشرت ١٤ كتابا وتناولت في كتبك قضايا المرأة، والعدالة، وتكافؤ الفرص..برأيك هل المرأة أخذت حقها؟
بشكل عام، النساء في كل العالم لم يكتسبن بعد حقوقهن بأكملها. ولا زالت الفجوة هائلة بين الواقع والمنشود الضروري لتحقيق مجتمعات أكثر توازنا وسعادة.
– فقمت بتحفيز الشباب المبدعين ..كيف كان ذلك؟
منذ طفولتي وأنا أشارك في ورشات ولقاءات لتحفيز الأطفال على الإبداع.، فضلا عن تقديم برامج تلفزية لحث  الأطفال على القراءة وحبّ الكتب. وفي سنوات الشباب، قدمت ورشات تدريبية عن التفكير الإبداعي والنقدي للشباب في الجامعات والمنظمات المحلية في 30 دولة حول العالم.
-سمر سمير المزغني أصغر كاتبة دخلت موسوعة غينيس مرتين. نلتِ لقب (أصغر كاتبة في العالم)عام ٢٠٠٠ وفق موسوعة غينيس للأرقام القياسية ومن نفس الموسوعة نلت ٢٠٠٢ لقب كاتبة غزيرة الإنتاج الأصغر في العالم؟
صحيح. فقد صدرت 4 من كتبي وأنا في سن الثانية عشر. و6 منها صدرت وأنا لا أزال في سن 14 سنة 2002
-تكتبين الشعر باللغتين العربية والفرنسية ..؟
لا أزعم أني أكتب الشعر، ولكن لي عدد من المحاولات الشعرية باللغتين، وباللغة الانجليزية أيضا.
-لديك نجاح عربي وعالمي أهلك لتكوني عضو لجنة التحكيم الدولية في مهرجان القاهرة الدولي الحادي عشر للأفلام الموجهة للأطفال؟
نعم، حدث ذلك عندما كنت في سن الحادية عشر سنة 2000. وقد وُجّهت لي الدعوة بعد صدور عدد من كتبي وحصولي على جوائز وطنية في الإبداع.
-تحولت ١٧ قصة للأطفال إلى  مسلسلات تم إنتاجها في القاهرة..كيف كانت هذه التجربة؟
كانت تجربة ثرية ومبهرة لي كطفلة تشاهد في التلفاز مسلسلا يجمع قصصها ويقدمها للأطفال العرب. وقد مكّنتني التجربة من تعلّم المزيد حول كتابة السيناريو ومراحل الإنتاج اللازمة للسفر بالقصص من الورق إلى الشاشة.
-الناشطة التونسية سمر المزغني لقد صرحت أن:(شباب اليوم لا يخافون وسيذهبون إلى الشارع عندما لا يجدون منابر أو منصات يطلقون فيها صوتهم) هل ذلك يدعو للقول إنه سبب ثورة الشباب في تونس،برأيك ماذا يرد الشباب؟
لا يوجد سبب واحد لاندلاع الثورة في تونس أو في أي مكان في العالم. هناك أسباب تتكاثف وتتولّد من رحم الحرمان والتوتر والغضب. ولكن الأكيد أن الشباب، جيلا بعد جيل، صار أكثر قدرة على تمييز الخلل في الحكم، سواء كان ذلك سياسيا (سلطة الدولة) أو اجتماعيا (سلطة المجتمع). والأكيد أن الخوف شعور مكتسب، يتزايد بعدد السنوات، لذلك لا زلت أعتقد أن الأكثر قدرة على التغيير هم الشباب.
-حصلت على العديد من الجوائز وتم أختيارك كأول شابة عربية تشارك وتتكلم في تاريخ القمم العربية وذلك في القمة العربية الاقتصادية في الكويت.
كيف كانت ذلك؟
كانت سابقة آنذاك أن تتكلم شابة في قمة تجمع الرؤساء والملوك والأمراء. كان عمري 20 سنة. ورغم شعوري بالرهبة، إلا أنني تمكنت في كلمة قصيرة من التعبير عن آمالٍ وآلامٍ أتشاطرها مع الشباب العرب، من بينها سخطنا على ما يحدث في غزة (خلال حرب 2008). أليس من المشين إذن أن يعيد التاريخ نفسه؟

Related Articles

Back to top button